رشحت مي عبد المحسن البنيان مشرفة متطوعة على بعض مدارس تحفيظ القرآن الكريم عام 1414 , وتم تكليفها لرئاسة الإشراف والتوجيه بالجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمحافظة الاحساء سألناها عن دورها بالجمعية ومدارس التحفيظ وخريجاتها في ميدان خدمة كتاب الله ودار الحوار التالي: أين درست؟ درست بقسم اللغة العربية في جامعة الملك فيصل ثم عملت معلمة في الثانوية الثالثة بالهفوف لمدة عامين , وانتقلت للعمل معيدة بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بالاحساء ولا أزال. تعملين متطوعة مشرفة بمدارس تحفيظ القرآن الكريم فما اهداف المدارس؟ أن أهداف المدارس هي نفس الأهداف التي تنطلق منها الجمعية لفتح حلق لتحفيظ القرآن الكريم تحقيقا للخيرية التي وعد الله بها أهل القرآن ولتشجيع المرأة على حفظ الذكر الحكيم وحسن تلاوته على أكمل وجه , حسب قواعد القراءات الشرعية والتوعية الإسلامية بفضله وأهميته بالنسبة للأمة المسلمة , بإلقاء المحاضرات والدروس وعقد الندوات التي توضح فضل تعلم وتعليم الذكر , مع حث الطالبات على حفظ القرآن الكريم , بمنحهن مكافآت تشجيعية وتخريج معلمات للتلاوة يعملن بالمدارس وإتاحة الفرصة لذوي الثراء واهل الخير للإنفاق والبذل من أموالهم في خير ميدان , خدمة لكتاب الله تعالى وتعليمه. حدثينا عن آلية العمل في ادارة المدارس النسائية للتحفيظ؟ يرتبط العمل النسائي اداريا بالقسم النسائي بالجمعية , الذي يشرف عليه الشيخ خالد جاسم البريكان , وفنيا يرتبط برئيسة الإشراف ويحتوي القسم حاليا على ثلاث مشرفات والأعمال المناطة بالقسم هي الإشراف على سير الدراسة في المدارس ورفع التقارير اللازمة عن ذلك , واختبار المعلمات المتقدمات للتدريس بالمدارس والاجتماع بمديرات المدارس وعقد اللقاءات الدورية للمعلمات من أجل تطوير العمل في المدارس وتنظيم البرامج والأنشطة المختلفة مثل الاحتفالات والأسواق ومعارض الكتب والأطباق الخيرية. تواجهك مشاكل بالمدارس كيف يتم حلها؟ من خلال جولاتي الميدانية على المدارس أتعرف على المشكلات واضع الحلول لها , وإذا لزم الأمر معالجة المشكلة من قبل ادارة الجمعية يتم رفعها للقسم النسائي كذاك يتم تزويد كل مدرسة بجهاز فاكس وبريد إلكتروني , من أجل سهولة الاتصال بالجمعية وعرض جميع الاحتياجات الخاصة بالمدرسة. هل مدارس التحفيظ تؤدي دورها بالشكل المطلوب؟ ولله الحمد المدارس تحاول بذل قصارى جهدها لتؤدي دورها , لتحقق تلك الخيرية التي وعد بها الرسول عليه السلام بقوله (خيركم من تعلم القرآن وعلمه)، وقد قيض الله لهذه المدارس مديرات ومعلمات محتسبات من خيرة نساء هذا البلد. ما ضرورة الدورات التأهيلية لمعلمات المدارس؟ وهل استفادت المعلمات من تلك الدورات؟ نعم الدورات مهمة وضرورية لصقل مهارات وقدرات المعلمات فالقرآن يؤخذ بالتلقي يقول عليه الصلاة والسلام: (إن الله يحب أن يقرأ القرآن كما أنزل) ويقول عليه الصلاة والسلام ( خذوا القرآن من أربعة من عبد الله بن مسعود وسالم مولى أبي حذيفة ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب) فلا شك في أن دورات التجويد لها الأثر في تصحيح قراءة المعلمة، لاسيما إذا كانت المدربة تحمل إجازة في قراءة القرآن الكريم والمشاهد أن من شاركت في هذه الدورات قد تحسنت قراءتها واستفادت مما تعلمت خاصة استمارات التقويم التي تقوم بتوزيعها في نهاية الدورة، لذا اسأل الله تعالى أن تشمل الدورات عددا أكبر من شرائح المجتمع، بحيث لا تقتصر على معلمات مدارس الجمعية بل تكون متاحة لعامة نساء المجتمع. ما سمات معلمات المدارس النسائية الناجحة؟ تتميز معلمات المدارس بصفات عديدة منها تمسكها بالعقيدة الإسلامية السمحة والتزامها بالحجاب الشرعي مع إجادة التلاوة الصحيحة للقرآن الكريم والإلمام باحكام التجويد وحسن تطبيقها وسلامة النطق ووضوح الصوت وخلوها من عيوب النطق، بالإضافة لحفظها لقدر من القرآن الكريم لا يقل عن جزء واحد، وتتحلى بالأخلاق الحميدة وتكون قدوة للأخريات تتمتع بشخصيتها القوية مع الرفق والصبر في التعامل مع الطالبات. كم يبلغ عدد مدارس التحفيظ.؟ وما الفئات العمرية التي تستقبلها المدارس؟ يبلغ عدد مدارس التحفيظ 14 مدرسة وحلقتين، يدرس بها أكثر من 4 آلاف دارسة، أما الفئات العمرية التي تستقبلها المدارس فتبدأ من رياض الأطفال وطالبات المراحل التعليمية المختلفة (ابتدائي، متوسط، ثانوي) كما تستقبل المدارس الأمهات المتعلمات منهن وغير المتعلمات. ما أبرز المعلمات والدارسات الكبيرات بالمدارس اللاتي قد مررن بك؟ الكثير الكثير ويكفي أن يعرف المجتمع ان الكثير من الأخوات اللاتي يرأسن جمعيات خيرية اليوم كن طالبات الأمس في مدارس التحفيظ كذلك الكثير من المعيدات في الكليات أو الجامعات كن من المعلمات المميزات في مدارس التحفيظ. ما أهم البرامج المقدمة بمدارس التحفيظ؟ فتحت المدارس لتحفيظ كتاب الله تعالى فحملت على عاتقها ذلك، ووضعت خطة لتوزيع منهج الحفظ، بحيث تحفظ الدارسة القرآن الكريم في 9 سنوات، وتتقن تلاوته وترتيله، ففي السنة الأولى تتمكن من معرفة أحكام التجويد بعد اجتيازها دورة في الأحكام، كما أن المدرسة تحرص على تنفيذ بعض الأنشطة والبرامج الهادفة، من مسابقات في حفظ القرآن الكريم والسنة المطهرة وأخرى ثقافية ومعارض للكتاب وأطباق خيرية تهدف إلى دعم مسيرة الجمعية مع إقامة بعض الدروس المفيدة واللازمة لحملة القرآن الكريم. حدثينا عن أهم المشاريع الخيرية بالجمعية وكيفية دعمها ؟ لدى الجمعية العديد من المشاريع التي تسعى من خلالها إلى دعم مسيرتها واستمرار نشاطها في تعليم وتحفيظ القرآن الكريم. ومن هذه المشاريع (الوقف الخيري ، الوصية الخيرية، الاشتراك الخيري الشهري أو السنوي، كفالة حلقة، كفالة معلم أو معلمة، هدية طالب، بناء مدرسة، التبرعات العينية، الزكاة)، كما أن الجمعية قامت بشراء عمارة تستفيد من ريعها لتعليم وتحفيظ القرآن الكريم وسمي المشروع الأول لحافظ القرآن الكريم . كيف توازنين بين عملك الأساسي وأسرتك والعمل التطوعي ؟ يقول الله تعالى (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب) إذا وفق الله المرأة لعمل الخير يسر لها ذلك والحمد لله أجد في عملي بالجمعية لذة وسعادة وبركة في وقتي ، اسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهله وخاصته، فأهل القرآن هم أهل الله، وخاصته والموازنة تحتاج إلى تنظيم وترتيب الأولويات فإذا استطاعت المرأة اقتناص أي وقت من أوقات فراغها من مشاغل بيتها وعملها في الخير والدعوة إلى الله وفقها الله وبارك في وقتها والمرأة بطبعها تشعر بالسعادة عندما تقدم المعونة للآخرين فهذا يعمل على استقرارها نفسيا وكيف بها وهي تخدم كتاب الله الذي يقول الله عنه (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجراً كبيرا) . ما الدور الذي تقدمه المدارس للمجتمع في الوقت الراهن ؟ لم تفتتح المدارس النسائية إلا لنساء المجتمع حيث أن ما تقدمه المدارس كثير بفضل الله خاصة أن من يعمل بها هن معلمات من نساء المجتمع فأول ذلك أنها منابر للدعوة الى الله ، بتعليمها نساء المجتمع كتاب الله يقول ابن حجر (رحمه الله) والعودة إلى الله تعالى بأمور شتى، من جملتها تعليم القرآن الكريم، وهو أشرف الجميع. كما فيها دعوة لشرائح المجتمع لعمل الخير يقول عليه الصلاة والسلام (من دعا إلى الخير فله مثل أجر فاعله) وفتح المجال لذوي الثراء بالإسهام بأموالهم في مجالات الخير من خلال المشاريع التي تقيمها الجمعية، ونشر الكتاب والشريط الهادفين الى تربية المجتمع على آداب حملة القرآن الكريم وتوفير الرفقة الصالحة لهن. ونلاحظ أن الكثير من البيوت صلح حالها بفضل الله تعالى ثم بفضل التحاق نسائه بمدارس التحفيظ . كيف يمكن حماية الأبناء من المغالاة والنزوع نحو الارهاب والانجراف وراء المتغيرات في هذا العصر ؟ إن أهم ما يحفظ به الأبناء هو تربيتهم الصالحة الصحيحة على طاعة الله ومن يحفظ الله يحفظه، كذلك شغل أوقات فراغهم وحفظهم من الرفقة السيئة وفي حلق المساجد والمدارس النسائية لتحفيظ القرآن الكريم ينعم الأبناء بخير جو وخير رفقة، والمدارس لديها نخبة من المعلمات الواعيات اللاتي أكبر همهن حماية الفتيات من أي انحراف وحثهن على الخيرات كما أن المدارس خرجت خير النساء اللاتي شغلن أفضل المناصب في تعليم المرأة السعودية كذلك الحلق خرجت خير الرجال الذين اخلصوا لله سبحانه ثم لبلادهم رعاها الله . ما المستقبل المستشرف للمدارس النسائية في ظل الأيام المقبلة ؟ تتقدم المدارس النسائية ولله الحمد بخطى ثابتة راسخة انطلاقا من مبادئها وأهدافها السامية وهي خدمة كتاب الله تعالى , وهذا الكتاب قد تكفل بحفظه قال تعالى (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون).