اقترح المكتب الفيدرالى السويسرى للاتصالات "الجهة المسئولة على اعداد القوانين المنظمة لخدمات الانترنت" ادخال تعديلات على لوائح التعامل بالبريد الالكترونى من أجل وضع حد للفوضى والخسائرالتى تتسبب فيها الرسائل البريدية المتطفلة. ونقل راديو سويسرا الدولى عن المكتب الفيدرالى السويسرى للاتصالات قوله أن من بين هذه الاقتراحات تحمل مزودى خدمات الانترنت فى البلاد المسئولية كاملة فيما يتعلق بحماية العملاء. وأوضح المكتب أن هذا يتمثل فى اتخاذهم الاجراءات التقنية الكفيلة بعدم السماح بانطلاق هذه الرسائل من أجهزة مرسليها وقدرتهم على حرمان من يخالف هذا الحظر من الخدمات. وأشارالمكتب الى أنه فى المحصلة النهائية تجد الشركات المزودة لخدمات الانترنت نفسها مضطرة لقطع التعامل مع الجهات التى تبعث بهذه الرسائل مما يؤدى الى انقطاع التواصل بينهم. واستبعد مراقبون أن تواجه هذه المقترحات صعوبات لتمريرها وتطبيقها فى سويسرا.. متوقعين أنها ستلاقى ترحيبا كبيرا من طرف المستخدمين. وذكر الراديو أن الاتحاد الأوروبى "الذى يعمل على استصدار قوانين جديدة لمواجهة هذه الظاهرة قبل نهاية شهر أكتوبر المقبل" يرى ضرورة فرض رسوم على الرسائل الالكترونية مثلما هو الحال مع الخطابات البريدية العادية. ويؤكد هذا الاقتراح أن قيمة الرسوم ستكون طفيفة بحيث لا يشعر بها المستخدم العادى للبريد الالكترونى الا أن من يريد أن يبعث بملايين الرسائل فسيحتاج الى دفع مبالغ ضخمة وهو ما سيؤدى الى توقف هذه الظاهرة.. حسب اعتقاد المؤيدين لهذه الفكرة. ويقول راديو سويسرا الدولى أن شبكات بريد الانترنت تتناقل يوميا ما لا يقل عن 13 مليار رسالة من الرسائل التجارية غير المرغوب فيها والمعروفة باسم سبام وهو حجم يودى الى انهاك شبكة المعلوماتية الدولية.. مشيرا الى أن هذه الرسائل حولت حياة مستخدمى التكنولوجيا الحديثة الى حرب مستمرة للتخلص منها. وذكر الراديو أنه لا ينجو أي عنوان بريد اليكترونى من اقتحام الرسائل التجارية له بدون سابق انذار وبلا توقف حتى أن المستعملين لهذه الخدمة ويقدر عددهم بمئات الملايين فى العالم يقضون ساعات غير قليلة لتنظيف صناديق بريدهم من تلك الرسائل المجهولة المصدر. وتحمل هذه الرسائل الالكترونية كل ما يمكن أن يتخيل من اعلانات ودعايات بدءا بوعود تحقيق الثراء السريع ومرورا بعروض بيع سلع تتراوح بين القصور الفاخرة وأبسط الأدوات المنزلية وانتهاء بالترويج للمواقع الاباحية. ويؤكد البعض أن 90بالمائة من تلك الرسائل غير ذات أهمية كبيرة وأن الغالبية الساحقة من مستخدمى الشبكة يتخلصون منها دون قراءتها اذ تبلغ الرسائل الممحاة من خدمة البريد المجانى هوت ميل ما لا يقل عن مليارين وأربع مائة مليون رسالة يوميا.