يبدأ جاجديش براساد شارما يومه بالصلاة وتناول وجبه إفطار دسمة يعقبها بكوب من اللبن الدافئ. وينظف شاحنته حتى تصبح لامعة ثم يستقلها إلى عمله في أحد المحاجر ويعود في السابعة مساء لمشاهدة برنامجه التليفزيوني المفضل وتمضية بعض الوقت في هدوء مع زوجته. ربما تبدو حياة شارما تقليدية ولكنها في الحقيقة حياة متميزة حيث أنه نزيل في أحد السجون ويقضي العام الاخير من فترة عقوبة بالسجن لمدة 14 سنة حكم عليه بها في جريمة قتل. وتشتهر بلدة نوندسكريبت سنجانر التي تقع على بعد 25 كيلومترا من جايبور وهي عاصمة ولاية راجاستان شمال غربي الهند بأقمشتها ذات الالوان المتنوعة وسجنها المفتوح الفريد من نوعه حيث يسمح فيه لنزلائه بالاقامة مع أسرهم. وافتتحت حكومة راجاستان مزرعة سري سامبورناناناد كوالا باندي شيفير على سبيل التجربة عام 1963. وحتى الثمانينات كان السجناء ينقلون من سجن جايبور للعمل في المزرعة أثناء النهار. وبعد عشر سنوات أرغمت الحكومة النزلاء على الحياة في المزرعة مع أسرهم كخطوة هامة في سبيل إعادة تأهيلهم. فقد حققت تجربة سنجانر نجاحا كبيرا لدرجة أن لجنة خاصة بإصلاحات السجون أوصت بتكرارها في ولايات أخرى اذ أنها تعد السجناء للحياة خارج السجن وتغرس في نفوسهم إحساسا بالمسئولية وتحد من اكتظاظ السجون وتقلل من التكاليف بالنسبة للولاية. ويضم السجن المفتوح حاليا 124 نزيلا من بينهم عشر سيدات وجميعهم مدانون بارتكاب جرائم قتل ومحكوم عليهم بالسجن المؤبد لفترات تتراوح من 14 إلى 20 سنة. كما انه من الصعوبة أن ينقل السجين إلى سنجانر حيث يتعين عليه أن يكون قد أمضى ثلث فترة العقوبة وأن يكون حسن السير والسلوك ثم يتقدم بطلب يعرب فيه عن رغبته في الانتقال إلى سجن سنجانر مع أسرته.