الهجران والفراق .. ما اقساهما .. وما آلمهما يصيبان المرء في مقتل .. يذبحانه من الوريد الى الوريد .. ويموت بسببها ألف مرة .. ويزداد ألما كلما كان الهجر والفراق .. من حبيب .. أو قلب كان يملأ وحدته ويؤنس وحشته ويقف بجانبه .. يزداد عذابا حين يرحل عنه غير آبه به أو يهمس بمجرد سؤال لنفسه عما سيؤول اليه حاله بعد الفراق هنا يكون الجرح عميقا وأكثر وجعا وألما يسكن القلب بل يستوطنه .. يحرك مشاعرك ويبقى خالجا في ذكراك لمدة طويلة .ويطفو على السطح وتفضحه مشاعرك كلما عادت بك ذاكرتك الى الوراء وهكذا ألم ليس في مقدور أي انسان مداواته سوى الزمن فهو وحده الكفيل بتضميده لأنه يتخذ من القلب سكنا له غير ان ثمة ألما أصعب من ذلك وقد يتقزم الم الهجر أمامه والفراق .. لأنه لا يصيب فقط .. بل يقتل والندم يسكن كل جزء من جسده تضخه كل عروقه.. وهنا لا شك أن الالم يكون اوقع أثرا واشد وطأة من الم الهجران .. وهنا تشعر بالكون لا يسعك ويضيق أمامك.. وبالأرض تدور ومن تحت قدميك!! ودعوني اسال سؤالا بريئا إذا قدر لنا النسيان كيف ننسى دموع عيوننا وكيف ينسى الناس الآمهم .. كل هذا ويطلب منا أن ننساه ...! فاطمة السليطين