أحب التصوير الفوتوغرافي منذ نعومة أظافره وعشق فكرة تجميد الزمن وتوثيق ما يرى حوله.هذا ما يقوله الفنان الفوتوغرافي عبد اللطيف العبيداء عن بداية تعلقه بكاميرا التصوير. ويضيف: «كانت تراودني فكرة أن كل من حولي سينتقل إلى رحمة الله وستبقى صورته في الذاكرة. لذلك بدأت في تصوير الأقارب والأصدقاء وكل من يسمح لي بتصويره، لقناعتي أنه سيأتي يوم سيتذكره الناس بها». الصورة التي التقطها العبيداء للكعبة المشرفة ويعدها الأقرب إلى نفسه ويتابع قوله: «لدي كثير من الصور لأناس توفى الله بعضهم ولا يوجد لهم صور سوى ما التقطتها إليهم.. كانت الصورة تعني لي التوثيق والدليل على فترة ما دون التركيز على نواحيها الفنية والتقنية التي كنت أجهلها بالكامل.. التصوير فقط لمجرد التصوير». ويعد العبيداء إحدى قامات المشهد الضوئي في المملكة التي تحظى باهتمام وتقدير كبيرين من الفنانين الفوتوغرافيين من مختلف الأجيال. أقام أربعة معارض شخصية وشارك في عدة معارض جماعية، وحصل على جوائز لصور مختلفة، إلا أن الأجمل والأقرب إلى نفسه هي صورة واحدة فازت في كل مسابقة شارك فيها بهذه الصورة، وهي لقطة طواف حول الكعبة المشرفة. ويقول العبيداء عنها: صورة الطواف حول الكعبة المشرفة هي «الأقرب إلى نفسي.. فازت في كل مكان شاركت بها فيه، ومنها المركز الثاني في مسابقة آل ثاني عام 2008»، موضحاً أنه نسخ منها المئات ووزعها لمن يطلبها دون مقابل، وأنه يشعر «بالفخر والسعادة حين يراها معلقة في المكاتب أو المجالس». أعطى العبيداء الكثير لهذا الفن وساعد فنانين وهواة من الشباب في الوقوف على أرجلهم في هذا المجال، وأسس جماعة فضاء للتصوير الضوئي ، وحصلت بجهوده وجهود زملائه على مراكز متقدمة، وفازت بمركز ضمن أفضل عشر جماعات فوتوغرافية على مستوى العالم في مسابقة آل ثاني عام 2009.وعن جماعة فضاء الضوئية، التي تعد أول مجموعة للتصوير في حائل، وقصة تأسيسها، يقول العبيداء: «منطقة حائل من أجمل المناطق السياحية في المملكة وتتقاطع فيها الجبال بالسهول والرمال، وتضم مناطق أثرية هامة، منها جبة وفيد وتوران.. المنطقة كانت بحاجة لمجموعة فوتوغرافية ليجتمع حولها فوتوغرافيون وفوتوغرافيات حائل، فجاءت الفكرة، وقدم لنا الأخوة في ملتقيات فضاء، التي تعد من أكبر الملتقيات في المملكة، الدعم، ومنها أسسنا مع بعض الأخوة مجموعة فضاء للتصوير وأقمنا العديد من المعارض والمسابقات والرحلات الفوتوغرافية للكثير من المصورين من حائل ومن خارجها».ويؤكدالعبيداء أن «المجموعة لا تهتم فقط بفناني حائل وإنما مفتوحة لجميع الفوتوغرافيين والفوتوغرافيات من داخل المملكة وخارجها»، مشيراً إلى أن في المجموعة «مئات الأعضاء من دول الخليج والوطن العربي».يذكر أن المعرض الشخصي الأول للفنان عبد اللطيف العبيداء أقيم عام 1428 ضمن فعاليات مهرجان الثقافة والفنون في الجنادرية، والثاني جاء في إطار فعاليات الأسبوع البيئي في مدارس العاصمة النموذجية بالرياض عام 2008، والثالث ضمن احتفال وزارة الثقافة والإعلام باليوم الوطني ال78 بمركز الملك فهد الثقافي عام 1429، أما الرابع فكان ضمن إطار فعاليات تكريم أسر الشهداء بمركز الملك خالد الحضاري في بريدة عام 1430.