لقد حثنا ديننا الإسلامي الحنيف على كل معاني الخير والإحسان فيما بيننا ليكون هناك توافق وتعاون بين طبقات المجتمع الواحد الذين تتطلب حياته التعايش على نفس الأرض مع تعميرها والأخذ بحركة التنمية الايجابية للأجيال الشابة لتكون أداة تطوير وترقية مستقبلية للمجتمع عامة وبالتالي الوطن بكل مقوماته حيث يتجلى من هذا التكافل الخير و السعادة للجميع بكل عناصرها وبكافة المناطق، وكذلك يتحقق مردود تنمية وتطوير للبلاد اجتماعياً واقتصادياً. إن تاريخ الحياة الاجتماعية في بلادنا يزخر بما لا نهاية له من سيرة وقصص التكافل بين أبناء المجتمع السعودي وذلك رغم صعوبة الحياة وقلة ذات اليد وضعف الإمكانيات، ولكن كان هناك عزيمة قوية وإرادة فاعلة لدى الآباء والأجداد (ذكور وإناث) للتعاون والعطاء يتوجها طلب الأجر من الله وحب الخير والمعروف ولقد أزالت هذه السيرة العطرة أي نوع من الفرقة والشحناء والمشاكل بين الناس وقد عاشوا حياتهم بصفاء وطيبة أفتقدتها العديد من المجتمعات ،إن من المعروف والمشاهد بأن ترك هذه القيم والمعاني الدينية والإنسانية لبذل الخير والمعروف يتسبب بتفرقة اجتماعية وضغينة بين الأفراد وبالتالي زيادة الجريمة والتخلخل الأسري والاجتماعي. يتوجب علينا كدولة وكمؤسسات مجتمع مدني وكأفراد مراعاة تنشيط مبدأ التكافل بين المواطنين ومحاربة مظاهر التمايز بين أفراد المجتمع، مع زرع الروح الخيرة لدى أبناؤنا وبناتنا لتكون ميزة مباركة للمجتمع. لذا نرى حالياً بمراجع الإحصائيات الرسمية زيادة المشاكل الأسرية وارتفاع نسبة الجريمة وكثرة دور الرعاية الاجتماعية وغيرها من المؤشرات التي تدل على تدهور بعض الجوانب الاجتماعية والأسرية في المجتمع السعودي. إن الطبقة الاجتماعية والفئوية بين الأشخاص أصبحت تنتشر بصورة غير مرغوبة بيننا بعكس ما كنا عليه في حياتنا السابقة فنرى الميول إلى المظاهر والإسراف الغير مبرر والتباهي الممجوج أصبح ينتشر بين الناس، وفي المقابل ضعف التكافل الاجتماعي والتعاون بين الأقارب والمعارف والجيران، وهذا الشكل من الحياة الاجتماعية الخاطئة سيتسبب بالعديد من الصعوبات والمشاكل التي لا تحمد عقابها. لذا يتوجب علينا كدولة وكمؤسسات مجتمع مدني وكأفراد مراعاة تنشيط مبدأ التكافل بين المواطنين ومحاربة مظاهر التمايز بين أفراد المجتمع، مع زرع الروح الخيرة لدى أبناؤنا وبناتنا لتكون ميزة مباركة للمجتمع السعودي الطيب. وإلى الأمام يا بلادي.