اتهمت جماعات حقوق الإنسان الولاياتالمتحدة بانتهاكها مبادئ العدالة وحقوق الانسان العالمية باحتجازها أكثر من ألف شخص بدون ضمانات أو توجيه اتهامات، وذلك بعد مرور عامين على هجمات سبتمبر. وتقول اللجنة الدولية للصليب الاحمر أن واشنطن تحتجز 660 من المشتبه في أنهم من أعضاء تنظيم القاعدة في خليج غوانتانامو في كوبا. وكان المفتش العام لوزارة العدل قد ذكر أن المسئولين الامريكيين يحتجزون 762 أجنبيا آخر في داخل الولاياتالمتحدة ولكن لم يتضح عدد الذين مازالوا محتجزين. وكان 400 على الاقل حتى مايو2002 محتجزين في أحد سجون نيوجيرسي. وقال الصليب الاحمر في تقرير له أواخر الشهر الماضي أن هناك 660 شخصا من 40 دولة يتحدثون 17 لغة في معسكر دلتا العسكري الامريكي في خليج غوانتانامو. وفي خطوة غير معتادة خرج الصليب الاحمر عن تعهده المعتاد بالصمت وحذر من أن الصحة النفسية لعدد كبير من المعتقلين آخذة في التدهور بسبب وضعهم القانوني المشكوك فيه. وقد قام الصليب الاحمر بزيارات عديدة للمعسكر. وأثار الصليب الاحمر أيضا مخاوف خاصة عن ثلاثة فتية تتراوح أعمارهم بين 13 و 15 عاما محتجزين هناك وطلب وضعهم في سكن منفصل عن الكبار خوفا من التأثير النفسي المحتمل الذي يمكن أن تتركه هذه التجربة عليهم في هذه المرحلة الهامة من النمو. وقد عين البنتاجون الامريكي مؤخرا مدعين لرئاسة هيئة الاتهام وفرقا للدفاع عن المشتبه في كونهم إرهابيين ولكنه ينتظر الاوامر من الرئيس جورج دبليو. بوش للسير قدما في المحاكمات العسكرية السرية المثيرة للجدل للاعضاء المزعومين في تنظيم القاعدة أو حركة طالبان الذين تم أسرهم خلال الحرب في أفغانستان وحبسوا في غوانتانامو. وترفض الولاياتالمتحدة منح هؤلاء السجناء وضع أسير الحرب الذي من ِشأنه أن يوفر لهم حماية معينة وفقا لاتفاقية جنيف لانها تعتبرهم مقاتلين أعداء غير شرعيين بمعنى أنهم ليسوا أعضاء قوة عسكرية وطنية. ولم توجه أي اتهامات إلى أي من المعتقلين رغم أن الولاياتالمتحدة قد أعادت بعضهم إلى بلادهم بشرط تقديمهم للمحاكمة أو احتجازهم حتى تقرر أنهم لم يعودوا يشكلون تهديدا. واتهم الصليب الاحمر الولاياتالمتحدة بأنها وضعت المعتقلين في السجون بشكل مخالف للقانون وبعد 18 شهرا من الاحتجاز لا يزال المعتقلون ليست لديهم فكرة عن مصيرهم أو الوسيلة التي يلجأون إليها عبر الطرق القانونية. وطالبت اللجنة الدولية للصليب الاحمر السلطات الامريكية بتطبيق عملية قانونية صحيحة للافراج عن الابرياء. وبشأن الاشخاص المعتقلين داخل الولاياتالمتحدة بعد الهجوم وعددهم 762 شخصا انتقد مكتب المفتش العام لوزارة العدل الامريكية طريقة معاملتهم وقال ان المدعين والعائلات وحتى المسئولين عن تنفيذ القانون لم يحصلوا على معلومات عن أماكن احتجازهم. وقال التقرير ان هناك ظروفا معينة في معسكر الاعتقال في بروكلين متروبوليتان قاسية جدا مثل خضوع معتقلي 11 سبتمبر لضوء مصباحين قويين في الزنزانة طوال اليوم ولعدة شهور وهو أمر غير ضروري. وأضاف التقرير أيضا أن هناكنمطا من الاعتداء النفسي والشفويمارسه بعض ضباط تنفيذ الاحكام في المركز. وبمساعدة وزارة الامن الداخلي المنشأة حديثا توصل مسئولو وزارة العدل إلى 255 تهمة جنائية واتهام 132 شخصا بتهم إرهابية وتفكيك خلايا إرهابية في بفالو وديترويت وسياتل وبورتلاند. وعن الخارج قال وزير العدل جون أشكروفت أمام الكونجرس مؤخرا انه تم اعتقال أكثر من 3 آلاف إرهابي في عدة دول واعتقال أو قتل أكثر من نصف أعضاء تنظيم القاعدة البارزين في العمليات.