من أهم مصادر الرضا الوظيفي - بصرف النظر عن طبيعة مسؤولياتنا أو المهام التي نقوم بها- أن نرى بشكل منتظم أن أعمالنا محل تقدير واحترام عند الرؤساء والمسؤولين، أننا عندما نجيد الأداء ونبدع فيه فإن التقدير والتكريم يحفزنا للوصول إلى مستويات أعلى من الإنتاجية والازدهار للمنشأة التي نعمل بها، بالإضافة إلى ما نشعر به من أمن نفسي ورضا وظيفي. ويمثل برنامج تحفيز ومكافأة الأفراد في أي منشأة عنصراً مهماً في نظام إدارة الجودة الشاملة، حيث ان التحفيز يؤثر بشكل مباشر على دافعية الأفراد ويزيد من إنتاجهم. ومن السلوكيات الأساسية العامة المساندة لرفع مستوى الأداء من خلال التحفيز والتكريم وفق نظام إدارة الجودة الشاملة نذكر ما يلي: @ إقامة مناخ وظيفي تتوفر فيه عناصر الثقة والاحترام المتبادل، بحيث يؤدي إلى تنمية علاقات عمل طيبة، ويُرغب العاملين في الانتماء إلى المنشأة، والالتزام بأنظمتها، ويسعى مديرو الجودة الشاملة إلى توفير المناخ الذي يشجع العاملين على إضافة مزيد من الإحساس والطاقة والإثارة والدافعية نحو العمل، ويتحقق ذلك عن طريق إعطاء العاملين الفرصة للتعبير عن شعورهم فيما يتعلق بمجريات العمل، ولتحمل مسؤولية أعمالهم وأفكارهم. @ تصميم برنامج للتحفيز، يتلائم مع احتياجات كافة العاملين في المنشأة، يتضمن أساليب متعددة للمكافآت والتقدير، ويتصف بالاستمرار طوال العام، ويبنى على أسس علمية ومعايير محددة، ويشارك في إعداد هذا البرنامج العاملون أنفسهم، ويتم الإعلان عنه وشرحه والتعريف به لجميع المستفيدين. @ تقدير الأداء، سواء كان هذا التقدير في صورة كلمة شكر بسيطة، أو إسداء لقب شرفي، أو تقديم خطاب شكر، أو هدية معينة، أو مكافأة مادية، أو عرض الإنجازات الشخصية في لوحة الشرف، أو الدعوة لحفل عشاء. وغير ذلك، وقد يرتقي التقدير إلى تكليف المستفيد بعمل قيادي، يتناسب مع قدراته وإمكانياته. @ يمثل التقدير بالنسبة لمديري الجودة الشاملة نشاطاً مستمراً، لا يختص فقط بإنجاز معين، ولا يقتصر على احتفالات التقدير والمكافآت، ولأن التقدير موجه إلى شعور الفرد بقيمته الذاتية، وباحتياجاته الاجتماعية، فإنه يعتبر اعترافا بقيمة إسهاماته وإنجازاته لإنجاح المنشأة. إن هذا التقدير والتكريم يسهم في نقل الفرد من فكرة (الموظف الأجير) إلى العضو المشارك، الذي ينتمي إلى المنشأة، ويحرص على تحقيق أهدافها، وترجمة رسالتها. @ يدرك مديرو الجودة الشاملة أهمية وقيمة وضوح العلاقة بين الإنجازات والمكافآت من وجهة نظر العاملين، كما أنهم يعلمون أنه إذا لم تُمنح المكافآت علانية وفوراً عقب تحقيق الإنجازات، فإنها ستفقد الكثير من تأثيرها. @ لابد من مراعاة الموافقة بين المكافآت والتقدير، من ناحية، والإنجازات من ناحة أخرى، وأن يتفادى المديرون التقدير المبالغ فيه، لأن هذا النوع من التقدير يفسد المناسبة، ويسيء إلى المستهدف بالتقدير. @ من المهم أن يتذكر مديرو الجودة الشاملة أنه على أعضاء الفريق أن يتعرفوا على أداء كل فرد في الفريق ومدى جودة هذا الأداء، لأن تقدير أفراد الفريق يفترض أن يتلاءم مع خبرات وتقييم الفريق ذاته. @ من المهم أن يعزز مدير الجودة الشاملة ويربي في العاملين روح العمل الجماعي، ويحفز أعضاء فريق العمل، وهذا يعني أنه كلما قام بتقدير ومكافأة عمل الفريق، فإنه بهذا يعزز مفهوم العمل الجماعي بين كافة العاملين في المنشأة. ويركز مديرو الجودة اهتمامهم بالدرجة الأولى على عوامل النجاح، وليس على جوانب الفشل، فهم يعملون على تعزيز السلوكيات الإيجابية. إن أي نجاح مهما صغر شأنه يفترض أن يحظى بالتقدير، وإن كل تحسين مهما قل قدره هو تقدم في الاتجاه الصحيح، وبالله التوفيق. @@ خليفة عبدالله محمد الفواز مدير مركز الإشراف التربوي بالهفوف