لاحظ المؤلف أدلبرت شتفتر الصمت المطبق في ألمتال (وادي آلم) وكتب عنه قبل 150 عاما ويبدو أنه لم يتغير الكثير في غضون هذه الفترة فالصمت هناك يقطعه بين الفينة والفينة صراخ الاوز والطيور الاخرى. ويخلو المرج الاخضر حول البحيرة في الوادي من حركة المرور. والوادي الذي تبلغ مساحته حوالي 230 كيلومترا مربعا والواقع في أعلى النمسا يقطنه ألفا نسمة فقط. والسكون هنا هو الطبع السائد. فهذه البقعة هي لكل شخص مهتم فقط بالاوز المضلع باللون الرمادي والغراب وطائر أبو منجل. وقد حاز وادي ألمتال شهرته في عام 1973 عندما فاز عالم الحيوان الاسترالي وعالم الاعراق البشرية كونراد لورنتس بجائزة نوبل في علم الفسيولوجيا (علم وظائف الاعضاء) مشاركة مع باحثين آخرين. ومنح الجائزة عن جهوده في تأسيس علم الاعراق البشرية وخاصة أنماط السلوك الجماعي. وحاز لورنتس الذي توفى عام 1989 شهرة عالمية لبحثه عن الاوز المضلع باللون الرمادي. وتأتي مئوية مولده في السابع من نوفمبر من العام الحالي. ويحي وادي (ألمتال) المناسبة ببرنامج خاص لمحبي مراقبة الطيور. وسيكون التركيز على نوعين هما الغراب وطائر أبو منجل.. غير أنه يمكن للزائرين المجيء في أي وقت من العام لمشاهدة الطيور تحت رعاية مركز كونراد لورنتس للابحاث. وكان لورنتس قد درس السلوك الاجتماعي للاوز. وعمل في ألمانيا إلا أنه عندما تقاعد عام 1973 عاد إلى مسقط رأسه النمسا وأحضر معه الاوز الرمادي نصف الداجن. ويعتمد الوادي على تردد عدد قليل من جانب السياح فهم يأتون لمراقبة الطيور وممارسة رياضة الصيد. وفي كومبرلاند في فيلدبارك يتجول نحو 70 نوعا من الحيوانات على مساحة 60 هكتارا وتشمل الدببة والذئاب والغزلان. ويخضع صيد الغزلان لقيود.