ما أبعاد الهوية ؟ وهل يمكن أن تحدد الهوية موقفا أو أن الموقف هو من يحددها ؟ ما هويتنا ؟ وما الذي يحددها ؟ هل هي المواطنة أم القومية أو الايديولوجيا سياسية كانت أو فكرية أو عقائدية أم ماذا ؟ لعلنا إن أمعنا الوقوف على تلك التساؤلات فإننا نجد أنفسنا وبعيداً عن التنظير أمام قراءة ذاتية ذات دلالة حقيقية لواقع ما صغناه أو أننا بصدد صياغته فلا يمكن أن نجزىء الهوية إذا كانت هي العنوان للإنسان أي إنسان وهي بذلك صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة إذ تصبح الهوية من هذا المنظور الوجود الإنساني بذاته بما يختزل مع معطيات بيئية وإيديولوجية وعلى هذا فإن التحدي للهوية يعتبر تحديا مصيريا إذ أنها تعبر عن تحدي الوجود ذاته . لذلك عندما نتحدث عن هوية أزمتنا المعاشة فإننا يمكن أن نحددها بأنها مرحلة تحد تضع هويتنا الحضارية على المحك تلك الهوية التي تعتبر فطرة الله التي فطر الناس عليها ولذلك فإن المعركة في هذه الأزمة محسومة سلفا لأن من أراد أن يطفئ نور الله فإن الله متمً نوره ولو كره الكافرون وهم أولئك الذين يستهدفون الوجود الإسلامي كهوية حضارية لمنطقتنا . نعم مررنا بحقب استعمارية مارست التبشيرمرة والاستشراق مرة واتخذت شتى السبل والذرائع لتوغل في أفكارنا بغية زعزعة تلك الهوية وعشنا موجة من المذاهب الفكرية والعقائد والمبادىء اجتاحت واقعنا كالبعثية والاشتراكية، والقومية وسواها ولكن الحقيقة الثابتة أن ما ينفع الناس يمكث في الأرض وأما الزبد فيذهب جفاء إذ انهارت كل الفلسفات والأطروحات التي أرادت اختراق قيمنا ومبادئنا الإسلامية وبقيت هويتنا العلامة الفارقة لتبرز كقوة حقيقية بل انها في مواجهة تلك الأفكار الدخيلة وذلك التحدي تصبح أكثر قوة وما حدث في جمهوريات الاتحاد السوفيتي سابقاً والشاهد الأقرب في العراق يشكل أكبر الدلالات لمن ألقى السمع وهو بصير.