ما طرح على جدول أعمال الحوار الوطني من ملفات عديدة كان يجب التحاور بشأنها لاسيما في هذه الفترة الحرجة التي يعيش العالم في أتونها، تظاهرة الارهاب احدى تلك الملفات الملحة التي دار حولها حوار مطول للبحث في أفضل السبل الكفيلة باحتواء التطرف والغلو والتشدد في كل أمر لتحقيق مصلحة هذا الوطن ومواطنيه، على اعتبار أن تلك السلبيات لا علاقة لها بجوهر العقيدة الاسلامية السمحة، وهي أمور تقود الى اشتعال فتائل تلك الظاهرة الخبيثة، ومن جانب آخر فإن الحوارات التي تمت اتسمت بروح الحرية التي اتضحت في سلسلة المداخلات والتعقيبات على كل موضوع انطلاقا من تحقيق الفائدة المرجوة من هذا الاجتماع الخير. وقد اتضح أنه حوار مجد أفضى الى الخروج بنتائج ايجابية وقواسم مشتركة حول العديد من الأمور الملحة التي تستهدف بناء المجتمع السعودي ورخائه، فقد كان واضحا أن المجتمعين في هذا الحوار يركزون على اشاعة روح الوحدة الوطنية في المجتمع السعودي على أساس أنها هدف من أهم أهداف هذا الحوار.. كما أن ظاهرة الانحراف كما سبق القول هي واحدة من الملفات الحيوية التي تم حولها التحاور.. وكان من الطبيعي أن يطرح عنوان كبير لاستعراض مشكلة الغلو في المجتمع.. وقد بين المجتمعون أن الغلو بكل أشكاله يعد من الافراط في الدين وتجاوز الحدود التي رسمتها العقيدة الاسلامية بوضوح.. وازاء ذلك فإن محو الغلو من نفوس الشبيبة يعد منهجا صائبا من مناهج التربية الدينية التي لابد من ترسيخها في أذهان فلذات الأكباد حتى يمكن القضاء على ظاهرة الارهاب في مجتمعنا، فأحداث التفجيرات الأخيرة التي وقعت في المملكة انما كانت افرازا لذلك الغلو الذي دفع الى ارتكاب تلك الجرائم البشعة ضد الانسانية، فبتر الارهاب يكون بالحيلولة دون اشاعة الغلو في المجتمع والاهتمام بغرس مبادىء التسامح والمحبة والألفة وتشجيع الحوار بين الثقافات في نفوس الناشئة، فأساليب التربية الدينية لابد أن تكون مشمولة بكل ما من شأنه القضاء على أساليب الغلو والتطرف من عقول الناشئة ليشبوا على التمسك بجوهر الدين الاسلامي الحنيف الذي يحض على التحاور وبناء المجتمع على أسس سليمة من أهم سماتها عدم معاداة الغير ونبذ الغلو بين أوساط المجتمع والعمل على ترسيخ مبادىء التحاور والنقاش على أسس فكرية صائبة تحقق الأمن داخل المجتمع وتبث فيه روح التسامح والألفة والمحبة.