عندما نبحث في كتب طب الاسنان نجد ان هذا العلم بدأ من ايام قدماء المصريين حيث وجد علماء الآثار موميات وبداخل فمها اسلاك مربوطة بالاسنان وذلك لتثبيت الاسنان المخلخلة كما وجد في البرديات كيفية ازالة الالم في ذلك الوقت, وقد استعمل المصريون القدامى المسكرات لتخدير المرضى اثناء جراحة الاسنان كما كتب البابليون والهنود والفرس والروم عن علاج امراض الاسنان والمتصفح لكتاب الرازي يجد انه يضم فصولا عديدة عن طب الاسنان تعرض فيها لالتهاب اللثة واوجاعها وعلاجها وقد اشار ابن سينا ايضا الى خطورة قلع الاسنان عند وجود عفن في الفك, كما تحدث عن ادوية الاسنان ومنها المضمضة وتطرق العلماء العرب القدامى الى فوائد قلع الاسنان لعلاج اللثة, وفي فرع الوقاية ابرزوا اهمية السواك والمضمضة عند كل وضوء للحفاظ على صحة الاسنان واللثة, ويختلف عدد الاسنان تبعا لمرحلة لعمر وهي تكتمل في سن الحادية والعشرين ليصبح عددها 32 سنا, 16 سنا بالفك العلوي 16 سنا بالفك السفلي, ويطلق عليها الاسنان الدائمة, وكما هو معروف تسبق الاسنان الدائمة الاسنان اللبنية ابتداء من عمر ستة شهور ويكتمل عددها عند بلوغ عمر الطفل سنتين عشرين سنا وفي كل فك عشر اسنان, وتكمن اهمية الاسنان اللبنية في مساعدة الطفل على مضغ الطعام, كما تساعده على المحافظة على الاسنان اللبنية طوال فترة وجودها الطبيعي بالفم حيث عند فقد هذه الاسنان مبكرا قبل الموعد المحدد فان ذلك يسمح بميل الاسنان المجاورة نحوها فتضيق المسافة المخصصة للاسنان الدائمة التي تظهر في مرحلة لاحقة مما يؤثر على شكل الفك ووضع الاسنان الدائمة, وكثيرا ما تفاجأ الام بصراخ طفلها وبكائه المستمر عند ما يبلغ عمره ستة شهور وقد ترتفع درجة حرارته او يصاب بالاسهال فتعتقد الام ان هذه الاعراض التي اصيب بها طفلها تعود الى التسنين والحقيقة قد يكون التسنين بالفعل مسئولا عن كثير من الاعراض التي يعاني منها الطفل خاصة ان مناطق التحكم في اجزاء الجسم لدى الطفل تكون متداخلة ومتشابكة داخل مخ الطفل تم تتحد وتتمايز عن بعضها البعض مع تقدم العمر فقد تتأثر مستقبلات آلام الفم بمخ الطفل اثناء بزوغ الاسنان اللبنية ثم ينتقل الاحساس بالالم الى المناطق المجاورة بالمخ فاذا لمس الاحساس منطقة الاذن شعر الطفل بألم في اذنه مما يوحي باصابتها الا انه لا يمكن تشخيص ذلك الا بعرض الطفل على طبيب الاطفال ليرى عما اذا كان ذلك سبب التسنين ام ان هناك اسبابا اخرى للاعراض الموجودة لدى الطفل لاعلاقة لها بالتسنين فقد يكون الطفل مصابا بالفعل بالتهاب في الاذن وفي جميع الحالات يلزم استشارة طبيب الاطفال. *استاذ طب الاطفال واستشاري امراض الدم والسرطان