واضح جدا ان هناك حالة من الخوف والقلق على منتخب مصر في بطولة الامم الافريقية التي تبدأ غدا. كان هدف محسن صالح ان يختتم برنامج اعداده بثلاث مباريات الهدف منها احراز سلسلة من الانتصارات ترفع المعنويات وتعيد الثقة واذا به لم يحقق هذا الهدف.. بالعكس زاد الخوف وتضاعف حجم القلق. اختار محسن ان يلعب مع رواندا والكونغو وبوركينا فاسو لكي يثبت اقدام لاعبيه ولكن للاسف هذا لم يحدث وساد انطباع بين الكثيرين ان هذه المجموعة التي لم تقنع الجماهير في بورسعيد لن يكون بمقدورها ان تحقق الطموحات. والواقع ان التجارب الثلاث الاخيرة للمنتخب كشفت عن حقيقة مؤلمة ليس محسن المدير الفني مسئولا عنها ولا اتحاد الكرة وانما المسئول عنها طبيعة تكوين اللاعب المصري. لقد حدث تطور خطير في الكرة الافريقية لم تفرزه منتخبات كبرى مثل نيجيريا والكاميرون والسنغال وجنوب افريقيا فقط وانما كشف عنه منتخب كان في الماضي القريب مجهولا وينظر اليه الكثيرون على انه "اضحوكة" واذا به يقدم شكلا جديدا لملامح الكرة الافريقية. هذا الشكل يشير الى ان القوة البدنية لم تعد هي السمة الاساسية للافارقة فهذه مسألة محسومة وقديمة وانما اضيف اليها الجدية التي تصل الى درجة العنف المقبول تحكيميا اضف الى هذا ان اللاعب الاسمر لم يعد مثل الثور الهائج بدون "مخ" وانما اصبح يمتاز بعقلية فاهمة الى حد كبير. وبطبيعة الحال يختلف اداء اللاعب المصري تماما عن هذه المدرسة الافريقية الشرسة فهو - اللاعب في مصر - "دلوعة وفافي" ويقال عنه ايضا انه "مريء" ولا يجيد التعامل مع الاقوياء وهنا مكمن الخطر. كان المتوقع ان يكون الخوف من الاصابة في مباراة الكونغو خشية الخروج من القائمة الافريقية هو سبب تواضع الاداء ولكن ما حدث امام بوركينا فاسو اكد ان القضية ليست كذلك وان الامر يرتبط بعوامل اخرى غير فنية وانما تخضع للتكوين الضعيف الهزيل الذي لا ينفع معه احسن مهارات في العالم. الغريب.. ان التحول الهائل في مستوى الكرة الافريقية ليس بمفاجأة لاصحاب الشأن وهذه هي الكارثة ومع ذلك لم يتم اتخاذ الاجراءات التي تعيد للاعب المصري توازنه البدني والمهاري. ان القراءة البسيطة لبطولة الامم الافريقية بتونس تشير الى ان الامتحان صعب وان التحدي خطير وهذه ليست دعوة لليأس او الاحباط. فقط مطلوب من اللاعبين ان يبرهنوا على انهم رجال اقوياء وليسوا كما اخذت عنهم انطباع انهم "مدللون" الى جوار التعامل المنطقي من محسن صالح مع المنافسين بحيث لا يجب الالتحام معهم او مبادلتهم نفس الاسلوب. واذا كان الكلام كثيرا عن بطولة 1998 التي فاز بها منتخب مصر ومن ثم امكانية تحقيق نفس الامل في تونس فهذا كلام في غير محله الان لان التقدم لم يطرأ على المنافسين فقط وانما التراجع البدني هو الذي طرأ على لاعبي مصر الا اذا اثبتوا غير ذلك.. واتمنى. مستوى المنتخبات من مستوى الدوري المحلي في بلادها والدوري المصري ربنا يستر عليه. البيان الاماراتية