فيما سبق تحدثت عبر مقالات وكلمات عدة عن أهمية الطب التكاملي والصيني والبديل على مستوى دول العالم بجميع المستشفيات وقطاع التعليم الطبي لأنه أصبح جزءا لا يتجزأ من الخدمات الطبية وأصبح الإقبال عليه كبيرا وبدرجة تفوق التصور. بل هناك إلحاح من قبل المواطنين والمرضى لدرجة أنهم يحاولون السفر لأي دولة تتوفر فيها هذا النوع من العلاج ويدفعون الأموال الطائلة بل أنهم يتصلون بالأطباء والمؤسسات والأطباء التي تهتم بالطب البديل والتكاملي والأعشاب وغيرها. وكان من ضمن دعواتي للمسئولين أن يتخذوا الخطوات الجريئة بإنشاء هذه الوحدات ودمجها بجميع المستشفيات الحكومية والعسكرية. واليوم تحققت الأمنية التي طالما انتظرتها منذ سنوات عده لأجد المؤسسة الطبية والأشخاص المتحمسين والمؤيدين والداعمين الذين تبنوا هذه الأمنيات وترجموها إلى واقع ملموس لتكون نواة لمشاريع قادمة وشاهدا على جهود أصحاب الأيادي البيضاء الناصعة والمعطاء وقد سهروا وعملوا ليل نهار وبذلوا جهودا لا تصدق حتى تم إتخاذ القرار بإنشاء أول وحدة للطب التكاملي والصيني بمستشفيات وزارة الدفاع والطيران بالمملكة والتي تعتبر فريدة ومثالية في تصميمها وخدماتها وتجهيزاتها وكوادرها الطبية التي شملت أحدث الأجهزة والتي تعتبر الأولى على مستوى الشرق الأوسط والطاقم الطبي يتكون من متخصصين من الصين الشعبية بإشراف الإدارة الطبية وقد شرفني أن أتولى مسئولية مباشرة فيها بإعتباري أحد المتخصصين في هذا المجال. وقد توج هذا الإنجاز للصرح الطبي الأول بتشريف سعادة اللواء طبيب كتاب بن عيد العتيبي المدير العام للإدارة العامه للخدمات الطبية وعدد من المسئولين بإفتتاح أول وحدة للطب التكاملي والصيني بمستشفيات وزارة الدفاع والطيران وذلك في مستشفى القوات المسلحة بالشمالية - حفر الباطن. اللواء كتاب ومرافقوه لم يخفوا إعجابهم بالمستوى الرائع لهذه الخدمة المتميزة وخاصة بعد أن تفقدوا أحوال المرضى الذين يتعالجون بالوحدة وقدموا الشكر الجزيل لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام ولجميع المسئولين وأفادوا بأنهم قد استفادوا كثيرا من العلاجات الطبيعية وخاصة الإبر الصينية والحجامة والتدليك الطبي وغيرها. والذي أثلج صدورنا وصدور الجميع أن نعلم بأن هناك خططا مستقبلية لإنشاء مثل هذه الوحدة المتميزة بجميع المستشفيات العسكرية بالمملكة لتخدم جميع المواطنين. وإنها ستكون مرجعا ومركزا علميا للأبحاث وتدريب الكوادر الطبية. وقد تصادف افتتاح الوحدة مع عقد مؤتمر أمراض وجراحة الجلد بالمستشفى وقد كان لي الشرف أن أشارك بورقة عن علاج الأمراض الجلدية بالطب التكاملي والصيني وأسعدني أنها لاقت تجاوبا من جميع الأطباء الحضور الذين قرروا زيارة الوحدة للإطلاع عليها عن كثب وعن خدماتها وأبدوا إعجابهم بالخدمات الطبية والطرق العلاجية التي تستخدم جنبا إلى جنب مع الطب الحديث. بل أن الطلبات الكثيرة للأطباء من مختلف التخصصات والمستشفيات من مختلف المناطق والذين سمعوا عن الوحدة بعد إفتتاحها أو حضروا المؤتمر قد انهالت على إدارة المستشفى وأبدوا رغبتهم بحضور دورات فيها رغبة في التعلم والاطلاع على هذا الطب. وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على مدى ثقة المواطنين والمرضى والأطباء والمسئولين وسعادتهم بأن الأمنيات قد تحققت والأحلام أصبحت حقيقة وواقعا والإنجازات نرجو أن تكون كبيرة لوحدة علاج جديدة ولكي يظهر المشروع قويا أمام كل التحديات.. ومع الفرحة الغامرة بما تحقق نشعر أن المسئوليات أصبحت كبيرة وواجبنا اثبات أهمية وجود مثل هذه الوحدة. فمن كل قلبي أقدم الشكر والتهنئة لصاحب الفضل بعد الله سبحانه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز حفظه الله لدعمه ومباركته لهذا المشروع الطبي ولسعادة اللواء الطبيب كتاب بن عيد العتيبي لإهتمامه ومتابعته وإفتتاحه لهذا الصرح الطبي العملاق ولسعادة العقيد الطبيب سعد بن ناصر الدوسري مدير المستشفى والبرنامج لجهوده الجبارة للإعداد والتجهيز والمساعدة لكل العاملين والمساهمين والمشاركين حتى رأت الوحدة النور التي أدخلت الفرح والسرور والآمال في نفوس جميع المرضى والمراجعين. وإلى إنجازات أخرى مثيلة إن شاء الله الدكتور إبراهيم عبدالوهاب الصحاف إستشاري علاج الآلام والطب الشرقي والوخز بالإبر الصينية رئيس الوحدة