==1== رحلت عن الأحساء منذ أسبوع==0== ==0==وأصابتني اللوعة والقلب في صدوع وأجدبت الدنيا عندي واصفرت الزروع==0== ==0==وأظلمت الطرق وانطفأت الشموع وعفت الطعام وأنا في شدة الجوع==0== ==0==ورحت أفكر كأن لا حولي جموع واذا تذكرت أهلي تعجلت بالرجوع==0== ==0==سألتك يا دهر كم سنة في الاسبوع==2== أبيات نشرت في ملحق الاحساء الصادر مع العدد 11073 تحكي واقع الحال لأحسائي فارق أهله وما تعود ذلك، فجاشت قريحته بهذه الأبيات الشعرية التي تفيض ألما وحسرة على فراق أهله، وتمتلىء حبا وشوقا لأرضه التي يتشبث فيها بانتماء لا يخبو وتمسك لا يضعف وود لا يتلاشى. ولست هنا في صدد التقييم الفني أو النقد الأدبي للأبيات الآنفة الذكر، بقدر ما هي كلمات أثارتها هذه الأبيات في النفس، فسطرتها عبر التساؤلات الآتية والعبارات التالية: فما الذي يجعل الأحسائيون يحبون أرضهم الى هذا الحد المتناهي؟ وما ذلك الرابط العجيب الذي يجذبهم إليها كلما فارقها أحدهم لسفر قصير أو مهمة بسيطة أو زيارة سريعة؟ ما السر في هذه الأرض الخضراء التي تجعل أهلها يهيمون فيها حبا وشوقا، ومدحا وثناء؟ وما التفسير لأولئك الذين يعودون لهذه الأرض مهما زادت المدة و طال الغياب زرافات ووحدانا؟==1== التمر يشرق في مفارق نخلنا==0== ==0==ويغوص تبر في الثرى ويغيب والعلم والحلم القديم حليفنا==0== ==0==والكل فينا شاعر وأديب يرتادنا متعلم ومعلم==0== ==0==ويسر فينا متعب وكئيب همم لنا كنخيلنا عملاقة==0== ==0==ولنا من النبق اللذيذ نصيب أخلاقنا قطف من الريحان لا==0== ==0==وشذى من الحبق اللطيف وطيب ننساب كالماء الزلال دماثة==0== ==0==ويظن منا عابر وغريب==2== لا غرو أن هذه الواحة الجميلة بأهلها وأرضها جديرة بهذا العشق، كيف لا وقد أرهقت المحبين في التغزل بمفاتنها وأتعبت العاشقين في وصف حسنها وجمالها.==1== هي البسمات في وجه الصبايا==0== ==0==لمن ضاقت به الدنيا اكتئابا هي انسمات عللها ربيع==0== ==0==وألبسها من الحلل الثيابا هي البحر انتشى صبحا وحامت==0== ==0==نوارسه وعانقت السحابا==2== كيف لا يشتاق العاشق اليك يا أحساء وفيك عبق الماضي يزهو تراثا قيما فريدا. كيف لا يشتاق العاشق اليك يا أحساء وفيك الحاضر الزاهر والمستقبل الواعد. كيف لا يشتاق العاشق اليك يا أحساء وفيك أناس يألفون ويؤلفون، يكرمون كل ضيف ويحتفون بكل زائر ويتسابقون في خدمة كل مقيم وعابر. كيف لا يشتاق العاشق اليك يا أحساء وفيك العلم يتفجر ينابيع ويتدافع أمواجا. كيف لا يشتاق العاشق اليك يا أحساء وفيك الأدب يعلو مضيئا وينهمر دررا وجواهر وألوانا. كيف لا يشتاق العاشق اليك يا أحساء وفيك الأهل أحبابا واخوانا.==1== للعلم جامعة بالدين حافلة==0== ==0==في الزرع سابقة وثابة القدم للجار حافظة حقا ومشرعة==0== ==0==للضيف أبوابها هتانة الكرم يا من يروم ظلال الخلد وارفة==0== ==0==نقل فؤادك في الاحساء واغتنم==2== كيف يصبر على البعد منك من شرب من مائك زلالا وجنى من ثمار نخيلك خلاصا طيبا ريانا. فكفاك يا أحساء قسوة بمن تنفس من نسائم حبك أياما وأزمانا. وكفاك يا أحساء فلا تزهقي أرواح من هاموا بك، ورضعوا من ثرى ترابك فما بدلوا في العشق وجدانا.==1== مهلا! أفي يقظة، يا شعر، أم حلم==0== ==0==أرنو بطرفي رحاب الخلد من أمم؟ أم أنها جنة في الأرض حالمة؟==0== ==0==فينانة المجتلى، صداحة النغم حورية ألفتها النفس من صغر==0== ==0==فإن نأت فترة ذابت من الألم وروضة سكنتها الروح هانئة==0== ==0==بها استقرت فلم تبعد ولم ترم في صبحها فرح في ليلها مرح==0== ==0==ما شابها ترح لم تصم أو تصم قد همت عشقا بها شمت جلوتها==0== ==0==لولا مناقبها الغراء لم أهم قصرت في وصفها يا شعر معذرة==0== ==0==إن خانني قلمي أو شط بي كلمي==2== تقول يا بحتري الأحساء أنك قصرت في وصفها وخانك القلم وشط بك الكلم، فما عسانا نحن ان نقول بعدك سوى التماس العذر للعشاق، فمن يلوم المحبين يا أحساء بعد أن لبسوا من حسنك تاجا مرصعا لآلىء ومرجانا فذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. وليد سليم محمد السليم