الأحلام نبضات من المشاعر والأحاسيس والأفكار العشوائية التي تنبثق كما يقول علماء النفس من العقل الباطن. هذا العقل الذي يتميز باحتوائه على الرغبات المكبوتة ، على الماضي بأفراحه وأتراحه، بكل ما فيه من وقائع أو حقائق وخيالات. ويقول أحد علماء النفس بأن الأحلام تحدث نتيجة للصراع بين الرغبات المكبوتة في اللاشعور، وبين المقاومة النفسية لهذه الرغبات. ويحلم الناس كما يقول العلماء، عندما تكون أجسامهم في حالة من السكون أو الشلل المؤقت، ماعدا بعض العضلات التي تتحكم في القلب والعينين والرئتين، وذلك لحماية النائم، مما يعتمل في داخله من مشاعر وأحاسيس يمكن أن تؤثر عليه ... وتحدث الأحلام عادة نتيجة للنشاط العقلي الذي يظهر داخل المخ أثناء فترة النوم. ويمر الإنسان خلال فترة النوم التي تتراوح بين 6 إلى 8 ساعات بحوالي 4 إلى 6 دورات نوم. وفي الغالب تعكس الأحلام بعض التجارب التي عاشها الإنسان في نفس اليوم أو في يوم سابق أو في لحظات من الماضي. ويتأثر الإنسان في أحلامه بعمره، وجنسه سواء كان ذكراً أو أنثى وبالبيئة التي يعيش فيها. فكبار السن مثلاً يحلمون عادة بأحداث مرت عليها سنوات طويلة، أما الأطفال فيحلمون بأحداث اليوم، وتكون الأحلام مركزة على وجود الحيوانات أو الكوابيس. أما عند النساء، فإن الأحداث الكلامية تكثر، بينما تكثر أحداث العنف والقلق عند الرجال، وتكون شخصيات الذكور فيها عادة ضعف عدد الاناث. وفي الغالب تعكس الأحلام الواقع الذي يعيشه الشخص خلال اليقظة، ومع ذلك فإن صلة الحلم بواقع حياة الإنسان غير مباشرة. وفي كثير من الأحيان قد لا تكون تلك الأحلام سارة أو جميلة للإنسان، حيث تعكس الجانب السلبي من الأحداث التي يعيشها تحت ضغوط معينة. وترقى بعض الأحلام إلى الرؤيا، والرؤيا الصالحة علامة من علامات الإيمان. وقد ورد عن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، أنها جزء من خمسة وأربعين جزءاً من النبوة، كما في الحديث الشريف (أصدقكم رؤيا أصدقكم حديثاً). والرؤيا ثلاث؛ إما أن تكون بشرى من الله عز وجل، أو رؤيا مما يحدث الإنسان به نفسه أو رؤيا من الشيطان وهي أضغاث أحلام. وقد اهتم المسلمون القدماء بتفسير الأحلام، والتعرف على محتواها، ويبرز من بين المفسرين ابن سيرين، وكذلك بعض المفكرين مثل ابن خلدون وابن العربي. وقد بدأ علماء النفس الغربيون بدراسة الأحلام والتعرف على الرموز التي تدل على بعض ما سيحدث في المستقبل، وهي تفاسير فيها كثير من التوقعات التي قد لا تحدث إطلاقاً، لأن علم ذلك عند الله فهو سبحانه علام الغيوب.