الايمان يصنع العجائب .. أقيمت دارسة طبية على عدد من المصابين بالقرحة المعدية .. وتم تكوين فريقين منهم .. الفريق الأول اعطي عقارا غير طبي على انه سيساعد على علاج المرض بشكل تام وقاطع واعطي الفريق الثاني ذات العقار ولكن بترسيخ اعتقاد أن هذا العقار تجريبي وقد يفيد في العلاج بعض الشيء وقد لا يفيد .. العجيب في الامر أن اكثر من 70% من الفريق الأول تماثلوا للشفاء بشكل كامل أما الفريق الثاني فلم يشف منه سوى 25 %. المعتقد والايمان يصنعان العجائب ففي الوقت الذي ترى انك قادر غلى تحقيق اهدافك وخططك فأنت كذلك بالفعل .. كما تظن من نفسك تكون , ولعلي اتذكر هنا قصة امراة كانت تعتقد انها مصابة بمرض السكر وهي لا تعاني منه وفقا لنتائج التحليلات الطبية .. غير أنها تعاني من مرض نفسي وهو الانفصام في الشخصية وبما انها بذلك تنتقل من حالة نفسية الى اخرى مخالفة في الاعتقاد التصور فانها بالفعل وبعد اجراء التجارب عليها تبين انها في الحالة الاخرى من شخصيتها تصاب بالسكر بشكل مخيف. هذا ما يمكن ان يتصوره البعض عن نفسه وقد ذكرت في موضع سابق ذلك الشخص الذي نصح صاحبه بعدم التميز في احد المشاريع المشتركة ومع فريق عمل ينتهج الطبيقة والروتين .. وهو أحد المنهزمين نفسيا حيث كان يتصور وبشكل مرضي أنه غير قادر على الابداع الا ان يؤذن له بذلك... من يأذن لمن ؟!! ان للانهزام النفسي تأثير على قرارات الفرد نتيجةالمعتقد والايمان الراسخ .. آمن بأحقية البعض دون البعض في النجاح وهذا تصور خاطئ قد يتبناه مجتمع بأكمله وذلك نتيجة تأثره بمعتقدات وعادات وتقاليد .. وبهذا النمط من التفكير الخاضع لمعتقدات زائفة تعارض الدين والعقل السليم نجد الانهزامية والرضوخ للأمر الواقع .. أبو بصير رضي الله عنه عندما لم يجد أن الرسول صلى الله عليه وسلم سيحميه من قريش عندما فر بدينه الى المدينة نتيجة الحلف والاتفاق فيما بين الرسول وقريش ... لم ينهزم ويعود لقريش وأخذ ينال من عير قريش وتجارتها ختى اذعنت له ولمن كان معه من المبدعين وهم قلة فتنازلت قريش عن شروطها .. يذكر أن أحد طياري الاستعراضات الجوية البهلوانية ويدعى كارل وولندا .. كان يمارس ذلك العمل دون أدنى تفكير في الفشل وعلى مدى سنوات طوال .. وببسيط العبارة .. لم يكن السقوط واردا على ذهنه البتة .. ولكنه حكي يوم من الايام لزوجته عن رؤيته لنفسه وهو يسقط , ومنها بدأ يعلن ذلك المشهد الذهني بين حين وآخر حتى سقط ميتا في أحد الاستعراضات .. ليس ذلك محض تخمين وان ما كان كارل يصنعه لنفسه او أخذ في برمجة عملية السقوط في ذهنه معطيا بذلك التمثيل الذهني المستمر برمجة وضعته حالة نفسية دعمت السقوط .. وبذلك يكون قد خلق هذا الاعتقاد بنفسه لنفسه وهو ما يحدث مع المنهزمين في اي حال ديني او دنيوي .. ولذلك ان التفكير هو اصل كل فعل يبدر عن الانسان. فيصل بن خالد الغريب