يعتبر هذا المرض اخطر الامراض التي تصيب الاطفال ويعرف بتسوس العظام ويعتبر مرضى فقر الدم المنجلي من اكثر الناس عرضة لهذا المرض حيث يقوم بنخر العظام وقد يفتك بهم ويصل الميكروب المسبب لهذا المرض الى العظام بواسطة الدم عند وجود صديد في الجسم سواء كان ذلك نتيجة لالتهاب اللوزتين او من خلال جرح في الجسم وتتركز الاصابة عادة في اطراف العظام الطويلة كعظام الساق والفخذ والعضد الا ان الميكروب يستطيع ان يصل عن طريق الدم الى اي منطقة عظمية في الجسم ويشكو المريض من ارتفاع في درجة الحرارة بصحبة آلام شديدة في الطرف المصاب مع تورم واحمرار في نفس المنطقة وتشتد حدة الاعراض عند تكون صديدا تحت الجلد على هيئة خراج وعادة ما يتطلب عمل فتحة خاصة في الجلد لاستخراج الصديد المتجمع وقد تأثر المفصل القريب من هذا الالتهاب كمفصل الركبة او مفصل الحوض فتزداد الحالة سوءا حيث يتأثر المفصل بدوره لالتهاب صديدي مما يترك كثيرا من المضاعفات اذا لم يتم العلاج بالسرعة الممكنة، من هنا يتحتم على الأهل عرض الطفل على الطبيب المختص عند ظهور اعراض المرض حتى لا يستفحل الامر ويتطلب من الطبيب الدقة في التشخيص وسرعة العلاج قبل ان تتدهور الحالة ويصعب علاجها وعلى العموم ينصح بعلاج مثل هذه الحالات في المستشفى حيث يحتاج الطفل المصاب الى رعاية طبية خاصة كما يجب البدء باعطاء الطفل مضادا حيويا فعالا حتى قبل ظهور نتيجة المزرعة البكتيرية والتي تحدد نوع الميكروب والمضاد الحيوي المناسب للقضاء عليه - كما يتم في المستشفى تفريغ الصديد باسرع ما يمكن وذلك بالتدخل جراحيا لاستخراج الصديد من داخل العظام وتأخير ذلك قد يعرض هذه العظام للتلف فيدخل الطفل في سلسلة من المضاعفات والتي تنتهي به الى ما يسمى بالإلتهاب العظمي الصديدي المزمن وفي هذا الالتهاب تتكون تجاويف تحتوي على صديد وقطع عظمية تالفة مما يستلزم الامر التدخل جراحيا عدة مرات لتنظيف هذه التجاويف والتخلص من قطع العظام التالفة ونظرا لخطورة المرض ومضاعفاته فان كثيرا من حالات التهاب العظام الصديدي في الاطفال تنتهي باعاقة دائمة في احد الاطراف او المفاصل التي تم التأخر في علاجها. استاذ طب الاطفال واستشاري امراض الدم والسرطان