اذاكانت اسرة ال حافظ فقدت ابنها البار اللواء عبدالله سعيد حافظ - يرحمه الله- فهي لم تأخذ من الحزن على فراق الفقيد الا نصيبها. فالجميع آلمه فراق الحبيب والصديق ابو محمد ذلك الرجل الذي تميز طيلة فترة حياته بالتواضع الجم والتسامح المطلق والخلق الكريم وتبوأ بصفاته الحسنة واعماله الجليلة مكانته الرفيعة في مجتمعه وبين اهله واخوانه وعشيرة الكرام. واناهنا لا استطيع ان اتحدث عن مناقب اللواء عبدالله اسكنه الله فسيح جناته لانها كثيرة ولا نني لا استطيع ان اعطى الفقيد حقه ولن اتحدث هنا عن سيرته العملية المشرفة والتي نال بها ارفع الاوسمة واعلى الشهادات التقديرية لما يقدمه من اخلاص وتفان في عمله واجلها شرف ومكانة ما تلقاه الفقيد - يرحمه الله - من شهادات شكر وثناء واوسمة من سمو سيدي وزير الداخلية - حفظه الله - وذلك لما حققه الفقيد من نجاحات في المهام الموكلة اليه لخدمة دينه ووطنه واخرها ما تلقاه من تكريم في اخر سنوات عمله وفي مراحل مرضه الاخيرة فقد بقي الفقيد مستشارا في وزارة الداخلية وهو في بيته. يعطي اراءه ويستنير الجميع بافكاره ويستقي الكل من منهال خبرته وهو في منزله. وهذه بحد ذاتها مرتبة من مراتب الشرف للفقيد حيث بقي يصارع المرض وتحمل الابتلاء من الله سبحانه وتعالى بكل صبر وبقي يؤدي الامانة التي اوكلت اليه بكل تفان واخلاص وهذه من صفات وشيم الرجال اصحاب الهمم العالية. ولكن كما اسلفت لا استطيع ان اتحدث عنه في مواساتي هذه لاسرة ال حافظ وابناء الفقيد وما اؤكده في فقيد الجميع - يرحمه الله- هي الصفات الانسانية التي تمتع بها طيلة حياته وخلقه الكريم والرفيع وسرعة تجاوبة لنجدة المحتاج فهو عاش ولم نر على صدره الاوسمة ولا في مكتبه شهادة شكر واحدة يفاخر بها. بل وضع نصب عينيه مخافة الله في السر والعلن وبقي يحرص على اخرته اكثر من دنياه ومن محاسن الفقيد يرحمه الله انه كان يأسر من يتحدث اليه باطلاعه الواسع ومعرفته الغزيرة في مختلف جوانب الحياة الدينية والدنيوية وهو يرحمه الله يعطي محدثه الوقت الكافي للاستماع والانصات اليه ويفرض الرجل احترامه عليك ولا يفرض عليك رأيه حتى ولو كان على صواب واذا ما استشرته تجده نعم الناصح الامين واذا دعيته لاي مناسبة وجدته من اوائل الحاضرين بل في مقدمتهم كما كان الفقيد يرحمه الله ملاذا لاهله واخوانه وعشيرته وكل من يلجأ اليه. فهو سند للجميع وصاحب كلمة حق امضى جل حياته وهو يسعى لاصلاح ذات البين ما استطاع الى ذلك سبيلا. وبالرغم من ان الفقيد كان رجلا عسكريا فلم تؤثر سلوك وصفات العسكريين فيه بشيء وكان يرحمه الله لا يميل الى الشدة في حياته مطلقا. فهو صاحب نكتة وابتسامة عريضة لا تفارق محياه ولن يقابلك دون بشاشة وحتى في احلك ظروفه واشد محنة يرحمه الله لا تستطيع ان تعرف ان هناك امرا غير عادي لدى الرجل. وعموما اذا كان اللواء عبدالله حافظ قد ودعنا الى الرفيق الأعلى وانتقل الى جوار ربه فالعزاء فيه ان الناس والخلق شهود الله في ارضه. فلن تجد انسانا يعرف الفقيد وتأتي سيرته الطيبة العاطرة في حياته او بعد موته الا يثني على الفقيد ثناء منقطع النظير وسيبقى اللواء عبدالله حافظ علامة مميزة بين الرجال الاوفياء وقلما تجود النساء بمثله. ولم يبق لنا الا الدعاء للفقيد بالرحمة الواسعة وان يسكنه الله فسيح جناته ويلهم اهله وذويه الصبر والسلوان (إنا لله وإنا اليه راجعون) @@ عبدالله الغامدي