عزيزي رئيس التحرير تواصلا مع موضوع تفسير الاحلام الذي نشر في هذه الجريدة مؤخرا احب تقديم هذه الاضافة وارجو ان تكون مفيدة ان شاء الله فقد اعتقد الانسان منذ القدم ان للاحلام تفسيرا, ونشأ من ذلك علم سماه القدماء ب (تفسير الاحلام) وكتبوا فيه كتبا مطولة كثيرة منها كتاب (ابن سيرين) وفي العصر الحديث منذ عصر فرويد حاول العلماء معرفة الاجابة عن كثير من الاسئلة حول الاحلام وثمة اسئلة كثيرة الاجابة عنها في غاية الاهمية: لماذا تأتي الاحلام للانسان؟ هل ينقطع احساس النائم كليا عن العالم؟ متى تحدث الاحلام عند بداية النوم ام عند النوم العميق؟ هل ترتبط الاحلام بارادة النائم؟ ما مدى واقعيتها؟ بعض اسباب الاحلام: 1- المثيرات الخارجية: اشعة الشمس الساقطة على عيني نائم قد تسبب له الحلم بالحريق. وصوت الساعة المنبهة قد يكون سببا في حلم يسمع فيه النائم اصواتا مزعجة. 2- المثيرات العضوية الداخلية: كالشعور بألم في المعدة قد يؤدي الى حلم ما يتعلق بالمعدة. 3- رغباتنا التي لم ترضها حياة اليقظة: يرى فرويد ان حياة الاحلام عند الافراد الاسوياء هي المتنفس الاهم للرغبات المكبوتة ويرى ان اللاشعور (العقل الباطني) مكون من رغبات مكبوتة تظهر على مسرح النفس بطرق خفية ومنها الاحلام. هل ينقطع احساس النائم كليا عن العالم؟ اذا كان للضوء او الم في المعدة او صوت المنبه اثرها على احلام النائم فانه يتضح مدى انقطاع النائم عن العالم الخارجي. ان النائم ينقطع الاتصال بينه وبين العالم الخارجي, لكن هذا الانقطاع لا يكون كليا بل يخف الاتصال على الاقل.. البعض يتصور ان النائم لا يسمع او يتألم مطلقا واقول: انه يسمع والدليل اننا عندما نريد ان ننبه احدا من النوم فاننا نناديه فيسمعنا فيستيقظ, كذلك عندما يشعر النائم بألم شديد فانه يستيقظ. بسبب هذا الانقطاع او خفته عن العالم الخارجي تأخذ الرسائل الواردة من حياتنا الداخلية اهمية اكبر لذلك تعبر الرسائل الواردة من الاجهزة الهضمية او التنفسية او الدموية او شعورنا تفسير بشكل احلام. اما متى تحدث الاحلام؟ ان معظم الاحلام المنسجمة التي يمكن تذكرها انما تحدث بعيد النوم مباشرة او قبيل الاستيقاظ مباشرة اذا ان فعالية الدماغ تصل الى مستوى بسيط خلال النوم العميق جدا. اما هل ترتبط الاحلام بارادة النائم؟ الاحلام غير خاضعة تماما لارادة الشخص النائم وبعيدة عن الرقابة والمحاكمة. النائم يتقبل فكرة كل شيء كأن يتحدث الى ميت ويماشيه.. الاحلام تشبه التخيل والتصور عندما يتصور شخص بلدا ما لم يزرها من قبل فانه يركب لها مجموعة من الصور والمشاهدات التي سبق ان رآها ولا يمكن ان يأتي بصور لم يرها مطلقا. عندما تتخيل باريس مثلا وانت لم تزرها تبدأ تتخيلها من خلال مشاهداتك وتجاربك في الاسفار لا كما هي في واقعها, كذلك الاحلام انما هي عناصر ذكريات جمعها الحالم من هنا وهناك ثم ركب بعضها مع بعض وانشأ منها حوادث لم تمر به قط, وكثيرا ما تكون غريبة او مستحيلة, فالنائم فكره يتقبل اي احساس او صورة او فكرة وكل شيء مقبول عنده حتى ولو كان مستحيلا.. فكر النائم يتصف بالقبول المطلق. @@ فؤاد احمد البراهيم