رمضان له نكهته الخاصة وطقوسه التي قد لاتختلف الا بجزيئات يسيرة في مختلف بلدان العالم الاسلامي حول رمضان في موريتانيا التقينا بالدكتورة المباركة بنت البراء المحاضرة بجامعة الملك سعود. في البداية تقع الجمهورية العربية الموريتانية في شمال افريقيا ويبلغ عدد سكانها حوالي مليوني نسمة والشعب الموريتاني يدين كله بالاسلام بنسبة 100%. واما عن رمضان في موريتانيا تقول المباركة بنت البراء، يستعد الموريتانيون لاستقبال شهر رمضان بصيام معظم ايام شهر شعبان وعندما يطل هلال رمضان تبدأ في موريتانيا حياة روحية جديدة يشعر خلالها الغني بمعاناة الفقير فيتقاسم معه افطاره ويرسل له اللحم واللبن ويتسابق الناس على عمل الخيرات. وتتابع يتفرغ الناس في رمضان للصلاة في المساجد وحلقات القرآن اثناء النهار والاستماع الى الاحاديث النبوية الشريفة وتجتمع الفتيات في الاحياء البدوية ويقمن ببعض الاعمال كالنسيج والخياطة. اما عن الغذاء الرمضاني في موريتانيا تقول المباركة انه يعتمد على ثلاث وجبات. وجبة الافطار حيث يقدم فيها التمر واللبن والشوربة الساخنة والشاي الموريتاني وبعد تناول وجبة الافطار يذهب الناس لاداء صلاتي المغرب والعشاء، ثم صلاة التراويح وبعدها يكون الالتفاف حول المائدة الكبرى التي تعتمد على الكسكسي باللحم او الارز باللحم او سمك بالارز مع الشاي الموريتاني وفي وقت السحور يتناول الناس وجبات خفيفة جدا كالحساء. متابعة في شهر رمضان يتواصل الحث على تلاوة القرآن وتزداد الروحانية والصفاء والتقارب بين ابناء الحي الواحد، والتواد والتراحم وزيارة الاقارب. وفي ليلتي الاثنين والجمعة من كل اسبوع تقام المدائح النبوية على مدار العام ولكن في رمضان يكون لاهتمام اكبر ووقت اكثر. ويهتم الشعب الموريتاني بالاحتفال في الليلة السابعة عشرة من شهر رمضان ويولونها اهتماما خاصا كأحياء لذكرى غزوة بدر الكبرى ويحيون هذه الليلة بتناول سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وتاريخ المدينةالمنورة. اما في ليلة القدر فتقام طقوس غريبة جدا حيث يقومون بزيارة افراد الحي لطلب السماح والتقاضي عن الاخطاء. وكذلك طلب السماح من الوالدين وطلب رضاهما في هذا الشهر الكريم. ثم الاعتكاف في المساجد وممارسة طقوس العبادة والتهجد، ويسهرون طوال الليل رجاء تحصيل ساعة استجابة الدعاء. وتتابع المباركة سيبدأ التجهيز لعيد الفطر المبارك خلال العشر الاواخر من شهر رمضان، حيث يقترب قدوم شوال فيقصد الناس الاسواق لشراء كافة المتطلبات من ملابس جديدة واطعمة وما شابه. وفي ليلة عيد الفطر يفرح الناس، ويرتدون الملابس الجديدة وتتجمل الفتيات بنقوش الحناء الجميلة. والجدير ذكره ان عيد الفطر في موريتانيا يعتبر هو العيد الثاني بعد عيد الاضحى الذي يعد هو العيد الاكبر. وفي صباح اول ايام عيد الفطر المبارك يتزين الناس ويذهبون لاداء شعائر صلاة العيد ومن ثم توزيع زكاة الفطر التي يحرص المواطن الموريتاني على اخراجها عن نفسه وعياله ويوزعها على الفقراء والمحتاجين. وتقام صلاة العيد اما في الجامع او في احدى الضواحي لاستيعاب اكبر عدد ممكن من المصلين ثم يقوم المصلون بذبح (شياه العيد) ثم تبدأ جلسة العيد، بتقديم الافطار ثم يوزع اللحم على الجيران والاقارب.