أثمر التعاون والتنسيق بين ميناء الملك عبد العزيز بالدمام وبرنامج الأمير محمد بن فهد لتأهيل وتوظيف الشباب السعودي عن تعيين (615) مواطناً منذ بداية برنامج التخصيص في الموانىء وهذا العدد يمثل (65%) من مجموع الوظائف المستهدفة . كما تم تعيين (91) مواطناً في هذا العام 1424ه يضاف إلى هذا العدد من تم تعيينهم في المؤسسات والشركات التي تزاول أنشطة متنوعة في الميناء مثل المخلصين الجمركيين والمستأجرين للاستثمار الخاص والبنوك فهذه المجموعة تقوم بتوظيف السعوديين وفق اللوائح والأنظمة المعمول بها في وزارة العمل والشئون الاجتماعية (مكاتب العمل) والتوجيهات والتعليمات الصادرة بخصوص توطين الوظائف . وقد بلغ من تم تعيينهم في هذه الأنشطة المختلفة (350) مواطناً وهذا يمثل ما نسبته (60%) من مجموع الوظائف المتاحة . وللتعرف على مزيد من هذه الإنجازات كان هذا اللقاء مع عبد الشهيد محمد السني رئيس فريق توطين الوظائف المنبثق عن برنامج الأمير محمد ابن فهد بميناء الملك عبد العزيز بالدمام: متى بدأ تعاونكم في ميناء الملك عبد العزيز مع برنامج الأمير محمد لتأهيل وتوظيف الشباب السعودي، وكيف كانت البدايات وإلى أين وصل هذا التعاون ؟ كانت البدايات في شهر ذي الحجة من عام 1421ه ثمرة لتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد أمير المنطقة الشرقية وصاحب هذا البرنامج لتفعيل الخطط التنفيذية التي يقوم بها البرنامج في كل ما من شأنه تأهيل وتوظيف الشباب السعودي ليساهم في دفع عجلة التنمية لبلادنا الطيبة، وتحقيقاً لتوجيهات وتطلعات سموه فقد تم عقد الاجتماع الأول مع المشرف العام على البرنامج الدكتور عيسى بن حسن الأنصاري بحضور سعادة مدير عام ميناء الملك عبد العزيز الأستاذ نعيم بن إبراهيم النعيم وقائد وحدة أمن الميناء وقتئذ العميد بحري/ عواد بن عيد العرادي .. وتم خلاله استعراض برامج السعودة والتدريب المعمول بها والموضوعة أساساً لإحلال المواطنين محل العمالة الوافدة في جميع عقود التشغيل والصيانة بالميناء وفق تخصصات وجداول زمنية محددة وأطلع المجتمعون على الخدمات التدريبية والتوظيفية القائمة على الأسس العلمية التي ينتهجها برنامج الأمير . وعلى ضوء ذلك تم رسم خطط توطين القوى العاملة بالميناء وآليات تنفيذها وأطر التنسيق بين القطاعات المختلفة بالميناء وبرنامج الأمير حيث وصل في الوقت الراهن إلى أفضل المستويات محققاً نتائج جداً مشجعة، وأثمر هذا التنسيق وهذا التعاون عن تعيين (615) مواطناً منذ بداية برنامج التخصيص في الموانئ وهذا العدد يمثل (65%) من مجموع الوظائف المستهدفة والجدير بالذكر أنه قد تم تعيين (91) مواطنا في هذا العام 1424ه .. يضاف لهذا العدد من تم تعيينهم في المؤسسات والشركات التي تزاول أنشطة متنوعة في الميناء مثل المخلصين الجمركيين والوكلاء الملاحين والمستأجرين للاستثمار الخاص والبنوك، فهذه المجموعة تقوم بتوظيف السعوديين وفق اللوائح والأنظمة المعمول بها في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية (مكاتب العمل) والتوجيهات والتعليمات الصادرة بخصوص توطين الوظائف .. وقد بلغ من تم تعيينهم في هذه الأنشطة المختلفة (350) مواطناً وهذا يمثل ما نسبته (60%) من مجموع الوظائف المتاحة. كم بلغ عدد المستفيدين من البرامج من الميناء، وما المجالات التي أتيحت لهم، ومتى ستضاف مجالات أو تخصصات أخرى؟ * لقد ركزنا في التنسيق بين الميناء والبرنامج على الاستفادة من الخدمات التدريبية التي يتيحها البرنامج وما يقدمه مركز التدريب في ميناء الملك عبد العزيز من برامج تدريبية لبلورة مناهج تدريبية تكاملية يستفاد منها من إمكانيات كلا الطرفين.. وبالفعل تم تصميم برنامج شارك في تصميمه وتنفيذه كل من الكلية التقنية بالدمام ومركز التدريب بالميناء لتأهيل ثلاثة وثلاثين (33) مواطناً من خريجي الثانوية العامة على وظيفتي كاتب جرد ومراقب ساحة، وقد تم تنفيذه في الفترة من 8/ 11/ 1423ه حتى 7/ 5/ 1424ه وأصبح بذلك باكورة البرامج التدريبية المزمع تنفيذها لصالح توطين الوظائف بالميناء، وقد تم توزيع الخريجين على مشغلي المحطات المختلفة بالميناء وإبرام عقود العمل معهم. وكخطة مستقبلية فقد استكمل فريق العمل توصيف (18) ثماني عشرة مهنة مختلفة من الوظائف المستهدفة بحاجة إلى برامج تدريبية بما يوفر (80) ثمانين فرصة عمل تم عرضها على كل من مركز التدريب بالميناء والكلية التقنية وتم الانتهاء من تصميم البرامج التدريبية لها ويقوم فريق العمل بالتنسيق مع المختصين في برنامج الأمير محمد لإعداد الخطة الزمنية لتنفيذها. كيف ترون عائد التدريب الذي أتاحه البرنامج للمتدربين، وهل هذا التدريب كاف في نظركم لإدارة بعض الأعمال في الميناء بكفاءة؟ * العمل في الموانئ ذو طابع تخصصي وفريد والقلة القليلة هي التي تجيد مهارات العمل في الموانئ.. والمؤسسة العامة للموانئ إدراكاً منها لذلك أنشأت مركزي تدريب في كل من ميناء الملك عبد العزيز بالدمام وميناء جدة الإسلامي لتدريب الملتحقين للعمل في الموانئ على الفنون البحرية وأساليب التشغيل والإدارة في الموانئ. وقد تحقق في هذا المجال إنجاز كبير، فقد تم تخريج مواطنين من ربابنة القاطرات والمرشدين ومتخصصين في تشغيل وإدارة مرافق الميناء المختلفة يشكلون حالياً أكثر من (95%) من العاملين في هذه التخصصات.. ومما لاشك فيه فإن برنامج الأمير محمد قد أضاف إلى الإمكانيات التدريبية المتوافرة في الميناء وأعطى زخماً إلى برامج السعودة خاصة تلك المرتبطة بالمؤسسات والشركات غير المتعاقدة مع الميناء ويستفيد الميناء من البرنامج من خلال تعزيز العمل التكاملي المشترك بين الجهتين التدريبية والتوظيفية في كل من البرنامج والميناء. ما انطباعاتكم عن برنامج الأمير محمد حتى الآن، وكيف تنظرون إلى مستقبل البرنامج في ظل تزايد اعداد الشباب وتضاؤل فرص التوظيف؟ * تنمية الموارد البشرية لا يمكن تحقيقها من خلال سرد التوصيات المثالية حتى ولو كانت نابعة من دراسات ميدانية لأن تطبيقها يحتاج إلى عمليات إصلاحية لبعض الأنظمة وتوفير الموارد المالية اللازمة وهذا يستغرق زمناً طويلاً، وبالتالي التأخر في إيجاد الحلول المناسبة. برنامج الأمير محمد- ومن واقع إطلاعي القريب- هو من أفضل الاطروحات العملية القابلة للتطبيق والمنسجمة مع الظروف المجتمعية وقد روعي في فلسفته الأبعاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وسينمو هذا البرنامج أكثر من خلال السواعد التي تمكن من إنشائها بموارد بسيطة مستخدماً إمكانيات متاحة لتحقيق مساري التوظيف والتأهيل وهو ما يحتاجه مجتمعنا بإلحاح في ظل تزايد اعداد العاطلين عن العمل وتضاؤل فرص التوظيف- نظرياً- أمامهم. ما نسب التسرب الوظيفي لديكم بالنسبة لخريجي البرنامج في الميناء..؟ * التسرب الوظيفي ظاهرة طبيعية في سوق العمل.. فالموظف يبحث دائماً عن فرص أفضل وبما أن هناك تسربا وظيفيا فهذا يعني توفر مجالات عمل أوسع بالنسبة لخريجي البرنامج.. وهذا لا يعني ترك الظاهرة بلا ضوابط تحمي الموظف ورب العمل في آن واحد، وتحقق الاستقرار الوظيفي.. تجربتنا في الميناء ومن خلال الرصد الشهري لحركة التوظيف من خلال البرنامج فإن نسب التسرب تصل إلى 20% أحياناً. كيف وجدتم الشباب السعودي الذي التحق ببرنامج الأمير.. وأقصد هنا من توجهوا للعمل بالميناء؟ * لقد أبدى أرباب العمل (مشغلو محطات مناولة البضائع) بالميناء ارتياحهم ممن تم توجيههم للعمل لديهم والذين أنهوا برامج تأهيلية في كل من الكلية التقنية بالدمام ومركز التدريب بالميناء تحت مظلة برنامج الأمير محمد، حيث تدربوا على المهارات التشغيلية والإدارية وأخلاقيات المهنة مما مكنهم من استيعاب العمل الميداني بسهولة وفي وقت قصير فانعكس على أدائهم وإنتاجهم وهذا يعني توفيراً للمال والجهد بالنسبة لرب العمل وبالتالي تحقيق عائد أفضل. ما إيجابيات الشباب في وقتنا الراهن , وما سلبياته, وكيف يمكن تحفيزه وشحذ هممه؟ الشباب في أية أمة هم الأمل الراسخ لتحقيق أهدافها وتطلعاتها وهم كالبنيان الذي إن أحسنت تشييده ظل صامدا في وجه المتغيرات وتقلبات الأزمان , وشبابنا ولله الحمد مدعوم بأساس قوي جدا ومتين هو ديننا الحنيف وتمسكهم به وحبهم للوطن فهذا يجعلهم دائما على قدر كبير من تحمل المسؤولية وهذا بلا شك من أهم الإيجابيات التي تذلل كثيرا من التحديات أمامهم , أما السلبيات إن جاز لنا التعبير بوصفهم بها فهي نادرة جدا ومثل ذلك الاتكالية في بعض الأحيان وهذه يمكن التغلب عليها بالتشجيع وايجاد الأجواء المناسبة لهم التي تساعدهم على الإبداع والاعتماد على أنفسهم وهنا يجب التأكيد على دور المجتمع بكافة مؤسساته من وضع استراتيجية دقيقة ومدروسة بكافة جوانبها المادية والمعنوية لتحفيز الشباب وايجاد الأجواء التنافسية فيما بينهم. مراكز التدريب التي تحاكي متطلبات السوق ... هل تجدها متوافرة ام أنها حتى الآن لم تر النور؟ * في الآونة الأخيرة ظهرت العديد من المؤسسات التدريبية للتأهيل المهني والفني في القطاع الخاص ومن المؤكد أنها لم تقم إلا بعد دراسات للجدوى الاقتصادية والأهداف الربحية المتوقعة وهذا شيء جيد ولكن تظل هناك عقبة مخرجات هذه المؤسسات فهي تصطدم بحاجز ندرة الفرص الوظيفية لها في سوق العمل وذلك اما لعدم ثقة صاحب العمل في كفاءة وقدرات خريجي هذه المؤسسات وإما لبحثه عن عمالة أجنبية بأجور متدنية.