توقع وزير الخارجية الفرنسي السابق هوبير فيدرين أن يتابع الرئيس الأميركي محاولته تغيير المناخ السياسي العالمي على رغم أن جهوده لم تصبح نهجاً ملموساً بعد. وقال فيدرين في حديث الى «الحياة» إن الأوروبيين فوتوا فرصة انتخاب أوباما عبر عدم ملاقاته في معالجته للقضايا الدولية. ورأى أن حظوظ نجاح أي مفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين قليلة للغاية بسبب وضع الفلسطينيين من جهة ومواقف اليمين الإسرائيلي الحاكم من جهة ثانية. كما استغرب تقدم فرنسا صفوف المنادين بتشديد العقوبات على إيران التي وجد نظامها نفسه محرجاً بسبب اليد الأميركية الممدودة إليه والتي تعكس سعي أوباما الى عدم حصر خياراته بين القبول بالقنبلة النووية الإيرانية أو التوجه الى عمل عسكري ضد طهران. هل تغير العالم منذ تولي باراك أوباما الرئاسة الأميركية؟ أولاً، ينبغي القول إن العالم لا يتغير كل صباح. ونظرة أوباما الشخصية إلى المواضيع العالمية على نقيض تام لنظرة (الرئيس الأميركي السابق جورج) بوش والمحافظين الجدد. فهناك تغيير حقيقي على المعطى الثقافي والسياسي والى حد ما الفلسفي. بالنسبة لي، كان فريق بوش يندرج تماماً ضمن منطق المواجهة بين الحضارات، ويتعامل مع الأمور من زاوية غريبة وحادة جداً، هي بمثابة معارضة قوية جداً بين الغرب وبقية العالم مرفقة خصوصاً بعدائية ملحوظة حيال العالمين العربي والإسلامي. ويبدو لي أن أوباما ينطلق من مبدأ معاكس. فهو يعتبر أن هناك بالفعل مخاطر مواجهة، وهو لا يؤيد المحللين الذين يقولون إن المواجهة نظرية عربية، وهو ليس بهذه السذاجة. ويبدو انه يستند الى فكرة خطر المواجهة، وأنه ينبغي القيام بكل ما يمكن للحيلولة دون هذه المواجهة. هذا هو فهمي للخطاب الذي ألقاه في القاهرة، وهو ليس خطاباً يعالج الأمور على مدى قصير، بل إن الهدف منه تغيير التوجه الاستراتيجي، على طريقة السفينة المتوجهة شمالاً، وتقرر التوجه جنوباً. وثمة شرط مسبق في ذهن أوباما، هو ضرورة أن يسمع العالم الإسلامي من الولاياتالمتحدة لغة مختلفة عن تلك التي اعتادها. وللإجابة على السؤال، انها نظرة الى العالم مختلفة جذرياً، ولكن هل تُرجِمت هذه النظرة، التي اعتبرها صائبة، الى سياسة خارجية ملموسة ومحددة؟ كلا. هذا ليس صحيحاً الآن، فنحن بين حقبتين، ولكن لا شك لدي حول تغيير الوجهة. ويقتصر التغيير هذا على مشكلات جزء من العالم ولا يشمل موضوع العلاقات الأميركية - الأوروبية والأميركية - الآسيوية. ولست على ثقة من أن المسؤولين الأوروبيين الذين بدأوا مع الوقت يميلون إلى أفكار المحافظين الجدد، يقدّرون أهمية هذا التغيير وجِدّته الإيجابية ويؤيدونه بالقدر الكافي. لماذا تقول إن القادة الأوروبيين الذين لا يقاومون تقليدياً الضغوط الأميركية، لا يدعمون أوباما بالقدر الكافي؟ - الوضع غير متوازٍ. انتخب أوباما لأنه بدا أفضل من (منافسه الجمهوري على الرئاسة جون) ماكين لإخراج الولاياتالمتحدة من الأزمة، ما يحمله على الاهتمام بالمشكلات الداخلية والقضايا الاقتصادية أولاً، وعلى الاهتمام بالصين نظراً للتداخل بين اقتصاد البلدين. وبعدها فإن أوباما يهتم منطقياً بأولويات المرحلة وبالمآسي، في روسيا والشرق الأوسط وآسيا الوسطى، وليس لديه أي سبب للاهتمام بشكل خاص بأوروبا. فلا مآسي في أوروبا لحسن الحظ، وليس لدى الأوروبيين حلول للمشكلات التي يواجهها أوباما. من الطبيعي إذاً، أن يظهر على مسافة من الأوروبيين وأن ينشغل بأمور أكثر إلحاحاً. ويبدو لي أن الأوروبيين فوتوا على أنفسهم فرصة، جراء وصول أوباما للرئاسة. وكان يتوجب على الأوروبيين أن يعلنوا ترحيبهم بإدارة أوباما، نظراً لما تقوله أوساطه عن التعددية. وكان على الأوروبيين أن يقولوا منذ الأشهر الأولى لولاية أوباما، أي قبل صيف 2009 ما هي أفكارهم العريضة في شأن السياسة التي ينبغي اعتمادها تجاه روسيا والصين والشرق الأوسط، لكنهم لم يقولوا أي شيء، لا كمجموعة ولا كل دولة على حدة. لم يقولوا أي شيء مهم أو مثير للاهتمام ثم بدأوا يَشْكون من أن أوباما لا يهتم بهم كما ينبغي. وهذه ردة فعل طفولية، وهناك تفاوت بين الدول الأوروبية، فبعض هذه الدول، منغمسة في مشاكلها الداخلية ومركّزة اهتمامها على ذاتها الى درجة انها لم تعد قادرة على قول أمور شاملة، والبعض الآخر يشعر بالحنين الى نظرة بوش. من تقصد بذلك من الأوروبيين؟ أفضل عدم ذكر أسماء فالكل يعرف. انه إذاً حنين إلى نظرة بوش، ربما يشكل هذ ازدواجية لكنه أكثر راحة لبعضهم. وأعتقد أنها فرصة ضائعة مهمة لأن نجاح أوباما مسألة بالغة الأهمية من وجهة النظر الغربية، ولأنه من المحظور تماماً أن يفشل. وبرأيي يتوجب على الأوروبيين أن يبذلوا جهداً جماعياً لمساعدته على النجاح. ومساعدته لا تعني الاستسلام له، والاكتفاء مثلاً بإرسال المزيد من القوات إلى أفغانستان بل القول له إننا شركاء والشركاء يناقشون في ما بينهم. ومن هذا المنطلق، فإن نهج اتخاذ القرار في شأن أفغانستان سيء للطرفين. فقد شاهدنا رئيساً أميركياً يتخذ قراره على انفراد ثم يتطلع نحو الحلفاء ليقول لهم انه بحاجة إلى تعزيزات، كما لو أن أوروبا هي مؤسسة تؤمن العمل الموقت. فلم يتم إشراك أي من الدول المتواجدة في أفغانستان بنهج القرار. وأوباما تشاور لمدة أسابيع عدة مع مسؤولين أميركيين ومع خبراء عسكريين وأعضاء في الكونغرس، لكنه لم يتشاور فعلاً مع أي من الشركاء الأوروبيين، علماً بأنه قيل قبل عام أن فرنسا وبعودتها الى قيادة حلف شمال الأطلسي سيصبح لها المزيد من التأثير داخل الحلف. لكن ما شهدناه معاكس تماماً. وأعتَبِر أن المواقف الاستراتيجية التي يعتمدها أوباما ممتازة. لكن على المستوى العملاني فإن العلاقة الأميركية - الأوروبية لم تقلع أبداً كما ينبغي وهذه فرصة ضائعة. ينشط الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لإعادة إطلاق مسيرة السلام (في الشرق الأوسط) في باريس، لكن أوباما يبدو أقل استعجالاً منه بتأييد الاقتراح الفرنسي. فهل تعتقد أن شيئاً ما سيتحقق؟ رأيي حول الشرق الأوسط هو أنه من غير المجدي حمل الإسرائيليين والفلسطينيين على التفاوض خصوصاً بوجود حكومة إسرائيلية لا تسعى الى حل وفلسطينيين حُطِّموا عمداً. إن وضع الفلسطينيين هو تماماً ما أراده اليمين الإسرائيلي واليمين الأميركي منذ سنوات. والقول بأنه ينبغي حض الأطراف على التحادث هو بمثابة ضحك على العالم. وعلى غرار الكثير من الإسرائيليين الذين أعدوا كتباً حول الموضوع، اعتبر أن الحل ينبغي أن يُفرض من الخارج من قبل الولاياتالمتحدة، لأن المطلوب هو الضغط، ليس على الفلسطينيين التعساء والمسحوقين تماماً من جراء القدر، بل الضغط على إسرائيل لتعديل علاقات القوى بين الذين يريدون حلاً والذين لا يريدونه. والأوروبيون عاجزون عن القيام بذلك. وحدهم الأميركيون يستطيعون ذلك، بلجوئهم الى الأكثرية الإسرائيلية التي تقبل بحل الدولتين، لكن النظام السياسي – الانتخابي يعرقل ذلك. وقد تكون لدى الأميركيين القدرة على تحريك الوضع، فهذا ما شهدناه في عهد بوش الأب ووزير خارجيته جيمس بيكر، وهذا ما أمله العالم، باستثناء اليمين الإسرائيلي، في بداية عهد أوباما. وللأسف علي القول إن أوباما أقدم منذ البداية على خطوة خاطئة مؤسفة جداً. وبأي حال فإنه الخطأ الوحيد الذي يؤخذ عليه، لأن المجالات الأخرى هي ملفات عفنة ورثها عن إدارة بوش. وباعتقادي أنه من الخطأ أن يطلب من الإسرائيليين وقف الاستيطان كشرط مسبق، من دون أن يكون قادراً على فرض ذلك. وعندما تقول الولاياتالمتحدة ذلك، عليها أن تفرضه، وإن لم تكن قادرة على فرض ما تقوله، فعندها عليها تولي الأمور بطريقة أخرى، قد تكون مثلاً من خلال القول أن تجميد الاستيطان سيكون عنصراً حاسماً في إطار الاتفاق. هناك إذاً خطأ في التصرف أدى إلى تعطيل سمح لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو إظهار قدرته على اللجوء الى الفيتو، ما أثار يأس العالم العربي وقلص فاعلية الديبلوماسية الأميركية مثلما رأينا عبر التصريحات المتضاربة لوزيرة الخارجية هيلاري كلينتون. انها، بالتالي، بداية خاطئة، لكنها ليست نهاية التاريخ. ولا أعتقد أن هناك قوة أخرى سواء كانت فرنسا أو غيرها قادرة على الحلول في ذلك المكان. فالقوى الأخرى وتحديداً أوروبا تقدم خدمات كبرى بمواكبتها للنهج، ولكن ليس في وسعها إطلاقه. ولا بد من إيجاد تكامل حقيقي بين أوباما واثنين أو ثلاثة من مسؤولي أوروبا الذين يحاولون إيجاد حل، ومنهم ساركوزي، وتشكيل حكومة إسرائيلية جديدة، مما قد يسمح بتحريك الأمور. كيف تنظر الى علاقات أوروبا والعالم العربي؟ قلتُ مراراً أني لا أعرف ما تعنيه أوروبا عموماً. فهي تعني أموراً عدة مختلفة تماماً. فإذا تحدثنا عن الاقتصاد والطاقة نرى علاقات وثيقة ومهمة. وإذا تحدثنا عن السياسة نجد أن هناك أكثرية من الدول الأوروبية التي تحرص خصوصاً على عدم التدخل في هذا الموضوع، وهي أكثرية واضحة. ومرَدُّ عدم الرغبة بالتدخل الى الخطورة والصعوبة أو لعدم كبح جهود الأميركيين أو عدم إثارة الإسرائيليين. وقليلون جداً هم الأوروبيون الراغبون بالاهتمام بموضوع الشرق الأوسط، وبما أن أوروبا نوع من التسوية بين مكونات عدة، لا يبقى الكثير مما يمكن القيام به باستثناء الإجراءات الإنسانية أو المساعدة المادية. وعلى أي حال، على العالم العربي أن يكف عن الاعتقاد وأن يعدل عن أوهامه- وأقول هذا بأسف- بأن أوروبا طرف، بمعنى الطرف الجيو – السياسي القادر على فرض موقف حول الشرق الأوسط، ويحل مكان الولاياتالمتحدة عندما لا تتقدم هذه، فذلك غير ممكن. وعلى الجميع في العالم العربي أن يدرك ذلك. فالمرات القليلة التي اتخذت فيها أوروبا مواقف جريئة، كانت بتأثير من فرنسا، قبل 20 أو 30 عاماً. وهذا لم يعد الحال اليوم. ولا تترقبوا أي شيء خاص من التعيينات في أوروبا، لأن (رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي) هرمان فان رومبوي والسيدة كاترين اشتون (الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي)- وهما شخصان جيدان خلاف ما قيل عنهما- سيعبران عن مواقف إجماعية، إذا كان من مواقف كهذه. لكن أكثرية الدول الأوروبية تفضل بذل الحد الأدنى من الجهد، مما يعيدنا الى التغييرات على صعيد القوى الإسرائيلية أو إلى استعادة الولاياتالمتحدة لزمام المبادرة. هل تعتقد أن الملف النووي الإيراني سيكون محور الحرب المقبلة؟ وما الذي يجعل فرنسا في طليعة الدول المعنية بالموضوع الإيراني. لا أعرف سبب وجود فرنسا في الطليعة. وهذا الموضوع هو من المواضيع التي تعطي الديبلوماسية الفرنسية في شأنها الانطباع بأنها تتابع نهج ديبلوماسية بوش. لا أعرف سبب ذلك. خصوصاً أن سياسة العقوبات القاسية باتت معروفة وهي مطبقة من قبل الولاياتالمتحدة منذ سنة 1979. والوضع الحالي هو الى حد بعيد نتيجة هذه السياسة الأميركية. لذا فأنا لا أعرف بتاتاً سبب إقحام أنفسنا في هذه المقاربة. وعندما قال الرئيس ساركوزي أنه ينبغي تجنب أن نجد أنفسنا أمام الاختيار بين القنبلة الإيرانية وقصف إيران، بدا ذلك بمثابة معادلة جيدة. والموقف المميز والبالغ التعقيد في الوقت نفسه، الذي اعتمده الرئيس أوباما، يشكل أسلوباً جديراً بالاهتمام. وبدلاً من القول أنه لن يؤدي الى أي نتيجة ينبغي محاولة معرفة ما سيؤول إليه. وأعتقد أن النظام الإيراني وجد نفسه في موقع محرج جداً جراء اليد الممدودة من قبل أوباما، وهو أبعد ما يكون عن السذاجة، عبر الانفتاح الذي أبداه. بل إن هذه الاستراتيجية الأميركية تفسر الى حد ما تشنج النظام وخوفه خلال الحملة الانتخابية وتنظيمه لعملية فوز الرئيس محمود أحمدي نجاد منذ الدورة الأولى. فخطب أوباما أحدثت جدلاً حقيقياً داخل المجتمع الإيراني، الأكثر حداثة من بعض المجتمعات العربية، لكن هذه الحداثة لا تظهر بوضوح بسبب النظام الإيراني، المضطر للجوء الى المزيد والمزيد من القمع. وبالتالي فإن هذا النظام عرضة للمزيد من التشكيك، وقد فقد الثقة بنفسه. ومن المجدي إذاً إعطاء أوباما كافة الفرص للنجاح، لأن الاحتمالين الآخرين غير صالحين. ولا أرى كيف يؤدي تعزيز العقوبات إلى نتائج أفضل مقارنة مع الحالات الأخرى التي استخدمت في إطارها. من جهة أخرى، فإن روسيا والصين غير مستعدتين للذهاب أبعد من ذلك. العقوبات ستكون إذاً غربية، وسنغرق في ما يتوجب تفاديه، أي المواجهة بين الغرب والعالم الإسلامي. أما الاحتمال الآخر فهو اللجوء إلى القوة، التي نعرف جيداً أنها لن تمثل حلاً لمشكلة الطموحات الأميركية ويمكن أن تحدث صدمة معاكسة بالغة العنف في المنطقة بأكملها وأن تضعف كل أولئك الذين يبحثون عن حلول للمشكلات. لا بد إذاً من تقديم الدعم الكامل لمساعي أوباما، ولكن من دون استبعاد إمكانية نفاد صبر الإسرائيليين في وقت من الأوقات وإقدامهم على عمل ما لأسباب على صلة بالرأي العام الإسرائيلي. ولا أعرف إذا كان بوسع الولاياتالمتحدة منع ذلك. كيف ترى دور فرنسا في الشرق الأوسط في عهد ساركوزي؟ استمرت فرنسا في أداء دور مفيد في الشرق الأوسط، تماماً كما تفعل منذ فترة طويلة عبر الرئاسات المتتالية، لقول الأشياء الصائبة والذكية. وفي هذا الإطار فإن ما قاله نيكولا ساركوزي لدى زيارته الشرق الأوسط، حول الموضوع الفلسطيني كان جيداً جداً. لحسن الحظ أنه بالنسبة لهذا الملف لم تكن هناك قطيعة مع الماضي، بل اندرج ضمن استمرارية السياسة الخارجية الفرنسية. لكن ثمة فارقاً بين قول الأشياء الصائبة وامتلاك القدرات اللازمة لتغيير الأوضاع. فلا أعتقد أن فرنسا قادرة بمفردها أن تعيد إطلاق نهج لم يعد موجوداً. وبناء علاقة عمل مع سورية، ليست بالأمر السيء. فقد احترمت موقف الرئيس السابق جاك شيراك لأسباب إنسانية وشخصية. ولكن بالمقياس السياسي، علينا أن نعمل مع كل أطراف النزاع، فلا خيار آخر أمامنا. واعتبر في الوقت نفسه انه ينبغي التحدث الى «حماس» والى «حزب الله»، فالتحدث مع الآخرين لا يعني التعاطف معهم ولا تأييدهم. فأنا أؤيد إذاً قدرة فرنسا على التحدث مع سورية، ولكني لا أعرف إذا كان ذلك ينطوي على فائدة عملية. هل للرئيس ساركوزي دور فاعل بالنسبة الى لبنان؟ فرنسا هي من بين الدول التي لديها بعض الأوراق والمفاعيل لتحسين الوضع ولكن ليس لديها أدوات لتسوية الأوضاع، فالتسوية تستدعي نهجاً عاماً في المنطقة، أي نهج إسرائيلي - فلسطيني ينشئ وضعاً جديداً يجبر سورية على التحرك. وهذا يعود بالنهاية بالفائدة على اللبنانيين، خصوصاً إذا كان هناك أيضاً تطور بالنسبة الى إيران، فكل هذه العناصر شديدة الترابط، في غضون ذلك على فرنسا أن تكون الى جانب اللبنانيين للمساعدة على تحسين الأوضاع والتخفيف من وطأة الانعكاسات السلبية عليهم. ولكن ما من أحد لديه إمكانيات حل كل الأمور، خصوصاً في الأجواء السائدة. فالوضع اللبناني وصل الى ما هو عليه عبر عقود بسبب الأجواء المحيطة والإقليمية وبدرجة قليلة بسبب المشكلة اللبنانية الداخلية. وليس لدى فرنسا عصا سحرية للتعامل مع هذا الوضع. وأتمنى أن تكون فرنسا أكثر انسجاماً مع طموحات واستراتيجية أوباما. فمن السابق لأوانه إصدار حكم. وإصدار حكم على رئيس أميركي بعد عشرة أشهر على ولايته هو موقف غوغائي. فلا بد إذاً من البحث عن مؤازرته، وعبر هذا التآزر يمكن بلا شك العمل على إشراك بعض الأوروبيين.