تختتم هذا الأسبوع فعاليات الأيام الثقافية اليمنية التي بدأت فعالياتها الأسبوع الماضي امتداد لفعاليات اختيار الرباط عاصمة للثقافة العربية للعام 2003، ولكي تكون مناسبة لنقل الفعالية للعاصمة اليمنية صنعاء التي اختيرت لكي تكون وعلى مدار سنة كاملة عاصمة للثقافة العربية. وأكد محمد الأشعري وزير الثقافة المغربي الأسبوع الماضي بالرباط أن تنظيم الأيام الثقافية اليمنية بالمغرب يجسد الروابط الأخوية التي تجمع بين البلدين والمراهنة المشتركة لجعل المجال الثقافي أحد الوسائل الأكثر فائدة لتدعيم التعاون ومحاورة الآخرين بإبداعنا وإنتاجنا الثقافي. وقال الأشعري في مؤتمر صحفي مشترك مع خالد عبد الله الرويشان وزير الثقافة والسياحة اليمني تميزت بتسليم المشعل الرمزي للاحتفاء بالعواصم الثقافية العربية إلى صنعاء لتكون عاصمة الثقافة لسنة 2004، أن هذه الأيام التي تعرف حضور وفد يمني هام يضم شعراء وفنانين وكتاب تترجم الإصرار اليمني على مشاركة المغرب احتفاله بالرباط كعاصمة للثقافة العربية للسنة الجارية. ومن جهة أخرى أشار وزير الثقافة إلى أن سنة الاحتفال بهذا الحدث مثل إرادة عربية مشتركة حقيقية لتركيز بنيات أساسية في تحديث مجتمعنا مضيفاً أن الفعاليات الثقافية التي تضمنها برنامج الاحتفال أبانت أن الإبداع العربي ارتقى لمستوى رفيع وليس له ما يخجله مقارنة مع الإبداعات الأخرى. وفي تقييم للتجربة الثقافية التي خاضها المغرب قال الأشعري أن ما يمثلنا حقيقة هو تلك الإنتاجيات التي تحمل بصمات هويتنا وتطلعاتنا. مضيفاً: لابد أن نتعاون جميعاً لأن ندافع عن خطاباتنا بهذا الإبداع الذي له قوة إقناعية أكبر ملاحظا أن هذه التجربة أظهرت بالمقابل ضعف التواصل الثقافي بين الأقطار العربية. وأعرب وزير الثقافة المغربي عن أمله في أن لا نعلق القوس مع نهاية شهر ديسمبر فنرجع إلى محليتنا وقوقعتنا، بل نتمنى أن نحظى بزيارات عربية خارج إطار عاصمة الثقافة العربية مؤكدا على أن المغرب يتطلع لان تكون السنوات المقبلة مناسبة للاستمرار في المناخ ذاته الذي عاشته الرباط. ومن جانبه اعتبر الرويشان أن زيارته إلى المغرب جعلته والوفد المرافق له يعيش لحظات لا تنسى على الإطلاق جعلته يلمس تطابقا وتناغما في كل شيء وهو ما أهلنا حقيقة. ورأى أنه من المؤسف تسجيل نوع من الضعف على مستوى التبادل الثقافي بين المغرب واليمن خاصة في مجال الكتاب والموسيقى والغناء وهو ما يلقي مسؤولية كبرى على كاهل المسؤولين في البلدين. وبخصوص الاحتفاء بصنعاء عاصمة للثقافة العربية قال إن هذه مناسبة للتعريف باليمن الذي ما يزال مغموراً عربيا وعالميا خاصة في مجال المعمار والمدن التاريخية. واستعرض الوزير اليمني أهم محاور برنامج الاحتفاء بصنعاء عاصمة للثقافة العربية موضحا أن هذه البرامج ستنطلق مع نهاية الشهر الجاري بمشاركة عربية ودولية وسيمثل الأسبوع المغربي الحدث المميز الذي سيقربنا من الثقافة المغربية الأصيلة في كل الفنون وعلى كل ما يزخر به المغرب من تباينات جغرافية وإبداعية. وأبرز أن البرنامج يتضمن تنظيم ندوات فكرية كبرى ومهرجانات مسرحية أهمها مهرجان (أحمد باكثير) ومهرجانات شعرية منها مهرجان أمرئ القيس وأيام البرادوني الشعرية إضافة إلى معرض تشكيلي دائم. ويذكر أن الأيام اليمنية التي شهدتها العاصمة المغربية الرباط ومدينتنا مكناس وأصيلة تميزت بإقامة المعارض للفنون التشكيلية والأزياء والكتاب وتنظيم حفلات للرقص الشعبي اليمني (الفلكلوري) أحيته بالمسرح محمد الخامس الوطني فرقة الرقص الشعبي اليمني، حضر بعض فعالياتها وزيرا ثقافة البلدين.