نظمت اللجنة النسائية بالنادي الأدبي بمنطقة حائل اولى فعاليات منتدى الكلمة النسائي من خلال ورقة عمل قدمتها عميدة كلية التربية للبنات (سابقا) الجوهرة بنت سعودة الجميل تحت عنوان (المرأة والتنمية الاقتصادية) بحضور لفيف من المثقفات والأكاديميات والتربويات وقد أدارت المنتدى الذي أقيم بمسرح النشاط اللامنهجي ترفة عواد. تساؤلات واطلقت مقدمة الورقة مجموعة من التساؤلات جعلتها مدار بحثها وتطرقت في مستهلها لأهمية التنمية الاقتصادية في سياق التنمية الشاملة مشيرة لمسئولية الأفراد عن تحقيق التنمية الاقتصادية ومؤكدة على ان نسبة مساهمة المرأة في هذا الجانب لاتزال متدنية جدا ومقتصرة على القطاعين الصحي والتعليمي.. ثم قدمت ملمحا تاريخيا عن الأدوار الفعالة التي اضطلعت بها المرأة السعودية في الإطار الاقتصادي والاجتماعي والتجربة المحلية للمرأة (في الحقل والمزرعة والمنزل..) وعملها مع الرجل جنبا الى جنب بقيمها وعقيدتها، وعزيمتها حيث كانت الأبرز في القطاع الانتاجي من أشقائها الرجال.. وترى (الجميل) ان التوسع في التعليم والاحتكاك الثقافي والحضاري والطفرة المالية كان لها الأثر السلبي على دور المرأة الإنتاجي وتحولها لأداة غير فاعلة ومستهلكة سلبية مما ساهم في تعطيل حراكها الاقتصادي وجعلها اكثر اتكالا وبعدا عن ميادين العمل حتى بدأت الفرص تضيق عليها وتتفلت من يديها ولتوصد أمامها أبواب العمل والإنتاج. واستحضرت (الجميل) شواهد بحثية من دراسات وبحوث وندوات في طول الوطن العربي وعرضه. التنمية المعاقة وخلصت الى القول:(ان قضية المرأة ودورها في التنمية الاقتصادية بابعادها المتداخلة وجذورها الدينية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية تطرح نفسها من خلال المتغيرات الحالية..) متسائلة:(هل الوضع الراهن يحتمل التأخير؟) وتضيف:(اذا كان نصف التنمية معطلا والنصف الآخر يعاني من مشكلات!! فما أشبه تنميتها ب(الرجل المعاق). تغييب المرأة ثم أسهبت في مناقشة الإشكاليات والمعوقات والسلبيات المرتبطة والمترتبة على تعطيل دور المرأة وتغييبها عن الفعل التنموي والظواهر السلبية المثبطة الناجمة عن غياب الوعي الاجتماعي والثقافي والهدر المستمر للطاقات النسائية واستنزاف جهود التنمية وتشتيت منتجها مؤكدة ان علماء الاقتصاد واداريي التنمية دعوا إلى ضرورة مساهمة المرأة في الفعاليات الاقتصادية والإنتاجية وبما يكفل تحقيق النمو الاقتصادي الذي يتوازى ويتوازن مع ما يحدث في العالم ويحقق القفزات التنموية والنهضوية بوحدة اجتماعية وطنية وتكامل اقتصادي فاعل. وختمت ورقتها بالتوصية لتوجيه البرامج والخطط التنموية والاقتصادية ناحية تفعيل دور المرأة ومشاركتها في القطاع الإنتاجي الحكومي والخاص ودعت رجال وسيدات الأعمال للتوجه إلى ما يحقق مساهمة المرأة في القطاع الإنتاجي وبما يتواءم مع خصوصيتنا الدينية والاجتماعية وفي إطار استثمار كل الطاقات الوطنية في الدورة الاقتصادية وإدماج المرأة في هذه السياقات التنموية كأحد مسوغات النهوض مشيرة إلى توافر الفرص الاستثمارية الهائلة إضافة لتوافر الإمكانات والطاقات التي ينقصها التخطيط والعمل المخلص والتخلص من العقد والتمسك بالعقيدة وروح المبادرة وبالتالي التنفيذ. المداخلات وبدأت المداخلات حيث ذهبت رمزية الحربي.. الى أن الدور الأهم والأبرز للمرأة هو في بيتها وتربية ابنائها وأن أدوارها الأخرى ترتبط ارتباطا وثيقا بواجبها الأسمى دينيا واجتماعيا ومن ثم تأتي حاجاتها وما تفرضه اعتبارات عديدة تختلف من امرأة لأخرى ومن ظرف لآخر. وتوالت المشاركات من قبل كل من البندري القريخ.. رئيسة الإشراف التربوي وهياء الشومر ونورة البصيلي ورقية الشومر.. وهيا الفقيه ونورة الرديعان وفلحاء الشمري وزهوة المبروك.. حيث اتفقن على ضرورة المشاركة الفاعلة للمرأة في مختلف الفعاليات التنموية وبالأخص الجانب الاقتصادي وأهمية تهيئة الفرص والأجواء المناسبة لإسهامها في هذه المجالات من خلال تبنى المجمعات والمراكز والنشاطات التي تتفق مع ثوابتنا وتتماهى مع طبيعة واحتياج المرأة والواقع الاجتماعي والعمل على تكثيف الجهود تجاه كلما من شأنه تكريس مفاهيم وثقافة الإنتاج والعمل وطالبن بتأسيس جمعية نسائية بمنطقة حائل تعنى بتأصيل هذه المفاهيم وتساهم في بث الوعي في الأوساط الاجتماعية وتهدف لتفعيل الطاقات واستقطابها وتوجيهها بما يكفل النمو المتوازن في تأهيل المرأة لميدان العمل المنتج.