يسعدني بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك، ان اتوجه اليكم جميعا بالتهنئة الصادقة بصيام شهر رمضان الكريم وقيامه وبحلول عيد الفطر السعيد، داعيا الله ان يعيده على الجميع في عزة وسؤدد وتمكين. كما يشرفني ويسرني ان ارفع باسمكم جميعا الى مقام خادم الحرمين الشريفين القائد الاعلى للقوات المسلحة الملك فهد بن عبدالعزيز والى مقام صاحب السمو الملكي سيدي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني الامير عبدالله بن عبدالعزيز والى مقام سيدي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز اسمى آيات الولاء والطاعة والعهد بان نكون جميعا دائما كما عهدوا فينا الجنود الاوفياء والعيون الساهرة على الامن، وعلى حماية الوطن والمقدسات. تنفرد هذه الامة بحرصها عن غيرها من الامم بطابع متميز خاص للعيد، فهو مناسبة تهدف الى قطع رتابة الحياة، وتجديد العزيمة والاصرار على تحقيق الانجازات وتقوية روابط الاسرة والمجتمع والامة جمعاء، وزيادة تآلفهم وتراحمهم، وتعريفهم بأحوال اخوانهم المسلمين في كل مكان ليساعدوا الفقير، ويعينوا المحتاج، وينصروا المظلوم، وهو ايضا وقفة لتدارس احوال الامة، وتأمل ماتمر به، وما تعانيه في كل امور الحياة، ومعرفة اسباب ذلك، وايجاد العلاج الناجع له، حيث نستقبل هذا العيد السعيد في مرحلة معقدة من مراحل حياة امتنا، وفي ظروف صعبة تغص بها ساحتنا فنحن مطالبون بان ننظر نظرة فاحصة فيمن حولنا وماذا يجري بيننا؟ وان نعيد ترتيب اوراقنا المتناثرة، وتنظيمها في عقد الوحدة والتوحيد والعمل المخلص البناء وحدة الهدف والغاية والصف وتوحيد المبادئ والتوجهات واتحاد الطاقات المعنوية والتاريخية والحضارية اقتداء بسلفنا الصالح. وعلى امتداد تاريخنا الاسلامي الطويل ومنذ بزوغ فجر الاسلام على وجه المعمورة لم نكن في يوم من الايام الا دعاة سلام ورسل محبة نسير وفق منهج سليم وسياسة راشدة وقيادة حكيمة تعتمد على الايمان بالله وحده والثقة فيه، كما يدعم ذلك التوجه شعبا عاهد على البذل والعطاء انتصر لتاريخه بالمواقف البطولية وقفز فوق المحن والازمات ليخرج هذا الوطن منتصرا في كل موقف معززا بالايمان والتقوى وليستمر عطاء الحب والسلام في وطن الحرمين مهد الرسالة التي حملت للعالم معاني السلام والحب والتسامح. وبفضل هذا المنهج السامي الرشيد.. سارت بلادنا محققة الاهداف المبتغاة في التنمية فعززت من قدرتها العسكرية والاقتصادية وكرست جهدها لبناء الانسان السعودي.. وتأهيله.. وشجعت قطاعات الانتاج المختلفة وسعت الى توسيع دائرة المشاركة في النهضة حتى تبوأت هذه البلاد المكانة المرموقة لها دوليا. فالوطن قيم ومثل ومبادئ وقيادة ارض وانسان بناه القائد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه واصحابه الكرام من ابناء هذا الوطن فلولا التوفيق الذي حالفهم من رب العزة جل وعلا لما احتفلنا في مثل هذا اليوم بهذا الفخر والاعتزاز وما نتمتع به من الاستقرار وماننعم به من خيرات واجدها مناسبة لاؤكد لشبابنا ان وطنا كريما مثل وطننا الكبير يرجو منهم ان يكونوا اكثر نضجا وتفهما لمتطلبات الحياة ويأمل منهم البعد عن كل منزلق فكري وتربوي لايحقق لهم ولا لوطنهم المكانة السامية وعلينا ان نبني نظرتنا للحياة بروح الاعتدال والتسامح تلك الروح التي يتميز بها منهج هذا الوطن الاشم وان نحرص جميعا على تضامننا العربي والاسلامي فالمملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد الامين تسخر كل امكاناتها من اجل تحقيق هذا التضامن منطلقة من سياسة مرتكزة على المبادئ والاسس التي بنى قواعدها المؤسس رحمة الله عليه وسار عليها ابناؤه من بعده ويسير عليها اليوم خادم الحرمين الشريفين بكل قوة واقتدار وعزيمة فالممكة جزء لايتجزأ من الامة العربية والاسلامية تدرك مايدور وتعمل من اجل بناء الصفوف وتقوية الجهود وتوحيد الكلمة لان اعداء امتنا يصلون ليلهم بنهارهم ويعملون مافي وسعهم من اجل تفريقها واضعافها بشتى الوسائل والطرق من غزو ثقافي وحضاري ومؤامرات ودسائس وفتن وحروب خفية ونشر سلوكيات غير اسلامية وبث الفرقة وزرع الشقاق بين شعوبها وانشاء الحركات والافكار المناوئة للعروبة والاسلام ولكن مادمنا متمسكين بالكتاب والسنة فلا يضرنا ذلك باذنه تعالى. وفي خضم الاحتفاء بالعيد وتبادل التهاني والتحيات لاننسى اخواننا وابناءنا الذين يحتفلون بالعيد في اماكن اعمالهم على الحدود وداخل المدن والقرى وفي كل مكان من مملكتنا الغالية، يؤدون رسالتهم، يحرسون الوطن، ويوفرون الامن للجميع، ويسهرون على راحتنا ويعملون كل مافي وسعهم على ان لايتكدر صفونا وان لاينغص سعادتنا مكروه. هؤلاء بحرصهم على انتظام الحياة وعلى تحقيق الامن والامان انما يؤكدون تفانيهم في واجبهم وحرصهم على ان يعيش المجتمع في يوم عيده بأمل مشرق وبسمة وضاءة.. وفرح دائم ان شاء الله. لهؤلاء الرجال الساهرين.. على امن الوطن.. تحية تقدير واعجاب.. ودعاء متواصل بان يكلل الله اعمالهم بالنجاح والتوفيق. ان رجال الحرس الوطني في هذه المناسبة العظيمة يجددون الولاء لقيادتنا الرشيدة للعمل مع قطاعاتنا المسلحة بكل اخلاص لعزة هذا الوطن ونصرته بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الامين لمواصلة مسيرة التقدم والرقي التي تعيشها بلادنا داعين الله ان يحفظ هذه البلاد وان ينصرها بنصرة الاسلام والمسلمين انه سميع مجيب. تحية لكم اينما كنتم جنودا تحرسون الحدود وتؤمنون على الوطن.. وتضحون من اجله.. وتحرصون على راحة المواطن، وتسعون الى اعلاء كلمة لا اله الا الله محمد رسول الله ثم وطنكم ومواطنيكم. تقبلوا مني التبريك.. والدعاء ان يتقبل الله منا ومنكم وجميع المسلمين صيامنا وقيامنا وصالح الاعمال. وتقبلوا مني مرة اخرى التهنئة لكم بهذا العيد المبارك.. وانتم في مواقعكم ساهرين مرابطين وان نعيش العيد مرات ومرات بكل افراحه ومسراته، وقد حققت امتنا ماتصبو اليه من نصر وسؤدد وتضامن. اسأل الله ان يوفق قادة امرنا وان يزيدهم رفعة وان يجعل هذه البلاد آمنة مطمئنة شاكرة لانعم الله قائمة بأمره وان يؤيد ولاة امرنا بالحق ونصرة الدين وان يهدي ضالة المسلمين انه سميع مجيب. وكل عام وانتم بخير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. نائب رئيس الحرس الوطني