كثيرة هي الاعمال التي تقوم بها على المستوى الشخصي والمؤسسي كمسلمات دون مراجعة وتفكير فيما اذا كانت هذه السلوكيات والتصرفات تنسجم مع واقع جديد وأوضاع تختلف عما اعتدنا عليه.. ومما يثير الدهشة هو بعض الأنظمة والسلوكيات في المنظمات الحكومية التي تنم عن عدم الرغبة في التغيير والتطوير. فالكثير منها يتبع قاعدة (سكن تسلم) أي ابقاء الاشياء كما هي عليه حتى لا نقع في الخطأ. من ضمن الممارسات التي تحيرني فضلا عن اني لا افهم المقصود منها وحتى لو فهمت ما يقصد منها لا أجد المبررات تتفق مع المعطيات الجديدة هي الطابور الصباحي في المدارس. الكل يعلم ان مناخ المملكة قاري أي شديد الحرارة صيفا شديد البرودة شتاء. ومع هذا فان هناك اصرارا على ايقاف الاطفال في الصيف الحار والشتاء القارس مما يعرضهم لكثير من المشاكل الصحية خاصة ان نسبة من طلاب المدارس الابتدائية والمتوسطة تعاني بعض الامراض مثل حساسية الصدر (الربو). الأمر الآخر وكما يعلم الجميع ان كثيرا من الانظمة قام بصياغتها أو تم اقتباسها من خارج المملكة. وهي بلاشك تمثل نظرة وفلسفة المنظمين في تلك الدول والتي لا تتفق مع قيمنا الاجتماعية وثقافتنا المبنية على احترام الذات وتقدير الآخرين. اذ أرى في الطابور الصباحي قسر للاطفال على الاصطفاف في طابور في جو حار أو بارد دون ان يعلموا لذلك معنى أو فائدة. واذا كان القصد من الطابور هو تنظيم دخول الطلاب إلى الفصول فلماذا لا يكون هناك طابور عند انتهاء الفسح؟ أما اذا كان القصد هو القيام بالتمارين الرياضية أو سماع الاذاعة المدرسية او اعلانات ادارة المدرسة فذلك كله يمكن القيام به في الفصل قبل بداية الدوام بدقائق. اعتقد اننا تجاوزنا مرحلة عمل الاشياء لاننا اعتدنا عملها دون تفكير ووعي. خاصة في المؤسسات التربوية التي تسعى إلى تربية النشء على عمل الاشياء باقتناع وبعد تفكير. وقد اسعدني كما أسعد الكثيرين تغيير اسم وزارة المعارف الى وزارة التربية والتعليم مما يعطي مدلولا واضحا لاهمية التربية وتقويم السلوك وان له أولوية على التعليم. واذا كان الامر كذلك فانني اناشد ومثلي من أولياء الامور الكثير وزير التربية والتعليم الغاء الطابور الصباحي والاكتفاء بحضور الطلاب والطالبات إلى الفصل قبل بداية الحصة الاولى بعشر دقائق.