تعتبر الجوازات من أهم الأجهزة الأمنية لأي دولة في العالم، لأنها ترتبط ارتباطا وثيقا بسجل الموطنين وكذلك الأجانب الذين يقدمون من خارج البلاد ويستقرون فيها، وكذلك سجل كل من دخل أو خرج من منافذ حدود البلاد، سواء من المواطنين أو من رعايا الدول الأخرى. وتعتبر مخالفة قوانين الجوازات لأي دولة أمرا يعاقب مرتكبها من قبل السلطات العليا التشريعية. وعلى هذا الأساس تتميز الجوازات بالحزم والدقة في سير العمل بمكاتبها الرئيسية والفرعية بالمملكة. ومن الأمور التي يلمسها أي مراجع لهذه الدائرة البطء في إنجاز المعاملات وعملية التأخير للمواطنين، خاصة ونحن نعيش اليوم في عصر السرعة وتكنولوجيا المعلومات، التي تتوافر في مثل تلك الأجهزة الهامة، وان لم توجد يجب أن يسارعوا في إيجادها وتحديثها. فمن الملاحظ ان موظفي تلك الدوائر يعانون من البطء في التعامل مع خط سير العمل وازدحامه، مما ينعكس على تأخير معاملات المراجعين، فمثلا أجهزة الحاسب لا تتماشى مع العمل الدؤوب، مما ينتج عنه إرهاق للموظفين، وبالتالي تأخر المراجعين من استلام معاملاتهم، مما يجعل علامات التأفف والشكوى تظهر على وجوه الموظفين أحيانا، خصوصاً إذا تهافت المراجعون على إنهاء أمورهم. (اليوم) استطلعت آراء المراجعين أمام جوازات محافظة الأحساء. ورصدت بعض همومهم لتضعها على طاولة مدير جوازات محافظة الأحساء العميد إبراهيم الحميضان. تأخير وعدم مراعاة عندما سألنا حجي العطافي (تاجر) عن مدى رضاه عن سير العمل في الجوازات، قال عنها: إن من المهم جداً أن يكون هناك استشعار من قبل الجوازات بحالة المراجعين، واقصد بالاستشعار مراعاة ظروف المراجعين، فمثلا أنا امتلك محلات، ويتطلب لإدارتها توافر الأيدي العاملة من الأجانب، فانتظاري لتجديد إقامة عامل أو أي طلب آخر، فإن التأخير ليس من مصلحة سير عملي، ولو حتى ليوم واحد من التأخير، فإن ذلك سيكلفني الكثير، فالجوازات تشدد على قضية العمال والإقامات، التي توكل في إصدارها إدارة الجوازات ولسنا نحن. في حين يتم القبض على العمال وإقامتهم لم تنته بعد من قبل الجوازات، مما يضطرني إلى كتابة خطابات للعمالة الذين لم تنته إقاماتهم، وتجديد تواريخها، ومحاسبة الكفيل هي المشكلة، حيث أنني لا أريد أن أكون مخالفا وابقي عمالي دون إقامة، أو تنتهي صلاحية إقامتهم. ويتمنى العطافي أن يكون هناك تسريع لعملية تجديد الإقامة، فالمدن الأخرى مثل جوازات الرياض أو الدمام لا يتطلب تجديد الإقامة إلا ساعة أو أقل، إذا لم يكن هناك ازدحام، أما هنا فيتطلب الموضوع وقتا طويلا وممل. الإجازة تضيع في الجوازات وبامتعاض يتساءل محمد الدخيل: متى تحرص الجوازات على إنهاء أمور المواطنين بأقصى سرعة، فأنها ترتبط بطريق غير مباشر بوقت المواطن، الذي يخطط لسفر مثلا، وقد اخذ إجازة محددة، وهذه الإجازة قد تضيع فقط في عملية استخراج الجواز، الذي لم يحسب وقته. ويتناسى الدخيل هنا نصيحة الجوازات: جدد جواز سفرك قبل ان تحل الإجازة، علماً ان التجديد ممكن، حتى قبل ان ينتهي الجواز بستة أشهر. حوادث بسبب التأخير ويذكر عبدالله المليلي أنه حصلت حوادث كثيرة بسبب تأخير صدور الجواز في الإجازة، لأن المواطنين لا يريدون أن يفوتوا بعض الفعاليات والمهرجانات في الدول المجاورة، فيتعرضوا لحوادث شنيعة، والسبب تأخير الجواز ليوم واحد حتى ينتهي، وهكذا يكونوا قد ساعدون أيضا بطريق غير مباشر على طيش بعض المواطنين هداهم الله. ضاعت نصف الإجازة و في هذا الصدد يقول سعدون السعدون: نحن في هذا الصيف قد خططنا للسفر إلى خارج المملكة، وقد واجهتنا مشكلة لم تكن في الحسبان، حيث أن أبي توفي وأنا الذي راجعت لإنهاء جوازات الأهل، فطلبوا مني صك ولاية من محكمة المبرز، ولم أفكر أن الموضوع سيطول إلى هذا الحد، ففوجئت برحلة طويلة عريضة من الإجراءات، حتى صدرت لنا الجوازات، فذهبت لمحكمة المبرز وطلبت مني خطابا من الجوازات، التي بدورها أعطتني خطابا لمحكمة المبرز، ومن ثم أرسلتني لمحكمة الهفوف، التي طلبت مني خطابا من الجوازات، وأخيرا طلبت مني محكمة الهفوف شخصين للشهادة وشخصين للتزكية، ولم ينته الموضوع بعد، فلقد طلبوا مني إثبات هوية والدتي على أنها أخت لخالتي، وان الاسمين متطابقين. فمن أين آتي ببطاقة العائلة، وأبي توفي، وهذا الموضوع أيضا يحتاج إلى إجراءات أخرى، وهكذا ضاعت علينا نصف الإجازة. ويتساءل السعدون: لماذا لا تخصص مكاتب تابعة للجوازات لهذا الأمر تنسق مع المحاكم، وتقلل من المجهود النفسي والجسدي أيضا، لإتمام كل ذلك.. كما يتساءل: لماذا لا يوجد قانون يتيح للمواطنين سرعة إنهاء بعض القضايا التي نرى التأخير فيها، رغم كل التكنولوجيا التي نملكها. توزيع الأرقام وعن نظام الجوازات المتبع للمراجعين يقول ممدوح السعدون: يجب أن يعاد النظر في قضية توزيع الأرقام، التي تعطل المراجعين، وتأخرهم أحيانا، فإدارة الجوازات تعودت أن توزع أرقاما في الفترة الصباحية ولا توزعها بعد صلاة الظهر، مما يجعل المتأخر في الصباح ينتظر يوما آخر حتى لو كان موضوعه لا يستدعي ذلك.. ويتساءل: لماذا لا يكون هناك توزيع للأرقام على فترتين، حتى يتسنى للمتأخر في الفترة الصباحية أن ينهي موضوعه ظهرا بعد الصلاة. المراجعون يشعرون بالممل بسبب طول الإجراءات الفترة الصباحية لا تكفي للحصول على الأرقام