أشارت دراسة لمؤسسة متابعة الازمات الدولية بان تزايد شعبية الجماعات والاحزاب اليمينية في جمهوريات يوغسلافيا السابقة وخصوصا في صربيا وكرواتيا سيؤدي الى عودة التوتر والعنف الى تلك المنطقة التي لاتزال مشكلاتها العرقية والدينية تطفو الى السطح فوق الازمات الاقتصادية الكبيرة. وافادت الدراسة بان شعارات الحزب الراديكالي الصربي الذي فاز بالاغلبية بين الاحزاب الاخرى تطالب علنا بضم اجزاء من اراضي الدول المجاورة وتدعو الى سحب حقوق الاقليات العرقية والدينية في البلاد. وذكرت الدراسة التي قدمها خبراء متخصصون للمؤسسة بان شعارات معاداة اوروبا والناتو وانشاء تحالفات على اسس دينية وعرقية يدفع الى تجدد العنف على نطاق واسع في منطقة البلقان المعروفة تقليديا بتداخل الاعراق والاديان والمصالح الخارجية فيها. واضافت بان الحزب الراديكالي استخدم بمهارة قصف الناتو للجيش اليوغسلافي في كوسوفو في صيف عام 1999 لاشعال روح العداء والكراهية لاوروبا والتشكيك بكل ما يأتي من الغرب. وشددت دراسة المؤسسة غير الحكومية والتي يدير مجلسها شخصيات عالمية معروفة ويرأسها السيناتور الامريكي المعروف ميتشيل على ان صربيا عادت الى دائرة الضوء كبلد يمكنه ان يفرز التوتر في مجتمعه وفي محيطه مما يتطلب عملا سريعا من الاتحاد الاوروبي لمنع تجدد العنف هناك، الا انها توقعت في نفس الوقت بان الشعارات التي رفعها الحزب الراديكالي المتطرف في صربيا لا يمكن تطبيقها بسهولة حتى لو تسلم هذا الحزب السلطة لان امكانيات البلاد العسكرية والاقتصادية تضاءلت الى حد كبير خلال السنوات الماضية مما لا يعطيها الامكانات لتحقيق الوعود بضم اراضي الدول المجاورة الاخرى بتلك السهولة التي تطلق فيها الشعارات المجردهة . واضافت الدراسة بان صعود الحزب الراديكالي المتطرف من 10 بالمئة في آخر انتخابات الى 30 بالمئة الآن وخلال عامين فقط يشكل قفزة خطيرة تهدد بعسكرة المجتمع في صربيا وربما في الدول المجاورة الاخرى تبعا لذلك. واعترفت الدراسة بان شعبية الاحزاب اليمينية والقومية قد تعززت في الدول المجاورة الاخرى مثل كرواتيا والبوسنة والتي سبقت الانتخابات البرلمانية في صربيا مما يعزز احتمالات عودة التوتر لان الامور تجري في البلقان عادة كرد فعل اشد على ظاهرة في الجوار حسب الدراسة، التي اعتبرت تزايد شعبية القوميين المتشددين في صربيا دليل على ردة فعل غاضبة عند السكان لعدم قيام اوروبا بالدعم الاقتصادي والسياسي الكافيين عند الاطاحة بنظام ميلوشفيتش من جهة ولسيطرة اليمين المتطرف على وسائل الاعلام الى حد كبير في صربيا والذي استغل بذكاء عيوب الاحزاب الاصلاحية. كما تحذر الدراسة دول الاتحاد الاوروبي والناتو بان عليهم ان لا يتخلوا عن التزاماتهم نحو الحفاظ على الامن والاستقرار في البلقان فيما طالبت بضرورة بقاء قوات الناتو في كوسوفو والبوسنة على وجه الخصوص والتخلي عن فكرة تسليم مهمات السلام في هذين البلدين الى قوات سلام اوروبية. واعتبرت الدراسة ان القوة الاوروبية غير المدربة لن تكون قادرة بعد على القيام بمهمات الامن في مناطق توتر تقليدي خطير كما هو الحال في يوغسلافيا السابقة.