عندما تتثاقل قدماك وأنت تذهب لعملك وتتثاءب خطواتك لأنك تبحث عن عذر يثنيك عن طي يوم عمل جديد ، وتقف في حلقك مرارة قهوة الصباح لأنك تتذكر بأنك مضطر لأن تقابل فلانا من الناس. وأنه سوف يكون عليك التعامل مع صدرك الذي ترغمه على التنفس بوجوده . وتلكز الابتسامة لتدفعها للانفراج وأنت مسلوب الرغبة في الاحتكاك به وسماع كلماته والتمسح بمقعدك قربه فقط لأنك تشاركه غرفة واحدة. شخص لا تطيق مشاركته يومياتك لكنه يتطفل عليها . فماذا تفعل مع ذلك الطبق اليومي الذي تضطر لابتلاعه رغم شبعك من سخافته؟ فكل منا لا بد في مشوار حياته المهنية أن يحظى بشرف وجود هذا الشخص في عمله وترغمه صباحاته أن يشرق على قسماته الفاتنة. فتقع في حيرة ، فأنت لا تحب التواجد بقربه ، كما أنك تشعر بالسخف لاضطرارك لذلك حتى لا تقفز كراهيتك له من بؤبؤ تصنعك خاصة إذا كان ذلك بحضرة رئيسك . وقد تراودك فكرة تجاهله كما قد يقترح عليك البعض فالتجاهل أحيانا يحميك من الإصرار على مواجهة مشاعرك تجاهه. ولكن ماذا .... نحن بحاجة دائمة لجمع شتات علاقاتنا بالآخرين خاصة الفئة التي تسعى لنبذنا من مشاعرهم بالقوة . فإن كنت لا تستطيع الاحتفاظ دائما بروح معنوية عالية في التعامل مع هذه الفئة فلابد أن تتعلم كيف تتعامل مع انفعالاتك ... مثلا: راقب سلوكك فقد تكون مادة جيدة للاستفزاز وتجنب المصادمة المباشرة مع هذا الشخص لأنه لو بدا أنك أصبت بجراح جراءها فأنت هدف سهل المنال. لا تتعامل بحزم ومباشرة مع من يعمد السخرية بك فهذا يهيئ له المتعة بل أخرجه من مخبئه بهدوء وكثير من طول البال. اسأل بعض الأسئلة التي توجه الأعناق لمقاصده الحقيقية مثلا : ماذا تقصد عندما تقول ذلك ؟ أو ما علاقة هذا بالموضوع؟ وأحذرك فهذا ليس سهلا. عليك أن ترى الأمور من زاوية مشاعر الطرف الآخر فقد يعطينا ذلك تبريرا للتعود على أسلوبه. لا تشغل نفسك بتبرير أمر أنت تعلم بأنك على حق فيه، ستتكفل الأيام بذلك. قد يحبنا البعض لكنهم يتخذوننا مادة للتسلية . هؤلاء ابتعد عن إحراجهم علنا ، خاطبهم بالود في خلوة وكن حازما في إظهار ضيقك. لا تدع أفكارك تزدحم في طرق ضيقة ، فالاستمرار في جدل عقيم مع البعض كأن تضرب برأسك في جدار فيرتد صدى الألم إليك . تنفس بشكل صحيح قبل اتخاذ أي ردة فعل فهذا يعطي انطباعا بالقوة ويهيئك لإجابات منطقية. إذا كان ممن يفجر قنابله في صدرك ويدفعك للغضب تصوره على هيئة معينة . كأن تجعله في مخيلتك طفلا صغيرا مازال لا يعرف التحكم في نفسه . ستبعث له عيناك رسالة صريحة بأنك لن تغضب بسهولة. اجعل العمل هو المبرر الوحيد للتواصل معه. تذكر أن انشغالك بنجاحك فاتورة سيكون عليه أن يسددها دائما دون أن يدري. عليك أن تعلم أن بعض الناس يشعرون بالسعادة في هزيمتك لأنهم لا يملكون أية انتصارات . ملازمة شخص سلبي كهذا ليست سيئة لهذه الدرجة لأنها ربما تكون تمرينا جيدا لقدرتك على الاستمرار بروح إيجابية أكبر. ولا تنس أن تراجع نفسك فليس من الضرورة أن تكون الاتهامات الموجهة ضدك دائما كلها خطأ. أخيرا.. قد لا تكون مضطرا لتكبد كل ذلك العناء لأنه بالتأكيد لديك ما تنجزه قبل أن تنقضي ساعات العمل!!