كالعادة السنوية التي اعتدناها في شهر رمضان من كل عام اطلت علينا الشاشات الفضية والقنوات الفضائية بزخم هائل من المسلسلات الفنية الدرامية والكوميدية حينا وبرامج المنوعات والمسابقات حينا آخر ولا ننسى الوجبة الشعبية الرمضانية المعتادة (الكاميرا الخفية) والتي جاوزت هذا العام حد اللباقة واحترام شخوص الناس وقيمتهم في كثير من مواقفها المتصنعة؟ لنجد برنامج ( طب * مطب) يرحل بعيدا الى احدى الدول العربية ليسيح ويتمدد في كيفية وطرق اهانة ضيوفه المساكين الذين يبدو لي انه قد تم دفع بضعة من الجنيهات لهم في نهاية تصوير كل مشهد لكي يرضوا ببث واذاعة ما تم الاستهزاء فيه بهم وتحقيرهم من حلقات في محاولة فاشلة من المهرج عبدالناصر درويش لانتزاع ولو ابتسامة صغيرة باردة من شفاه المشاهدين الذين لم يسرهم اطلاقا طريقة في نفثه الماء على وجوه ضيوفه؟! او ضربه لاحدهم؟! او سبه ونكشه شعر الاخر؟! مسلسلات رمضانية مستنسخة!! عند مرورنا السريع على اكثر المسلسلات الخليجية الدرامية متابعة ومشاهدة على الشاشات.. فلن يعجزنا التخمين من ان نعتقد وبالدليل القاطع ان معظم افكارها وعلى الرغم من نجاحها باستثناء الفروق البسيطة فيما بينها قد استنسخت من بعضها البعض؟!! فمن يشاهد مسلسل (الحريم) لكاتبته الكويتية الفنانة حياة الفهد لايخرج بسوى انطباع واحد وهو ان هذا المسلسل نسخة مكررة مع تعديل بسيط في تركيبة الادوار من مسلسل (يوم آخر) للكاتبة القطرية وداد الكواري والتي جاءت افكارها منصبة تقريبا في نفس المنحى الذي سارت فيه افكار الكاتبة البحرينية معصومة المطاوعة والتي ناقشتها في مسلسلها (بقايا رماد).. فالمسلسلات الثلاثة جاءت لتدعم فكرتها الرئيسية بنفس الاسلوب تقريبا مع الاختلاف في الصيغ الفنية.. فقد اعطت الكاتبات الثلاث المساحة الواسعة والنصيب الاكبر للبطولة النسائية في ما عرضته.. وذلك عندما تحدثت كل منهن من خلال احداث نصوصهن عن التفكك الاسري الذي سببه اضطهاد الرجل الخليجي للمرأة باهماله لزوجته ولاولاده واستبداده بهم وما تبع ذلك من انتشار قضايا العنوسة والزيجات غير المتكافئة اضافة الى غياب القدوة من المنزل والمثل الاعلى للابناء في ظل انشغال الامهات بخصوصياتهم وارتكاب الاباء حماقات امام ابنائهم كالمعاكسات وادمان الكحول وتعاطي المخدرات لنجد في النهاية سلسلة درامية متكاملة قد تنجح احيانا ولكنها قد تخفق عندما تضع المشاهد المتلقي امام ملل المتكررات الدرامية الرمضانية!! وافتقاد عنصر الاثارة والتشويق.. وعلى الرغم من النجاح النسبي الذي قد تحقق لهذه المسلسلات في اجتذاب اهتمام نوعي للمشاهد في متابعة احداثها اليومية الا اننا لا نستطيع اغفال جانب عدم الترابط والتنسيق الفني في الاعلام الخليجي لما يبث على شاشاته من دراما اصبحت الان تنافس باقي القنون التمثيلية والتجسيدية على الساحات العربية والتي تنافست نجماتها ليلى علوي والهام شاهين للظهور كنجمات رمضانيات هذا العام.. لتسير بنفس طريقهن النجمة نبيلة عبيد في ظهورها الاول في مسلسل تلفزيوني تحت عنوان (العمة نور) املة في اكتساح الشاشة الفضية سائرة على خطى الفنانة العفوية يسرا والتي استطاعت ان تسيطر على الشاشات العربية في شهر رمضان من العام الماضي في مسلسلها الرائع (اين قلبي) ولتبدو نبيلة عبيد على النقيض منها تماما فقد ظهرت بصورة متصنعة ومتكلفة في مسلسلها الذي صور بطريقة الفلتر والتي تحبذها كثير من النجمات اللواتي رسم الزمن مارسمه من خطوط التجاعيد واثار تقدم السن على وجوههن وجباههن؟! طاش ما طاش وتلفزيون (ابو اريل)!! وكما رسم الزمن تجاعيده على وجوه الفنانات رسمه ايضا على وجه وملامح مسلسل (طاش ما طاش) الذي دخل عامه الحادي عشر على أنقاض هزائمه المتتابعة خلال أعوامه الثلاثة السابقة.. ليظهر لنا مفلسا تماما من اية افكار جديدة وجديرة بالاهتمام عدا التهريج والتعريج على العصور والحقب الماضية من الزمن وكأن فريق العمل به قد تأكد والعلم عند الله من ان متلقي هذا الزمن لايعنيه ما يقدمه (طاش ما طاش) من تفاهات جلبها ممثلو ومخرج هذا العمل من اوراقهم القديمة البالية خلال اكثر من عشر سنوات ليقدموه للمشاهد كل عام بقالب يدعو للسخرية والترفع عن متابعة اللامنطقية التهريجية في عرض هذا المسلسل الذي يجب ان يخجل فريق عمله من تنفيذه وطرحه على الساحة الفنية حاليا في التنافس الذي تشهده المسلسلات الخليجية؟! ف(طاش ما طاش) غير صالح للعرض على القنوات الفضائية.. وانما على تلفزيونات (ابو اريل) القديمة في القرى والهجر التي لايصلها البث الفضائي؟!! فالى هنا وليقف كل شيء؟ والى هنا وليتوقف التلفزيون السعودي عن دعم هذا العمل الذي خرج من اطار الفن الجيد.