شكلت رسائل الثراء السريع عبر البريد الالكتروني، فخا لاصطياد البسطاء وقليلي الخبره من مستخدمي الشكبة، اذ تأتي الرسائل معنونة من وزير نفط سابق انتابه اليأس أو محام قرر خيانة الأمانة والتصرف في ثروة سرية لاحد موكليه الذي لاقى حتفه دون علم احد بسر ثروته ويكون غالبا أصحابها اما احد الاثرياء او رئيس من الرؤساء الافارقة. وتداعب الرسالة أحلام البسطاء في الثراء السريع، اذ تطلب من المرسل له المساعدة في خروج الثروة الكبيرة من مخبأها في احدى شركات الامن في مقابل منحه نسبة من هذه الثروة تتراوح من 5 الى 10 بالمائة. وذكر صحفي مثل هذه الرسائل التي تتكاثر بشكل عشوائي في البريد الالكتروني معنونة باسم مرسى كابيلا الزوجة الثانية لرئيس جمهورية الكنغو السابق (الذي لاقى حتفه على يد حارسه) تستغيث وتطلب المساعدة من بطش اطراف محددة. وذكرت الزوجة في رسالتها ان هناك ثروة تقدر ب 26 مليون دولار وضعها زوجها الراحل بصندوق ودائع في شركة أمن بغانا - دون علم احد - لصالحها وابنها - وتريد ان تحولها الى دولة عربية باسم متلقي الرسالة، في مقابل نسبة من الثروة. وبعد جدل طويل بين متلقي الرسالة ومرسلها حول استيضاح المزيد تم منحه نسبة تقدر ب 25 بالمائة خالية من المصروفات وانتهت المراسلة بحتمية الذهاب الى غانا لاستلام الثروة الكبيرة. كما على المتلقي إرسال حوالة بريدية لصالح شركة الامن بمبلغ عشرة الاف دولار تسديدا لمصروفات ايداع الوديعة في الشركة وايضا لتسهيل خروج الوديعة من الشركة بدون علم احد من موظفيها بما تحتويه، على ان تضاف لنصيب الضحية عند تقسيم الثروة، وذلك لان ظروفهما أوقعتهما في ضائقة مالية ومعيشية صعبة للغاية. وتحتوي الشبكة على مزيد من أساليب الغش الالكتروني وقد تناولت صحيفة الواشنطن بوست الامريكية في احد تقاريرها موضوع الرسائل البريدية المزيفة التي تستهدف البسطاء في كل بقاع العالم الحالمين بالثراء السريع. وذكر التقرير أن الرسائل المزيفة لم تقتصر على بلد بعينه، ولكنها تستهدف ضحاياها حول العالم ولها ضحايا كثيرون فمنهم من قتل ومنهم من أسر حتى دفعت أسرته فدية ومنهم من فقد ماله. وقال ادوارد جي ناسياتكا المشرف السابق على الجهاز السري للمخابرات الامريكية: ان نيجيريا تعد بلد المنشأ لتلك الرسائل التي تستهدف عشرات الالاف من الناس بشكل عشوائي ويرسلون هذه الرسائل ويتمنون اي تعليق من اي شخص في اي مكان بالعالم لتبدأ رحلة النصب عليه. ووصف ناسياتكا هذه الرسائل بجريمة الطمع، حيث يكون غالبية ضحاياها من الجشعين الحالمين بالثراء السريع، ومنهم السذج، كما أن غالبية الضحايا لا تريد كشف أحداث الجريمة خوفا من فضح خيبتهم واظهار سذاجتهم وطمعهم امام المقربين لهم. واعترف ناسياتكا بانه فشل في معرفة المحتالين اثناء عمله في نيجيريا، حيث قام بالعديد من المحاولات والتحقيقات للكشف عن هوية المحتالين وأماكنهم من خلال التعاون مع السلطات النيجيرية ولكن كل محاولاته باءت بالفشل.