عندما أعلن ولاة الأمر في بلادنا عن الاتجاه نحو الإصلاح الإداري والشفافية في الحوار والطرح، من أجل الوطن وشموخه، شكك البعض في القدرة على التعامل مع ذلك المنهج للعمل به، متناسين ومتجاهلين قدرتنا على التعامل مع المتغيرات بشكل إيجابي وسريع للبديهية، التي نتسم بها في وطن العلو والسمو، ويوما بعد يوم يتأكد ذلك للجميع، وآخره تلك الصراحة والجرأة الحميدة التي خرج بها وزير المياه والكهرباء الدكتور غازي عبدالرحمن القصيبي، حول مشكلة أهله في جازان، وما تعرضوا له، وأعتبرها كارثة، وقدم اعتذاره وخجله ووزارته إزاء ذلك، ووعد بمحاسبة المقصرين، لأن هناك فسادا إداريا وراء ذلك، وسينال كل مقصر حقه من العقاب، وتتابعت الشجاعة من مدير عام شركة الكهرباء سليمان القاضي وقدم استقالته. ان بوادر فشل الشركة في خدماتها لم تكن مع كارثة جازان، بل بدأت فور الاندماج، الذي جاء على خلاف ما توقعناه، حيث أن ذلك المنهج الاقتصادي يكسب القوة، ولكنه أكسب شركتنا العزيزة الضعف والوهن، وانعكاساته جاءت سلبية، حيث عمل على خفض الروح المعنوية للموظفين، وجعلهم دون استقرار وظيفي، وأوجد التضخم في عدد القيادات، حيث أوجد أكثر من 200 مدير وأكثر من 38 نائبا، وجاءت الترشيحات والاختبارات للقيادات بشكل غير موضوعي، تحكمه العلاقات الشخصية. كما أبرم عقد مع شركة استثمارية أجنبية بعقد بلغ قيمته 30 مليون دولار، وقام بالوصف الوظيفي، ولم تخجل تلك الشركة من نفسها، لأنها قامت بتقديم الوصف الهيكلي القديم بأخطائه المطبعية والإملائية، وهذا أمرا أضحك الجميع في الشركة لكنهم كمموا أفواههم وكتموا انفاسهم واغفلوا الموضوع، حتى لا يضحك عليهم الآخرون، وجعل ذلك الوصف الاهتمام بالإدارات ذات العلاقة بالمستفيدين، وأهملوا الإدارات ذات العلاقة المباشرة بالتوليد الكهربائي والنقل، وهي الركيزة الأساسية بالشركة، التي أحدثت الكارثة لدى أهلنا في جازان، وفي الوقت الذي تحتاج الشركة إلى تعزيز احتياجات التوليد والنقل تبجحت ووزعت حوالي مليار ريال أرباح، وشملتها مكافآت مجزية لكبار المسؤولين. عوداً إلى بدء في أن وزارتنا لن تتوانى عن علاج المشكلات بشكل سريع، وستجعل من المواطن شريك ومحور اهتمامها. شمال شرق منذ زمن وأهل الأحساء يعيشون وسط العطش والظمأ في منازلهم ومزارعهم، في عدد من أحياء المدن، وفي غالبية القرى، وتناولت صحيفتنا على مدار الخمسة أعوام الماضية هذه المشكلة التي تؤرقهم، ولم تحظ بشيء حتى الاعتذار أو إبداء الخجل من وزارة المياه والكهرباء، لم يصدر بحق أهل وزير المياه والكهرباء الدكتور غازي عبد الرحمن القصيبي. أهلك في الأحساء يغبطون أهلك في جازان، ويأملون في وقفة سريعة مع مشكلتهم، التي تمثلت بشبح مخيف يقلق مضاجع أهلنا، فهل من أحد يأخذ بخاطرهم أو يأخذ بيدهم، ويوجد مشاريع سريعة تنصرهم على الشبح (شبح المياه).. وسلامتكم