المرأة بطبعها عاطفية رقيقة المشاعر سريعة الانفعال والتأثر والامومة نبع الحنان والعطف والمحبة ومنهل العطاء والتضحية والفداء وربة البيت هي المملكة في مملكة الاسرة السعيدة وصاحبة الامر والنهي في مملكتها الصغيرة هكذا كانت المرأة في كل العصور لكنها في هذا العصر تغيبت عن دورها لتحشر انفها في كل صغيرة وكبيرة اصرارا منها على القيام بدور الرجل اما مملكة الامومة التي ظلت تتربع على عرشها عبر القرون فهاهي تتخلى عنها ايضا لتترك للخادمة مهمة تربية الاطفال دون ادنى شعور بالذنب ودون اقل احساس بتأنيب الضمير. الطفل جزء من امه ومن غير الطبيعي ان يحرم من ذلك التواصل الروحي الذي لايدرك كنهه غير الام وطفلها.. انه تواصل تتشكل به شخصية الطفل وتظل آثاره باقية في نفسه لتتحكم في سلوكه وتحدد مسار حياته بعد ان تمنحه الطمأنينة والانسجام مع الذات والثقة بالنفس وبالآخرين فاذا فقد هذه العناصر فقد الكثير. هذا الطفل الذي ينشأ في احضان غريبة ويلقن افكارا غريبة وينشأ في جو متناقض بين مايتعلمه على يد الخادمة ومايريده ابواه واسرته ومجتمعه هذه الازدواجية قد تؤدي الى حالة من الانفصام يصعب علاجها مع الزمن وربما احتاج تقويمه الى جهد كبير ربما لايقدر له النجاح هذا الجهد يمكن اختصاره باهتمام الام باطفالها والعناية بتربيتهم ومايحدث من بعض الامهات اللاتي يتركن هذه المهمة للخادمة هو ضد طبيعة الامومة وماتعنيه من حنان ومحبة وعطاء وتضحية وما تعنيه ايضا من معان سامية بفقدها تفقد الام دورها في تنشئة الاجيال التي تبني امجاد الوطن وامجاد الامة فان لم يكن هذا الغرس في بيئة تتوافر فيها الشروط الطبيعية ودون عوائق فلا خير في هذا الغرس الذي ينمو متعثرا وينشأ كسيحا ويعيش طفيليا يعتمد على غيره في كل صغيرة وكبيرة. ومهما كانت ظروف المرأة ومشاغلها فان تخليها عن دورها كأم لايعني غير تخليها عن دورها في الحياة فقد اختارت ان تضحي غير مرغمة بمملكتها الصغيرة التي منحها لها الخلاق سبحانه وتعالى لتجري وراء الاوهام او تنشغل بأمور مهما كانت هامة فانها لايمكن ان تكون في مستوى اهمية دورها اما وربة بيت وتخلي لام عن تربية الاطفال والعناية بهم مؤشر لاهمالها لواجباتها الاسرية بصفة عامة عندما تترك شؤون ادارة البيت للخادمة وهي التي ضحت باطفالها فكيف لاتضحي بالسيطرة على شؤون بيتها؟ ان مما يبعث على التعجب والاستغرب ان يرضى الرجل بهذا الوضع الشاذ ويترك للخادمة مهمة تربية اطفاله وادارة شؤون بيته وتدبير الكثير من شؤون اسرته مما يدخل في صميم مسئولية الزوجة وواجبها نحو زوجها واطفالها وبيتها. ان المسئولية المباشرة للاب في تربية ابنائه تحتم عليه الا يقبل بهذا الوضع مهما كانت ظروف الام ومهما حاولت التمرد على واجباتها الاسرية ومثل هذا الموقف الحازم من الاب سيردع الام التي تتمادى في اهمال اطفالها وبيتها اعتمادا على الخادمة لكن الطامة الكبرى عندما يساهم الاب في تكريس هذا الوضع باهماله وانشغاله الدائم خارج البيت وربما كان بتصرفاته سببا في اهمال الزوجة وتخليها عن مملكة الامومة. انها مسئولية يشترك فيها الطرفان ومالم يقم كل طرف بواجباته الاسرية خير قيام فقل على الاسرة والابناء السلام.