أكدت المملكة العربية السعودية أن اسرائيل تنتهج سياسة الرفض لكل مبادرة فلسطينية او اقليمية او دولية وتمارس ارهاب الدولة بكل اشكاله وتوجد الأزمات فى تحد سافر لجميع قرارات الشرعية الدولية .وشددت على أن استمرار العدوان على الشعب الفلسطينى واطالة احتلالها للاراضى العربية دون مراعاة أى اعتبارات سياسية او قانونية وبعيدا عن اى قيم اخلاقية وانسانية يؤكد تصميم الحكومة الاسرائيلية على تخريب اى محاولة لايجاد حل سلمى عادل وشامل داعية المجتمع الدولى الى اجبار اسرائيل على تنفيذ قرارات الشرعية الدولية. جاء ذلك فى الكلمة التى ألقاها مندوب المملكة لدى منظمة الاممالمتحدة السفير فوزي عبدالمجيد شبكشي فى الجمعية العامة فى نيويورك امس حول البندين المعنونين قضية فلسطين (38) حالة فى الشرق الاوسط (37). وبين شبكشى ان المملكة العربية السعودية لم تدخر جهدا فى دعم الجهود السلمية لتحقيق حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية ولم تحجم عن تقدير مبادرات سياسية تؤدي الى احلال الامن والسلام. وفيما يلى نص الكلمة.. السيد الرئيس بداية اتوجه بالشكر والتقدير الى سعادة السفير بابا لويس فال رئيس اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطينى لحقوقه غير القابلة للتصرف والى اعضاء اللجنة الموقرة على التقرير الهام المعروض امامنا والذى اوضح حقيقة الاوضاع المأساوية فى الاراضى الفلسطينيةالمحتلة واكد على عدم اهتمام حكومة اسرائيل بمبادرات السلام ومواصلة نهجها فى اجهاض اى مسعى من جانب الفلسطينيين لاى تسوية سياسية واقتبس / لم تقابل جهود المنظمات الفلسطينية فى سبيل التوصل الى هدنة بجهود مماثلة من جانب اسرائيل/، وكلما عرض الفلسطينيون هدنة مع اسرائيل سارت الحكومة الاسرائيلية الى افتعال سبب ما لاستدراجهم الى سلسلة جديدة من سلاسل الفعل ورد الفعل الحتمى والدموى باغتيال ناشط فلسطينى بارز مثلا وهى تدرك انها تقضى بذلك على اى هدوء محتمل وتبدد فرص التقدم نحو السلام. ان حكومة اسرائيل تنتهج سياسة الرفض لكل مبادرة فلسطينية او اقليمية او دولية وتعول على سياسة الامر الواقع وتمارس ارهاب الدولة بكل اشكاله وتوجد ازمة تلو اخرى فى تحد سافر لجميع قرارات الشرعية الدولية والاستخدام المفرط وغير المبرر للقوة العسكرية انطلاقا من اعتقادها الخاطئ فى ان القوة الحربية الاسرائيلية كفيلة باسكات المطالب العربية والوقوف فى وجه الجهود السلمية العربية والدولية لتحقيق حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية وتحقيق الانسحاب من الاراضى العربية المحتلة. واذا كانت حكومة اسرائيل تعتقد انها حققت يأسا واحباطا لدى بعض الفلسطينيين فانها تدرك بلا شك انها قد جلبت فى نفس الوقت الخوف من الشعب الفلسطينى الذى فقد كل شيء حتى الأمل فى الحياة الكريمة والعيش فى حرية وامن وسلام. ان احداث التاريخ تحذرنا من عواقب اليأس والاحباط وفقدان الامل مما يفرض على المجتمع الدولى مسؤولية سياسية والتزاما اخلاقيا باجبار اسرائيل على تنفيذ قرارات الشرعية الدولية. ان اصرار اسرائيل على استمرار عدوانها على الشعب الفلسطينى واطالة احتلالها للاراضى العربية دون مراعاة لاى اعتبارات سياسية او قانونية وبعيدا عن اى قيم اخلاقية وانسانية يؤكد تصميم الحكومة الاسرائيلية على تخريب اى محاولة جادة لايجاد حل سلمى عادل وشامل يضمن الامن ويقتلع جذور الكراهية من جميع الاطراف ويجنب المنطقة مزيدا من الالام والصراع الدامى. السيد الرئيس تدعي اسرائيل انها تقيم الجدار العنصرى لحماية الداخل الاسرائيلى بما فى ذلك المستوطنات من هجمات الفلسطينيين الذين يسعون الى تحرير اراضيهم ولكن فى الحقيقة ان هناك اسبابا اخرى من بينها الاستيلاء على الحوض المائى الغربى الذى يقع تحت اراضي القرى التى فصل بينها وبين اراضيها. فهذا الجدار العنصرى يلتهم اراضي ومياها جوفية ويسبب كوارث للفلاحين ويحدد تقسيما لاراضى الضفة الغربية واذا كانت المستوطنات الاسرائيلية تقطع تواصل الاراضى الفلسطينية فان الجدار العنصرى يوجد وضعا اكثر صعوبة على صعيد الارض وعلى صعيد الناس وعلى صعيد التسوية السياسية. وتسعى حكومة اسرائيل ببناء هذا الجدار العنصرى الى فرض واقع جديد يقطع اوصال ما تبقى من ارض الضفة الغربية ويؤدي الى استحالة انشاء دولة فلسطينية قابلة للحياة. تسعى اسرائيل من هذا الجدار العنصرى الى تحويل مشروع الدولة الفلسطينية الى كانتونات محاصرة والى معازل لها بوابات دخول وخروج تتحكم فى تحرك الفلسطينيين وتنقلاتهم. السيد الرئيس لقد استفحلت دوامة العنف المتبادل فى الاراضى الفلسطينية والعربية المحتلة الامر الذى يدعو الى القلق العميق ويتطلب حلا فوريا وعاجلا لوضع حد للدوامة الدامية والتصعيد الخطير. ولا يمكن للمجتمع الدولى ان يكتفى بالمراقبة والانتظار لمعجزة تحقق الامن والسلام وتضع حلا لصراع طال امده وحروب قضت على الكثير من شباب وامكانات دول المنطقة. احداث العالم اثبتت شمولية وعالمية التهديدات للسلام والامن الدوليين والتى تقضى بضرورة اسلوب الوقاية للتصدى لتلك التهديدات من منطلق ان الامن مفهوم شامل لا يتجزأ وان الالتزام به يجب ان يكون جماعيا ودوليا. وعليه فلما كان من الاولويات الدولية ان تتكاتف المجموعة الدولية وتتضافر جهودها لتشكل جبهة واحدة للتصدى بحزم للاخطار المحدقة بالانسانية فانه لا مناص من التسليم بان هذا الالتزام لن يكتسب مصداقية اذا لم تعالج القضية الفلسطينية بجدية وعدالة تعيد الحقوق لاصحابها وتحقق الامن والسلام لجميع دول المنطقة. السيد الرئيس ان المملكة العربية السعودية التى لم تدخر جهدا فى دعم الجهود السلمية لتحقيق حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية ولم تحجم عن تقديم مبادرات سياسية تؤدي الى احلال الامن والسلام والاستقرار فى المنطقة تهيب بالمجتمع الدولى وخاصة دول اللجنة الرباعية حمل اسرائيل على الانخراط بجدية ومسؤولية ودون مراوغة فى تنفيذ خارطة الطريق التى تمهد الطريق للتوصل الى حل دائم وشامل يقوم على اساس دولة فلسطينية بجانب اسرائيل عام 2005م. ان الخروج من الحلقة المفرغة للعنف اصبح اليوم مسؤولية جماعية تستوجب الاسراع بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية والعودة الى مائدة المفاوضات لتحقيق مبدأ الارض مقابل السلام وانسحاب القوات الاسرائيلية من كافة الاراضى الفلسطينية ومن الجولان السورى والجنوب اللبنانى والاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى بما فى ذلك حقه فى اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. ان هذا الطلب لم يعد مطلبا عربيا او فلسطينا فحسب بل هو مطلب دولى تطالب به الاوساط المعتدلة والجانحة للسلام فى العالم كله بما فى ذلك اسرائيل نفسها بعد ان اثبتت السياسة الحالية للحكومة الاسرائيلية ان الامن والسلام لا يمكن ان يتولدا عن القمع والبطش والاحتلال.