يجب ان نعترف ونكون منصفين فليست المشكلة فيهم، الخلافات الاسرية والبيئة المضطربة مرتع خصب لنمو الكثير من المشاكل النفسية لدى الاطفال، وسوء المعاملة التي يتعرض لها الابناء على مختلف المستويات من شتم وتحقير وضرب حتى امام الغير وتفكيرنا بأن معاملتنا لابنائنا حق من حقوقنا وعدم ترحيبنا بنصح الآخرين واعتباره تدخلا سافرا في خصوصياتنا لان هذا شأننا تفكير خاطئ، وكثيرا ما تكون القسوة والتوبيخ والضرب المبرح كما حدث لطفل لاحول له ولاقوة امامي لم تكن للتوجيه والتربية مع ان هذا الاسلوب مرفوض في التربية ولكن بسبب ضغوط ومشاكل حياتية اهمها النزاعات المستمرة بين الابوين ولتفريغ الغضب الذي ليس للطفل ذنب فيه في اعتقادي جريمة يفترض ان يعاقب مرتكبوها سواء كانوا امهات او آباء، ففي الغرب ترفع الحضانة عنهم ولا تعود حتى يؤهلوا نفسيا واجتماعيا ثم يقيموا لمعرفة استجابتهم وقدرتهم على الحضانة والتربية السليمة ويخضعون لفترة طويلة للمتابعة وان فشلوا تنزع عنهم الحضانة هذا في الغرب وهم ليسوا افضل منا، وفي عالمنا الاسلامي الذي يفترض ان تعم فيه الرحمة لأنه دين الرحمة حتى على الحيوان.. ورسول الله عليه افضل الصلاة والسلام وضع له قواعد وأسسا لتربية ابنائه فمن يقرأ الكتاب والحديث مرجعا كل امور البشر فلن يضل ولن يشقى ابدا، بعضنا يعامل أمانته ببالغ القسوة ثم بعدما تلتف شرنقة العقد النفسية حول رقبته ولاتتركها حتى تقضي عليه بعدها يبدأ البحث عن الحلول والعلاج، وما التبول غير الارادي، والتأتأة، والكلام في الفراغ والفزع اثناء النوم ومشي الطفل وهو نائم والكذب والسرقة وغيرها الا اعراض للتحطيم النفسي والوجداني الذي يتعرض له الطفل، الطفل انسان يشعر ويتألم ويقلق ويحزن ويكتئب وما نشاط الطفل الزائد الذي تشتكي منه الكثير من الامهات الا تعبير عن التوتر والقلق الذي يعيشه وكذلك الكذب والعناد والسرقة والرعونة مواقف احتجاجية ضد ما يحدث بين الوالدين من خلافات ووقوف الطفل حائرا تجاهها، أما الأسلوب الاخطر فهو الصراخ في وجه الابناء فهو اخطر اساليب العقاب لانه يمحو لغة التفاهم بين طرفي المعادلة، فهو هدم لانه اهانة لقيمته كانسان واستهانة بذاته وتشتيت لمعنوياته وتدمير لكل الروابط الانسانية بينه وبين والديه وتأثيره اخطر من تأثير العقاب البدني لانه يصيب الطفل بالرابط السلبي الذي يعايشه طول حياته (حالة الدفاع عن النفس من ردود افعال يجهلها يفكر فقط في كيفية حماية نفسه منها وتمحى تماما صورة السلوك الذي بموجبه استحق هذا العقاب)، لا يولد طفل شرير بالفطرة ولكن بداخله يولد عاملا الخير والشر وتربيتنا هي المحك الذي يحدد سلوكه ويوجهه الوجهة الصحيحة ويساعده على استكمال نواحي التربية الايجابية المتكاملة لديه.