ناقض من نواقض الاسلام، والاستهزاء هو انتقاص الرب جل وعلا والسخرية منه، او انتقاص الرسول او السخرية منه او انتقاص الدين والسخرية منه. لقوله تعالى: (ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسله كنتم تستهزئون. لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم). وذلك في حق بعض المسلمين في غزوة تبوك، وذكر السلف والخلف: ان معناها عام الى يوم القيامة فيمن استهزأ بالله او القرآن او الرسول، وصفة كلامهم انهم قالوا: ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء ارغب بطونا ولا اكذب ألسنا ولا أجبن عند اللقاء يعنون بذلك رسول الله والعلماء من اصحابه، فلما نقل الكلام عن عوف بن مالك اتى القائل يعتذر انه قاله على وجه اللعب كما يفعل المسافرون، فينزل الوحي ان هذا كفر بعد الايمان، ولو كان على وجه المزاح، والذي يعتذر يظن ان الكفر اذا قاله جادا لا لاعبا. واعلم ان الاستهزاء على نوعين: احدهما: الاستهزاء الصريح كالذي نزلت فيه الآية، وهو قولهم: ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء ارغب بطونا، ولا أكذب ألسنا، ولا اجبن عند اللقاء، او نحو ذلك من اقوال المستهزئين، وكقول بعضهم: دينكم هذا دين خامس، وقول الآخر: دينكم اخرق، وقول الاخر، اذا رأى الآمرين بالمعروف، والناهين عن المنكر: جاءكم اهل الديك بالكاف بدل النون، وقول الآخر اذا رأى طلبة العلم: هؤلاء الطلبة بسكون اللام، وما اشبه ذلك مما لا يحصى الا بكلفة، مما هو اعظم من قول الذين نزلت فيهم الآية. النوع الثاني: غير الصريح وهو البحر الذي لا ساحل له، مثل الرمز بالعين واخراج اللسان، ومد الشفة، والغمز باليد عند تلاوة كتاب الله او سنة رسول الله، او عند الأمر بالمعروف أوالنهي عن المنكر. وقد اجمع العلماء على كفر من استهزأ بالله، او بكتابه، او برسوله: او بدينه، ولو هازلا لم يقصد حقيقة الاستهزاء إجماعا. سعد الصالح