يلعب الوالدان الدور الأكبر في تربية الأطفال, فالمسؤولية تقع على عاتقيهما أولا وقبل كل شيء, فهما اللذان يحددان شخصية الطفل المستقبلية, وتلعب المدرسة والمحيط الاجتماعي دورا ثانويا في التربية. والطفل اذا لم يتمرن على طاعة الوالدين فانه لا يتقبل ما يصدر منهما من نصائح وارشادات وأوامر إصلاحية وتربوية, فيوجد لنفسه ولهما وللمجتمع مشاكل عديدة, فيكون متمردا على جميع القيم وعلى جميع القوانين والعادات والتقاليد الموضوعة. وتربية الطفل على طاعة الوالدين تتطلب جهدا متواصلا منهما على تمرينه على ذلك, لأن الطفل في هذه المرحلة يروم الى بناء ذاته والى الاستقلالية الذاتية, فيحتاج الى جهد اضافي من قبل الوالدين, وافضل الوسائل في التمرين على الطاعة هي إشعاره بالحب والحنان. ومن الوسائل التي تجعله مطيعا اشباع حاجاته الأساسية وهي (الأمن, والمحبة, والتقدير, والحرية). فإذا شعر الطفل بالحب والحنان والتقدير من قبل والديه, فانه يحاول المحافظة على ذلك بإرضاء والديه وأهم مصاديق الإرضاء هو طاعتهما. والطفل في هذه المرحلة بحاجة الى المحبة والتقدير من قبل الوالدين وبحاجة الى الاعتراف به وبمكانته في الأسرة وفي المجتمع, وان تسلط الأضواء عليه, وكلما أحس بأنه محبوب, وان والديه او المجتمع يشعر بمكانته وذاته فانه سينمو متكيفا تكيفا حسنا وكينونته راشدا صالحا يتوقف على ما اذا كان الطفل محبوبا مقبولا شاعرا بالاطمئنان في البيت. والحب والتقدير اللذان يحس بهما الطفل لهما تأثير كبير على جميع جوانب حياته, فيكتمل نموه اللغوي والعقلي والعاطفي والاجتماعي, والطفل يقلد من يحبه, ويتقبل التعليمات والأوامر والنصائح ممن يحبه, فيتعلم قواعد السلوك الصالحة من ابويه وتنعكس على سلوكه اذا كان يشعر بالمحبة والتقدير من قبلهما. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اكرموا أولادكم وأحسنوا آدابهم). وتكريم الطفل والإحسان اليه واشعاره بالحب والحنان واشعاره بمكانته الاجتماعية وبأنه مقبول عند والديه وعند المجتمع, يجب ان لا يتعدى الحدود الى درجة الافراط في كل ذلك, وان لا تترك له الحرية المطلقة في ان يعمل ما يشاء.