تسعى القوات الاميركية الى ترميم سجن ابو غريب الشهير الذي كان يزرع الرعب في نفوس العراقيين في عهد صدام حسين ليصبح السجن المركزي الجديد في العاصمة العراقية. وقالت الجنرال في الشرطة العسكرية يانيس كاربينسكي في هذا المجمع الهائل من المباني المحاط بسور تعلوه مراكز مراقبة ان القوات الاميركية تكفلت بأمر نحو خمسة آلاف سجين في العراق منذ انتهاء الحرب. وبين هؤلاء السجناء اسرى حرب ومعتقلون في قضايا حق عام ومدنيون موقوفون لاسباب امنية.واضافت هذه العسكرية الاميركية ان الاميركيين يعتقلون 205 من الرعايا الاجانب في العراق ولا يملكون معلومات عنهم لان بعضهم يرفضون كشف هوياتهم الحقيقية او يذكرون جنسيات كاذبة. ويوجد في سجن ابو غريب 500 معتقل. وقال الكولونيل مارك وارن ان حوالى مئة منهم مدنيون موقوفون لاسباب امنية. واوضح ان المدنيين المعتقلين لاسباب امنية متهمون بارتكاب اعمال عنف ضد قوات التحالف الاميركي البريطاني او بحث عراقيين آخرين على القيام باعمال عنف ضد التحالف او ضد عراقيين آخرين، مؤكدا ان "دوافعهم سياسية". اما السجناء الآخرون فهم من سجناء الحق العام. واكد الكولونيل نفسه انه يأمل ان يمثل سجناء الحق العام امام قضاة عراقيين لكن المحاكم الجنائية التي تعمل حاليا قليلة جدا. ويلوح السجناء بأيديهم عند رؤية اي صحافي وهم وقفوا وراء حواجز الاسلاك الشائكة تحت الخيام في حراسة جنود مسلحين. وقال السرجنت في الشرطة العسكرية داريل كيثلي ان هؤلاء السجناء يحصلون على كل الكميات التي يحتاجونها من المياه في حر الصيف حيث تبلغ درجات الحرارة 50 درجة مئوية ويمكنهم الاستحمام مرة كل يومين ويحصلون على العناية الطبية. واضاف انهم يمارسون تمارين رياضية ويقرأون الصحف ويمارسون شعائرهم الدينية. وتابع الضابط في الشرطة الاميركية ان الزيارات مسموحة مرة في الاسبوع وتدوم كل منها بين عشر دقائق و15 دقيقة تسبقها عمليات تفتيش عند مدخل المجمع الذي كان سجنا في عهد البعث وتم تجديده. واعترف الضابط بان السجن شهد عصيانا في 13 حزيران/يونيو قتل فيه سجين، تلاه تمرد آخر بعد اسبوعين. وقد اصيب جنديان اميركيان بجروح طفيفة. وكانت منظمة العفو الدولية تحدثت عن العصيان الذي وقع في 13 حزيران/يونيو وعن ظروف الاعتقال السيئة في المعسكرات الاميركية في العراق. وفي المباني القديمة ما زالت الاشغال مستمرة. فقد تم ترميم قاعات السجن التي يضم كل منها بين اربعة وستة اسرة. ويمكن ان يأوي هذا السجن اليوم بين اربعة آلاف وستة آلاف شخص. واوضح السرجنت كيثلي انه من المقرر ايضا اقامة زنزانات انفرادية للسجناء الذين يكررون فعلتهم. وقال السرجنت نفسه ان نصبا تذكاريا سيقام للسجناء السابقين في ابو غريب، مشيرا الى الزنزانات السابقة للمحكومين بالاعدام والتي كانت ضيقة جدا. وعلى الجدران حفرت اسماء بعضهم او نداءات الى ذويهم بانتظار تنفيذ الحكم فيهم. وقرب زنزانات الموت، غرف التعذيب التي ظهرت فيها احبال مثبتة في السقف كان يعلق فيها المحكومين بالاعدام... ويسمح نظام تحكم ميكانيكي بفتح بابين في الارض تحت قدمي المحكوم لتنفيذ الحكم فيه.وتابع كيثلي ان "حراس السجن قالوا ان اهالي الموتى كانوا يدفعون نقودا لاستعادة جثث ابنائهم".