توقع وزير النفط والثروة المعدنية الاماراتي عبيد الناصري ان تبقي منظمة البلدان المصدرة للبترول (اوبك) على سقفها الانتاجي الحالي (4ر25 مليون برميل يوميا) حتى انعقاد مؤتمرها العادي في سبتمبر المقبل. وقال الوزير الاماراتي قبيل انعقاد المؤتمر الوزاري الطارئ لمنظمة (اوبك) الذي عقد الخميس الماضي في فيينا ان الاجتماع يتدارس وضع السوق النفطية واتخاذ ما يلزم من قرارات للمرحلة المقبلة، مشيرا الى ان اسعار النفط منذ بداية العام الحالي وحتى الان لاتزال ضمن النطاق السعري الذي حددته (اوبك) وهو بين 28.22 دولارا للبرميل مبينا ان هذا الوضع لم يوفر اسبابا قوية لتغيير سقف الانتاج والحصص خلال الاجتماع. واعرب الوزير الاماراتي عن اعتقاده بان المؤتمر الوزاري الطارىء لمنظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) سيبقي على سقف الانتاج الحالي، وان لا وجود لاسباب تدعو الى تغيير ذلك، مشيرا ان الاحتمال الاقوى لنتيجة الاجتماع هو استمرار السقف الانتاجي على وضعه خصوصا اننا قادمون على اجتماع في سبتمبر. ورأى ان اسعار النفط لا تزال منذ بداية العام الحالي ضمن النطاق السعري، الامر الذي لا يوفر اسبابا قوية لتغيير سقف الانتاج والحصص. وعلّل الناصري سبب عدم تغيير سقف الانتاج، بقوله ان السوق مستقرة نسبياً وتحركها يأتي ضمن اطار ضيق لا يتعدى ثلاثة دولارات للبرميل وان تحرك الاسعار منذ بداية هذه السنة وحتى الآن، عدا فترة قصيرة، كان في اطار النطاق السعري المستهدف للمنظمة بين 28 و22 دولاراً للبرميل. وقال ان مستويات الاسعار تلخص جميع المعطيات الاخرى في السوق وفي مقدمها التوازن بين العرض والطلب ومستويات المخزونات. وأضاف ان المنظمة ستأخذ الانتاج العراقي في الاعتبار وتتخذ القرارات المناسبة في حال بدء العراق الانتاج بكميات كبيرة، معرباً عن امله في ان يعود تمثيل العراق في اوبك مع وجود حكومة شرعية في بغداد. و اكد الناصر اهمية الاجتماع الذي جاء بهدف بحث وضع السوق النفطية من جانب الدول الاعضاء اضافة الى بحث موضوعات اخرى تم مناقشتها بين دول منظمة اوبك ودول اخرى من خارجها. وذكر ان اوضاع السوق ما بين العرض والطلب متوازنة حاليا مبينا ان انتاج دول اوبك خلال شهر يونيو الماضي بلغ حوالي 6ر25 مليون برميل يوميا، مشيرا الى ان ذلك يدل على ان دول المنظمة ملتزمة بحصصها الانتاجية كما يعكس ادراكها باهمية هذا الالتزام. وتوقع الناصري ان يشهد الربع الاخير من العام الحالي نمو الطلب العالمي على النفط بما يتراوح بين مليون و5ر1 مليون برميل يوميا في السنة مؤكدا في الوقت نفسه استعداد (اوبك) وخصوصا دول الخليج لتلبية اية زيادة في الطلب. وقال ان الدراسات تؤكد ان منطقة الشرق الاوسط ودول الخليج اساسا ستنتج اكثر من 500 مليون برميل خلال الفترة بين 2003 و 2075 وهي كمية تعادل اكثر من 50 في المائة من الانتاج العالمي. وشدد الناصري على ان الاجتماع جاء لمتابعة وضع السوق النفطية ودرسها واتخاذ ما يلزم من اتخاذه من قرارات للمرحلة المقبلة، حيث تمت في الاجتماع الماضي في الدوحة المحافظة على سقف الانتاج لعدم وجود اسباب مقنعة لتغييره، والاجتماع المقبل سيكون لتدارس وضع السوق ومواضيع اخرى ذات علاقة. وفي معرض رده على ارتباط سقف الانتاج باستقرار الاسعار و مسألة التوازن بين العرض والطلب، قال الناصري "لو كان هناك شحّ في الانتاج لرأينا اسعاراً مرتفعة جداً ولو كان هناك فائض لرأينا اسعاراً منخفضة جداً. فالسوق متوازنة، والاسعار مستقرة. وانتاج شهر حزيران الماضي قريب جداً من سقف الانتاج للدول العشر الاعضاء وبلغ 25.6 مليون برميل يومياً، وهذا يدل على ان دول "اوبك ملتزمة الحصص الانتاجية وتدرك ضرورة التزام هذه الحصص. وفيما يتعلق بتأثير غياب النفط العراقي على اسواق النفط، أشار الى أناوبك ستأخذ في الاعتبار الانتاج العراقي، ففي حال بدء العراق بانتاج كميات كبيرة من النفط ستتخذ اوبك القرار المناسب. فقد كان لغياب الانتاج العراقي عن السوق النفطية اثر في قرارات اوبك وتحرك الاسعار، ونأمل ان يكون هذا الغياب موقتا وان يعود الانتاج العراقي الى وضعه السابق في السوق النفطية. وأشار الناصري الى ان العراق عضو مؤسس في اوبك، ونأمل مع وجود حكومة شرعية ان يأخذ العراق موقعه الطبيعي والفاعل في المنظمة. وفيما يتعلق بموضوع نمو الطلب العالمي على النفط، وقدرة دول اوبك على توفير كميات اضافية او زيادة الانتاج في الربع الاخير من السنة الجارية، فتوقع ان ينمو الطلب العالمي على النفط بمعدل مليون الى 1.5 مليون برميل في كل عام، واوبك ابدت دائماً جاهزيتها لتلبية هذه الزيادة من خلال توافر طاقة انتاجية اضافية لبعض الدول الاعضاء وخصوصاً دول الخليج، فليست هناك اي مشكلة في تلبية اي زيادة في الطلب العالمي على النفط خلال الربع الاخير من السنة الجارية. وبين ان الدول الاعضاء هي المهيأة وخصوصاً دول الخليج العربي، لأنها تمتلك الاحتياطات الاكبر والبنية الاساسية وقلة كلفة الانتاج، ما يجعلها الاكثر جذباً وجاهزية لتلبية الحاجات العالمية مستقبلاً. وأشار الى ان منطقة الخليج حسب الاحصاءات العالمية ستنتج بين 2003 و2075 نحو 500 بليون برميل وهو يمثل اكثر من 50 في المائة من الانتاج العالمي. ومن جانب آخر، أكد خبراء نفطيون قبيل الاجتماع عدم حاجة منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) ان تزيد من سقف انتاجها في اجتماعها. وقالوا انه ليس هناك داع لاتخاذ المنظمة لهذه الخطوة في ظل الظروف الاقتصادية السائدة في السوق النفطي واستقرار اسعار النفط والتي لا تزال تدور في فلك النطاق الذي تريده. وبين الخبراء النفطيون ان معظم الدلائل تشير الى ان اوبك لن تناقش موضوع زيادة انتاجها لان الوقت غير مناسب لذلك حاليا ولا تستدعي العوامل المتوفرة لتتخذ مثل هذه الخطوة في ظل ضبابية الرؤية بالنسبة للعراق وزيادة الطلب على النفط في فترة الصيف في نصف الكرة الشمالي نظرا لموسم الاجازات وايضا لعوامل اخرى متعددة. واضافوا انه من المحتمل ان تناقش اوبك في اجتماعها المقبل تطورات الاحداث في السوق النفطية وما يرتبط بها من عوامل مؤثرة وايضا استمرار الالتزام بحصص الانتاج وبقاء الاسعار ضمن النطاق المحدد الذي تبنته مؤخرا واوضاع العراق وغيرها.