تفقد اندونيسيا كل عامين نحو اربعة ملايين هكتار (عشرة ملايين فدان) من الغابات اي ما يعادل مساحة سويسرا تقريبا بسبب عمليات ضارية لقطع الاشجار لانتاج الاخشاب. وتتوهج السماء في شمال الصين بعواصف رملية برتقالية اللون تعبر المحيط الهادي وتمطر غرب الولاياتالمتحدة بالغبار. وفي هونج كونج تعج مياه الميناء بمخلفات المجاري. وفي رقعة تمتد من منغوليا الداخلية الى شبه القارة الهندية ومنطقة جنوب شرق اسيا الاستوائية تتدهور البيئة الطبيعية وسط انتشار المصانع والازدهار الاقتصادي كما يقول رافي سوهيني خبير البيئة بالاممالمتحدة. ورغم أن الحكومات تعلن مبادرات عديدة لمكافحة التلوث في اسيا ومن أهمها اجتماع وزراء البيئة بدول جنوب شرق اسيا في ميانمار فان السياسة البيئية لا تطبق كما يجب. في مقابلة مع رويترز قال سوهيني مدير ادارة البيئة باللجنة الاقتصادية والاجتماعية التابعة للامم المتحدة تسوء الاوضاع قبل ان تتحسن. ويجري سوهيني دراسات على البيئة في اسيا بتكليف من الاممالمتحدة التي تصدر (تقرير البيئة الاسيوية) كل خمس سنوات. ورغم ان التقرير التالي لن يصدر قبل 2005 فان سوهيني يقول ان الدلائل تشير الى تفاقم الاوضاع البيئية بوجه عام. قال هناك مبادرات اتخذت وقوانين صدرت ولكن المشكلة في التطبيق الفعلي. وكأن الطبيعة تؤكد كلامه اذ حدثت انهيارات ارضية في اندونيسيا والفلبين دفنت عائلات بأكملها هذا الشهر وفي نوفمبر بسبب قطع الاشجار الجائر. ومن بين المدن الخمس عشرة الاكثر تلوثا في العالم توجد ست مدن في اسيا التي ينبعث منها ثلث الانبعاثات العالمية من ثاني اكسيد الكربون. وتظهر احصائيات للامم المتحدة أنه في مناطق اسيا النامية لا يحصل نحو 785 مليون نسمة على مياه نظيفة لكن هناك دلائل تحسن. يقول كورني هيزينجا من مبادرة الهواء النظيف التي اطلقها بنك التنمية الاسيوي ان جودة الهواء تحسنت في اكثر المدن تلوثا مثل بانكوك وداكا ونيودلهي وبضع مدن صينية بعد ان استبعدت اغلب دول اسيا عدا اندونيسيا الرصاص من بنزين السيارات. وتنفق بنجلادش 30 مليون دولار في عامين لادخال الغاز الطبيعي الى 100 محطة للبنزين في داكا وتستبدل محركات الريكشا التي تعمل بالنزين باخرى تدار بالغاز الطبيعي. وفي بانكوك تدار سيارات الاجرة بالغاز المسال بينما بدأت سيارات الاجرة في نيودلهي وبومباي في استبدال زيت الوقود تدريجيا بالغاز المسال المضغوط. قال هيزينجا انها قصة الطريق الى المستقبل. ساعد هيزينجا وخبراء بيئيون اخرون رابطة دول جنوب شرق اسيا في وضع خطة لمكافحة التلوث حيث تجلب الثروة مطالب باوضاع حضرية افضل بعد عقود من وجود أحياء عشوائية في بعض المدن. وفي اجتماعهم بميانمار وافق وزراء البيئة في جنوب شرق اسيا على اطار غير ملزم يدعو دول المنطقة الى وضع استراتيجية اقوى لمكافحة التلوث تناقش في ورش عمل ابتداء من العام المقبل. قال بيتر ماركوتوليو الباحث بمعهد الدراسات المتقدمة بجامعة الاممالمتحدة في طوكيو بسبب النمو السريع تتراكم المشاكل.. في الماء والهواء والارض مما يوجد وضعا معقدا. وتحولت هموم اسيا البيئية من زوابع تهيل الرمال على الصين المصابة بتاكل تربتها الى معاملة مخلفات المجاري في الانهار الهندية وتلوث الهواء في جنوب شرق اسيا الى تجارة حجمها مليارات الدولارات. وسترسل وزارة التجارة الامريكية بعثة لتجارة تكنولوجيات البيئة الى ماليزياوتايلاندوفيتنام في مارس القادم لاستكشاف فرص للشركات الامريكية. وتقدر الوزارة سوق البيئة الماليزي بنحو 800 مليون دولار اغلبها في تنقية المياه ومعاملة مخلفات المجاري كما تقدر أن تايلاند تحتاج الى انفاق بين 2ر1 و5ر1 مليار دولار على تنقية المياه ومشروعات صحية اخرى بحلول 2020. وفي فيتنام بلغ حجم سوق خدمات ومعدات تنقية الماء والهواء نحو 450 مليون دولار في العام الحالي وحده. وبالاضافة الى المحاذير البيئية توجد مشاكل اخرى ابرزها في اندونيسيا مقر ثالث اكبر الغابات الحارة في العالم بعد البرازيل والكونجو حيث اختفت غابات بمعدل يزيد على اربع مرات على المعدل في البرازيل منذ 1990 بسبب الحرق وقطع الاشجار كما تقول منظمة فوريست ووتش البيئية. قال خبير البيئة لونجينا جنتينج لرويترز في اشارة الى جزر اندونيسيا الكبرى تفقد البلاد كل عام نحو مليوني هكتار من الغابات. واذا استمر هذا المعدل فستختفي اغلب الغابات في سومطرة وكاليمنتان بحلول عام 2010. وسبب ذلك استمرار الطلب الهائل على الاخشاب في الصين المزدهرة اقتصاديا والتي فرضت حظرا على قطع الاشجار فيها بعد الافراط في قطعها الذي أسهم في حدوث فيضانات قتلت نحو 4000 شخص في 1998.