في التدريب الخاص بتنمية الموارد البشرية هذه الايام هناك موضوع ثابت وحيوي هو (فن ادارة الوقت) بحيث تختفي معه تماما عبارة (ليس لدي وقت!!) ولعل من السياسة ان نجد الوقت للتحدث في غير السياسة فالموضوع هو الوقت الذي هو كالسيف ان لم تقطعه قطعك فكثيرا مانسمع عبارات مثل (ليس لدي وقت) و(بسبب ضيق الوقت) و(لم اجد الوقت اللازم لفعل ذلك الشيء) ولم يكن الانسان بحاجة الى قول اي من هذا اذا نظم وقته وأعد جدولا بأولوياته وبرامجه او فكر قليلا في كيفية ادارة الوقت. في الغرب الناس يعملون بجد ويلهون بجد كذلك ولا اقول هذا من اعجاب بالغرب، لكنهم حقيقة عرفوا كيف ينظمون اوقاتهم ليعملوا كثيرا ويلعبوا كثيرا، فهم ادركوا ان الوقت هو العامل الاساسي للنجاح او الفشل كما عرفوا ان الاستخدام الامثل لعامل الوقت ليس هو عمل جدول منظم بالمواعيد والالتزامات فقط ولكنه ايضا القدرة على عمل الشيء المناسب في الوقت المناسب وفي عبارة موجزة يمكن ان نقول ان القدرة على التوظيف السليم للوقت والاستفادة منه تكمن في امتلاك الشجاعة والحكمة للتركيز على الأشياء المهمة حسب الأولويات أكثر من محاولة عمل كل الأشياء في وقت واحد.. وبالنسبة لصناع القرار وأصحاب المراكز المؤثرة فإن الاستفادة من عامل الوقت تعني ترتيب الاولويات وهذه بدورها تعني الارتفاع فوق مستوى الاشياء الصغيرة والنظر فقط الى الاشياء الكبيرة التي تؤثر على سير العمل سلبا او ايجابا وتحدد مساره وتضبط ايقاعه ووضع الخطوط العريضة للتخطيط الاستراتيجي والنظر بتمعن للمستقبل.. اذا فان هؤلاء الرجال الذين هم في مواقع المسئولية يحتاجون ل (الوقت) الكافي للتفكير العميق والتدبر لان وضع الاستراتيجيات والتخطيط للمستقبل لا يمكن تحقيقه على عجل وهنا تجيء الحاجة الى ايجاد (الوقت الحر). ونحن في العالم العربي نضيع كثيرا من الوقت بالشكوى من عدم وجود الوقت.. فمثلا في الاجتماعات يضيع وقت كبير في المجاملات والسؤال عن الصحة والاولاد لتنقل الموضوعات المهمة لاجتماع مقبل وفي هذا الصدد قال خبير امريكي ان الفرق بين الاجتماعات المجدية والاجتماعات عديمة الفائدة يكمن في التنظيم واعتقد ان هذا هو اكثر ما نحتاجه في العالم العربي واعتقد ان ماتعلمه الغرب من اهمية الوقت بكثير من الصبر والاخطاء والتجارب يمكن ان نصل إليه بأقصر الطرق فلدي وصفة سهلة لذلك وهي الابتعاد تماما عن كلمتي (لو) و(سوف) فانهما اكبر مضيعة للوقت. ان وجود التكنولوجيا الراقية من اجهزة كمبيوتر وفاكسميلي وغيرها من وسائل الاتصال السريعة جعلتنا اسيادا للوقت فأصبحنا بتوافرها نحن الذين نتحكم في الوقت ونستفيد منه بدلا من تضييع وقت آخر في البحث عنه. وبناء على ما تقدم فان من يقول انه ليس لديه وقت كأنه ببساطة وصراحة يقول انه لا يستطيع ان يفكر.. ارجو الا اكون قد اضعت وقتكم..