تعكف أرامكو السعودية منذ فترة على دراسة العديد من البدائل المتاحة لتطوير مصفاتها في رابغ التي تعمل بنظام قطف الزيت الخام بطاقة تقطيرية اسمية تبلغ 400 ألف برميل في اليوم من الزيت الخام. وقد خلصت الشركة من هذه الدراسات الى ان أفضل البدائل للاستفادة من مزايا طاقة التكرير الضخمة والاستثمارات السابقة في المصفاة وبنيتها الأساسية, هي ان تقوم بتطوير هذه المصفاة وتحويلها الى مركز عالمي متكامل لانتاج وتصنيع المنتجات البترولية والبتروكيميائية على غرار المدينتين الصناعيتين في الجبيل وينبع. ومن المتوقع ان يجلب المشروع استثمارا مباشرا في مرحلته الأولى يفوق (15) بليون ريال بعد طرحه للاستثمار أمام القطاع الخاص المحلي والأجنبي. وهذه الخطوة تأتي ضمن خطوات تقوم بها الشركة لدعم الاستثمار من خلال بلورة واطلاق المبادرات التي تزيد من العوائد على الاقتصاد المحلي بما تضيفه من قيمة انتاج وتصنيع الزيت والغاز. ورأى مختصون ان المشروع يعتبر بالفعل خطوة رائدة من قبل أرامكو السعودية وذلك لكونه يشكل قفزة نوعية على المستويين الصناعي والتقني عطفا على دوره الفعال في تعزيز مجال جلب الاستثمارات الأجنبية او المهاجرة. وفي ضوء الخطط المبدئية للمشروع, فان الوحدة الأساسية لتحديث المصفاة ستكون على هيئة مجمع تكسير بالوسيط الكيميائي المهيأ والمصمم لزيادة انتاج الأولفينات, حيث ينتج كميات كبيرة من البروبيلين والإيثيلين وكذلك وقود السيارات (البنزين). ولتحقيق اقصى استفادة ممكنة من الانتاج الضخم والتكامل بين أعمال المصفاة والبتروكيميائيات, ستقوم أرامكو السعودية بامداد المشروع بالإيثان اللازم لإنشاء وحدة ذات مقاييس عالمية لتكسير الإيثيلين بالبخار ومعالجة الإيثيلين المستخلص من وحدة التكسير بالوسيط الكيميائي. والى جانب الأولفينات التي يتوقع ان يزيد اجمالي انتاج المشروع منها على 1.7 مليون طن يجري التخطيط لانتاج مجموعة كبيرة من المواد البتروكيميائية تتضمن نحو مليون طن من مشتقات الإيثيلين الجديدة, وما يزيد على 700 ألف طن من مشتقات البروبيلين, ونحو 50 ألف برميل في اليوم من وقود السيارات (البنزين) عالي الجودة. ومن المتوقع ان يبدأ تشغيل المشروع في أواخر عام 2008م. وقد قطعت أرامكو السعودية شوطا كبيرا في عملية التخطيط للمشروع, وتقوم حاليا بمناقشته مع شركاء محتملين سيمثلون العنصر المكمل لخبرة أرامكو السعودية في مجال البترول والتكرير من أجل بناء مصفاة ومجمع بتروكيميائيات متكاملين عالميين قادرين على المنافسة. يذكر في هذا السياق ان أرامكو السعودية بلغت ايضا مرحلة متقدمة فيما يتعلق بتطوير مشروع متكامل آخر للتكرير والبتروكيميائيات في مقاطعة فوجيان الصينية بالاشتراك مع إكسون موبيل وساينوبك. الوحدة الجديدة في المصفاة تعمل على زيادة الانتاج