أعلن الأمين العام المساعد لمؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية عبدالحميد أحمد في مؤتمر صحفي عن نتيجة أعمال جائزة الانجاز الثقافي والعلمي, للدورة الثامنة 2002/21003م. حيث عقد مجلس الأمناء للمؤسسة اجتماعات عدة على مدى ثلاثة أشهر وذلك لاختيار الفائز بجائزة الانجاز الثقافي والعلمي لهذه الدورة, وبعد حوارات مطولة واجتماعات متلاحقة ومداولات مستمرة ومتعمقة, تخللها أحيانا شد وجذب, بين ميل لهذا المرشح او ذاك, وبين أحقية مرشح عن آخر أو عدم أحقية مرشح على آخر, حسم مجلس الأمناء في جلسته التي عقدت الاثنين التاسع والعشرين من ديسمبر من عام 2003 الماضي قراره بالاجماع وذلك بمنح الجائزة في هذه الدورة لشاعرين عملاقين في شعرنا العربي المعاصر هما: علي احمد سعيد (أدونيس) محمود درويش وقد بلغ عدد المرشحين للجائزة 85 مرشحا, هم من أعلام وشخصيات ومؤسسات العلم والأدب والثقافة والفكر في وطننا العربي, وعلى مدى أسابيع من التداول تمكن المجلس من اختصار قائمة المرشحين النهائيين ممن رأى المجلس أحقيتهم بالفوز في هذه الدورة الى عشرة مرشحين, دخلوا جميعهم في سباق الاختيار النهائي بوصفهم المرشحين الأبرز لجائزة الانجاز الثقافي والعلمي, وقد برز من بين هؤلاء الشاعران, (كل على حدة) محمود درويش, وأدونيس بوصف كل منهما الأحق بالفوز والأجدر من بين قائمة المرشحين النهائيين. ولما كانت المفاضلة بين هذين الشاعرين أمرا صعبا, وعلى ضوء التقييم والتقدير الكبير لمنجزهما الشعري والثقافي, وتأثيرهما العميق سواء في سياق التجربة الشعرية العربية المعاصرة, أو في سياق الريادة الثقافية والحضارية الفاعلة لكل منهما في حياتنا الثقافية, والرسالة التي يمثلها كل منهما الى العالم, رسالة المحبة والسلام والحرية ومقاومة الاحتلال, فقد رأى المجلس ان محمود درويش أودنيس يستحقان الفوز بالجائزة في هذه الدورة والحصول على الجائزة كاملة في معيارها الأدبي كما المادي, لكل منهما, دون نقصان. ويرى المجلس ان علي أحمد سعيد (أدونيس) علاوة على كونه من رواد التجريب الشعري وفتح الآفاق الجديدة أمام الشعر العربي, لهو أحد أبرز مفكري حركة التحديث في الثقافة العربية واحد أبرز ممارسي الحداثة ومفعليها وتعميق تياراتها المختلفة, وهو منذ ظهوره القوي والجرىء على الساحة الأدبية عمل بدأب ونشاط وفكر متحرر وخلاق على تغيير مفاهيم الشعر ومنازلة الأفكار المتوارثة وتجريب الحداثة وإعادة بعث الموروث الأدبي والشعري في صياغة جديدة ضمن جدلية الثبات والتحول. وعلى ذلك فأدونيس يعد الصوت القوي والفاعل الذي دفع بحركة الشعر الى مساقاتها المتجددة والمؤثرة والمنفتحة كليا على آفاق الإبداع الحر. ويرى المجلس أن الشاعر محمود درويش هو صورة الحقيقة الشعرية في عالمنا العربي, المكابد بقوة وشجاعة واصرار لإعلاء صدق التجربة الشعرية ووهج واقعها المعاش بكل عذاباته وجمالياته معا, فهو شاعر المقاومة لا الفلسطينية وحدها وان شكل اليوم نبضها الحي, بل المقاومة الإنسانية في عمقها واتساع آفاقها, والتي تنشد السلام والعدل لبني البشر, كما يرى المجلس ان مكابدة درويش ليست نضالية فحسب, على الرغم من القيمة العظيمة لمنجزه الشعري في هذا المجال, ذلك لان درويش استعاد للمفردة بهاءها وحررها من وهن التكرار والعادة وبعث في استحضارت الموروث نبضا حياتيا متجددا ومعاصرا, ورفد الحركة الشعرية المعاصرة بما تحتاج اليه من عذوبة الشعر وقوته وموسيقاه وعمقه وحلاوته علاوة على دور هذا الشعر التغييري والمحض والمناهض للاحتلال وكافة اشكال العدوان والظلم. وفي ختام البيان الصحفي أكد الأمين العام لمؤسسة سلطان بن علي العويس عبدالحميد أحمد على ان كلا من الفائزين يتمتعان بالامتيازات الكاملة للفوز المنفرد, معنويا وماديا, وعلى هذا فأن المجلس قرر منح كل منهما الجائزة كاملة, اعترافا منا بدور كل منهما ومكانته وقيمته وريادته في خارطة الثقافة العربية, واعلاء منا لقيم التباين والاختلاف في الاتجاهات والمواقف والآراء كبديل لا بد منه لتيارات الركود والتكرار والجمود, وتقديرا مستحقا للابداع الذي يحقق التجاوز والاضافة ويحمل رسالة ثقافتنا العربية الى الآخر. أدونيس