قال وزراء في ختام المحادثات التحضيرية لقمة دول مجلس التعاون الخليجي المقرر عقدها يومي 21 و22 ديسمبر الجاري إن قضية العراق ومكافحة الارهاب وتوحيد اقتصاديات دول الخليج هي القضايا التي ستتصدر القمة المقبلة. وفي مؤتمر صحفي عقب المحادثات التحضيرية قال الامين العام لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية عبد الرحمن العطية ووزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد صباح السالم الصباح: إن المجلس يرحب بسقوط نظام صدام حسين في العراق وإن قادة دول المجلس سيناقشون إقامة علاقات جديدة مع العراق. واشار الشيخ محمد الصباح إلى إن هذا يعني ميلاد عهد جديد في الخليج والمنطقة العربية، معربا عن أمله في أن يقيم المجلس علاقات طيبة مع النظام الجديد في العراق. وأضاف: أن المجلس يدعم بقوة القرارات الدولية التي تدعو لانتقال سريع للسلطة إلى الشعب العرقي ، وقال العطية: إنه على الرغم من أن قضية العلاقات بين العراق ومجلس التعاون لم تثر في المحادثات التحضيرية إلا أن موضوع كيفية إدخال العراق في أنشطة مجلس التعاون سيناقش في القمة التي تعقد في الكويت. وبالاضافة إلى ذلك قال: إن لدول مجلس التعاون الخليجي ديونا تجارية كبيرة مستحقة على العراق وبالتأكيد سيكون هناك تنسيق تام بين دول مجلس التعاون الخليجي عندما يحين الوقت لمناقشة تخفيف هذا الدين سواء من خلال نادي باريس أو الهيئات الدولية الاخرى. كما اكد المسئولان على ان مكافحة الارهاب ستحتل موقعا متقدما على جدول أعمال القمة، حيث أوضح الشيخ محمد الصباح أن مجلس التعاون الخليجي لديه عزم أكيد على محاربة الارهاب في هذا الجزء من العالم وذلك في إشارة إلى التنسيق بين دول مجلس التعاون وبحث اتفاقية جديدة أعدها وزراء الداخلية في الدول الخليجية. وقال العطية: إن من القضايا المطروحة على القمة دراسة شاملة لتطوير النظام التعليمي ومشروع قرار بإنشاء مركز المعلومات الجمركي ووضع آلية لمجالس معنية بشئون المرأة والاسرة، منوها بأن البرنامج الزمني لقيام الاتحاد النقدي سيعرض على القمة وسيحاط القادة بما استجد من أمور حوله. يشار الى ان الدول الاعضاء بالمجلس هي السعودية والبحرين وسلطنة عمان وقطر والكويت و الامارات. اما فيما يتعلق بالتحضيرات الميدانية للقمة فتعددت ألوان الفرح وتمازجت وسائل الترحيب بالضيوف ففيما تزدان شوارعها هذه الايام باعلام دول مجلس التعاون الخليجية الست تمتزج ألوان الزهور والمساحات الخضراء وهي تفترش أرصفتها، حيث تستعد الكويت لاستقبال قادة دول مجلس التعاون الخليجي المشاركين في القمة الخليجية ال24 فترى القلوب فرحة مبتهجة وترى علم البلاد يتمايل مع الرياح ويرفرف فوق الساريات جنبا الى جنب مع أعلام الدول الخليجية الاخرى. ويفترش اللون الاخضر المساحات الترابية فيما تتناثر أكثر من نحو مليون زهرة محلية تم غرسها أخيرا على جانبي الطريق المحاذية لقصر بيان لمسافة تصل الى 30 كيلومترا لترسل رسالة محبة وسلام لضيوف الكويت الكرام. ومن الزهور صنعت على الارض ساعة عملاقة ولاعلام دول المجلس ورسوم أخرى جميلة ولم تكتف الكويت بذلك بل قامت الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية بعمل حدائق صغيرة. وتزداد حركة الحضور والاياب ويتسابق صحافيو الاعلام الخليجي والعربي والعالمي لتبدو الكويت مدينة اعلامية تعج بكل هؤلاء الذين أتوا لتسجيل وقائع القمة الخليجية بدءا من الاجتماع الوزاري التحضيري وانتهاء بالبيان الختامي للقمة 0 اما على الجانب الامني فبدت الاجراءات والتدابير الامنية التي اتخذتها السلطات المعنية في الكويت في ضوء استعداداتها لاستضافة القمة واضحة للعيان بدءا من المطار وحتى مقر عقد اجتماعات المؤتمر في قصر بيان وانتهاء بالفنادق التي ستستضيف اعضاء الوفود المشاركة في المؤتمر. من جانبها سخرت وزارة الاعلام كافة امكانياتها التقنية والبشرية لتجهيز المركز الاعلامي بأرقى مستويات الاتصال بهدف تسهيل وتوفير كافة الخدمات الاعلامية والاتصالات لرجال الاعلام والصحافة المعنيين بتغطية الحدث الخليجي الكبير. وفي سياق متصل يتوجه عمرو موسى أمين عام الجامعة العربية إلى الكويت غدا السبت تلبية لدعوة من الحكومة الكويتية لحضور قمة مجلس التعاون الخليجي التي تبدأ أعمالها هناك يوم يعد غد الاحد. وقالت مصادر في الجامعة العربية بالقاهرة إن موسى سيجري خلال الزيارة مباحثات مع السكرتير العام للامم المتحدة كوفي عنان ووزراء الخارجية المشاركين في القمة من دول مجلس التعاون. وأشارت المصادر إلى أن المحادثات ستتناول الاوضاع على الساحة العراقية والفلسطينية خاصة بعد القبض على (الرئيس العراقي السابق) صدام حسين والجهود العربية بالتعاون مع الاممالمتحدة والاتحاد الاوروبي لعودة الاستقرار والامن للعراق. وأضافت: إن موسى طلب أن يلتقي خلال زيارته للكويت التي تستغرق يومين مع رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الاحمد الصباح ووزير الخارجية الدكتور محمد الصباح. وأكدت المصادر أن مباحثات موسى خلال الزيارة ستقتصر على مشاركته في الجلسة الافتتاحية للقمة ولن تتعرض للخلافات القائمة بين الجامعة العربية والكويت والتي استغلتها وسائل الاعلام الكويتية لشن حملة شخصية على الامين العام. يذكر أن الخلاف بين موسى والكويت نشب إثر الحرب التي قادتها الولاياتالمتحدة على العراق في مارس الماضي والتي عارضها الامين العام بشدة داعيا إلى حل القضية بالطرق السلمية في حين رأت الكويت أن صدام حسين خطر على دول الخليج وأن الحل لن يكون إلا عن طريق الحرب والقضاء على صدام ونظامه.