استكمالا لما كنا قد بدأناه في العدد الماضي في الاجابة عما يدور في ذهن بعض الامهات من أسئلة تجاه أبنائهم المعاقين سمعيا نطرح هنا بعضا من تلك الأسئلة والاجابة عنها.. @ ما اسباب الاعاقة السمعية؟ * يمكن تقسيم اسباب الاعاقة السمعية الى ثلاثة اقسام حسب موقع حدوثها بالاذن: أ) الاذن الخارجية: ان اضطرابات الاذن الخارجية اقل تأثيرا على آلية السمع من اضطرابات الاذن الوسطى او الداخلية، لكن اذا تعرضت الاذن الخارجية الى اضطراب فقد يؤدي ذلك الى حدوث مشكلات تربوية عند الطفل خاصة اذا لم تعالج في الوقت المناسب. ومن هذه الاضطرابات: * عدم تكوين القناة السمعية الخارجية. * الالتهابات الجلدية للقناة السمعية الخارجية. * اضطرابات في افرازات المادة الشمعية (الصمغ). * خلل في طبلة الاذن نتيجة الاصوات المرتفعة او الفجائية. * دخول اجسام غريبة الى الاذن. ب) الاذن الوسطى: كما ذكرنا سابقا فقدان السمع الناتج عن اصابة الاذن الوسطى اكثر تأثيرا منه في الاذن الخارجية، لكن رغم خطورة الامراض التي تصيب الاذن الوسطى الا انها نادرا ما تسبب اعاقة سمعية كلية، واكثر ما تؤدي اليه هو صعوبات في السمع وغالبية امراض الاذن الوسطى تتعلق بخلل اوقصور في وظيفة العظيمات السمعية الثلاث. ومن امراض الاذن الوسطى: أ) التهابات الطبقة الوسطى بالاذن: ينتقل هذا الالتهاب من القناة السمعية الى الاذن الوسطى، ونقص العناية الطبية وتأخرها يؤدي الى مضاعفات والتهابات اكثر خطورة، وتشير الابحاث الطبية الى ان اكثر معدلات الالتهابات انتشارا يكون في مرحلة الطفولة وقبل سن المدرسة، وهذه الالتهابات تؤدي الى وجود السائل بشكل كثيف في الاذن الوسطى مما يؤدي الى تلف العظام والى اضطرابات في الانسجة. ب) الالتهابات الناتجة عن الحساسية: تؤدي الى تضخم القناة السمعية الداخلية مما يؤدي الى الضغط على الاذن الوسطى ويؤدي الى تقيحها. ج) خلل الاتصال بين عظم الركاب والشباك البيضوي. د) الاصوات العالية والمفاجئة. ه) الاورام الخبيثة. و) خلل في العظيمات السمعية الثلاث. ز) الاضطرابات الناتجة عن عوامل ولادية او خلقية. (ج) الاذن الداخلية: ان اضطرابات الاذن الداخلية وامراضها تؤدي الى الاعاقة السمعية الكلية مما يشكل خطورة على الفرد من الناحية التربوية والنفسية والطبية، وهناك اسباب متعددة لاضطرابات الاذن الداخلية الوراثية والمكتسبة منها: 1- عوامل ذات علاقة بالجينات: هناك حالات من الاعاقة تنتج عن الجينات التي تقع على الكروموسومات المرتبطة بالجنس: ومن المعروف ان في كل ذكر (22) زوجا من الكروموسومات الذاتية وزوجا من الكروموسومات الجنسية يرمز له ب (XY) وكذلك في الانثي فان لها (22) زوجا من الكرموسومات الذاتية، وزوجا من الكرموسومات الجنسية يرمز له ب (XX) فاذا اصيب الجين (X) فان ضرره في الذكور سيكون اكبر لعدم وجود (X) اخرى كما هو الحال عند الاناث، على هذا الاساس تم تفسير كثير من الحالات التي يصاب بها الذكور ولا تصاب بها الاناث وذلك كون الضرر اصاب الكروموسومات المرتبطة بالجنس، كذلك فان الخلل الذي يصيب الكروموسومات اثناء الانقسام يؤدي الى حدوث الكثير من حالات الاعاقة، كذلك يمكن ان تحصل حالة الاعاقة السمعية نتيجة سيادة الكروموسومات او تنحيها وذلك حسب نظريات وقوانين الوراثة (قانون التشابه في الوراثة) و(قانون الاختلاف في الوراثة). 2- ما ينتج من مضاعفات نتيجة الاصابة بالالتهابات: مثل التهاب السحايا، او التهابات الدماغ او اضطرابات الغدد كذلك الامراض الفيروسية مثل الحصبة الالمانية وارتفاع درجة الحرارة والنكاف، الخ. 3- خلل في اعضاء الاذن الداخلية. 4- الامراض التي تصيب الام اثناء فترة الحمل: مثل ضغط الدم والسكري والحصبة وغيرها. 5- تعاطي الام المضادات الحيوية: وجد ان تعاطي الام للمضادات الحيوية اثناء فترة الحمل بدون مشورة طبية يؤدي الى تشوهات مختلفة عند الجنين بخاصة اذا تناولت الام الحامل المضادات في الشهور الثلاثة الاولى من الحمل. وكذلك الافراط في التدخين وتناول الكحول وتعرض الام للاشعة باستمرار كلها عوامل تؤدي الى مشكلات مختلفة للجنين. 6- نقص الاوكسجين: تفيد الابحاث والتقارير العلمية بان نقص كمية الاوكسجين الواصلة للوليد اثناء عملية الولادة تنتج عنها مضاعفات وآثار سلبية قد تدوم مع الطفل الى الابد. كذلك المشكلات التي تحصل اثناء عملية الولادة كتعسر عملية الولادة او استخدام ادوات الشفط او الولادة القيصرية كلها عوامل يمكن ان تنتج عنها آثار سيئة ايضا. 7- الحوادث التي يتعرض لها الطفل: الحروب المدمرة والكوارث والزلازل الطبيعية وما ينتج عنها من آثار سيئة قد تخلف وراءها كثيرا من المعوقين سمعيا. 8- اختلاف العامل الرايزيسي في دم الوالدين: في حالة تزوج رجل وكان العامل الرايزيسي له (+RH) من امرأة العامل الرايزيسي (-RH) فان دم الجنين سيكون حاملا للعامل الرايزيسي الموجب (+RH) لان هذا العامل هو العامل السائد، والمشكلة تتركز عند الولادة حيث اذا حدث اختلاط بين دم الام (-RH) مع دم الجنين (+RH) فان دم الام يكون اجساما مضادة للعامل (RH) وتعمل هذه الاجسام على التفاعل مع كريات الدم الحمراء بحيث تحطمها مسببة فقر الدم الانحلالي، وتزداد نسبة تأثير ذلك كلما زاد عدد الولادات وقد تؤدي هذه الحالة الى اصابة حاسة السمع الا انه حاليا يمكن تلافي المشكلة طبيا اذا ما اكتشفت الحالة في وقت مبكر. ( يتبع الاسبوع المقبل) بتصرف عن كتاب (ثلاثون سؤالا وجوابا في الاعاقة السمعية) مدينة الشارقة للخدمات الانسانية