اوضح الدكتور محمد كلتا رئيس قسم امراض الدم وزراعة النخاع بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الابحاث بجدة ان مرض بوركيت لمفوما عند الكبار يمثل جزءا صغيرا من حالات اللمفوما والتي تنتشر اكثر عند صغار السن مقارنة مع الكبار, ويقسم مرض بوركيت لمفوما الى ثلاثة اقسام مميزة احدها يستوطن افريقيا, والثاني يصيب مناطق اخرى متفرقة من العالم, والثالث المصاحب لمرض نقص المناعة المكتسب (الايدز) ورغم ان هذه الانواع الثلاثة تتشابه من الناحية المجهرية فانها تختلف من الناحية الوبائية والسريرية والخصائص الجينية. واضاف الدكتور كلتا ان مرض بوركيت لمفوما سريع التطور ولا يستجيب في العادة للبرامج العلاجية التي تعطى في الاورام الليمفاوية الاخرى, حيث ان هؤلاء المرضى يحدث عندهم نمو سريع للورم وغالبا ما يصيب الجهاز الهضمي ونخاع العظم بالاضافة للعقد الليمفاوية, وهذه الانواع تتشابه من الناحية المجهرية مع اللوكيميا الليمفاوية الحادة ALL-L3 . واظهرت الابحاث العلمية الحديثة نجاح نسب كبيرة من هذه الاورام خاصة عند الاطفال والشباب المعالجين بجرعات كيماوية عالية نسبيا, وقد اثبتت التجرية ان تطبيق نفس البرامج العلاجية على البالغين يعطي نتائج ممتازة ومتشابهة للنتائج عند صغار السن. كما اضاف الدكتور كلتا ان مرضى بوركيت لديهم احتمال اصابة الجهاز العصبي المركزي, لذا فان البدء بالوقاية من تلك الاصابات في وقت مبكر بحيث يشمل حقن جرعات كيماوية بسائل النخاع الشوكي على الرغم من وجود اختلافات في وجهات النظر فان البعض ينصح باضافة العلاج الاشعاعي خاصة في اصابات الجهاز العصبي المركزي المؤكدة. وفي السنوات الاخيرة ومع حدوث تطورات علاجية كبيرة فان زراعة نخاع العظم اكتسبت اهمية بالغة في علاج الاورام الليمفاوية بشكل عام ويعود السبب لتطبيق هذا النوع من العلاج الى فشل العلاجات الكيماوية او في حالة عودة المرض بعد فترة من الاستجابة للعلاجات الكيماوية. واخيرا فان علاج هذا النوع من اللمفوما يتطلب خبرة عالية ومستشفيات متطورة لتجنب المشاكل التي قد تحدث مع بدء العلاج خاصة الفشل الكلوي والالتهابات الجرثومية المرافقة لنقص المناعة, ويتميز مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الابحاث بجدة بتطبيق احدث الخطط العلاجية المستخدمة عالميا لعلاج هذا النوع من المرض مع توافر الامكانيات والخبرات اللازمة لعلاج مثل هذه الامراض.