ارتفع عدد براءات الاختراع التي حصلت عليها أرامكو السعودية الى 18 وذلك بحصول الشركة مؤخرا على براءتي اختراع احداهما لابتكار طريقة جديدة في معالجة الكميات الهائلة من البيانات السيزمية, والأخرى للتعامل مع الصدأ الناتج عن غاز الهيدروجين. وقد قدم فريق إدارة الملكية الفكرية في الشركة, الذي تم تشكيله مؤخرا, المساعدة للموظفين في القيام بهذه المهمة المضنية المتمثلة في تسجيل براءات اختراعاتهم. وحدد الفريق منذ ابريل الماضي 627 فكرة مقبولة تم تسلمها من أجل الدراسة, وتمت الموافقة على التقدم بطلب تسجيل براءة اختراع ل15 فكرة منها. طريقة شجرة (باير) لفرز البيانات وقد تم منح براءة الاختراع الأمريكية في 11 ابريل الماضي (لطريقة وجهاز فرز الكميات الكبيرة من المعلومات السيزمية), حيث منحت للاستشاري الجيوفيزيائي في إدارة تقنية هندسة البترول والتنقيب, (واي لو), ومحلل أنظمة التنقيب في إدارة خدمات تطبيقات التنقيب, محمد الهويدي, ويقلل هذا الابتكار من وقت القيام بالعمليات الحسابية من بضعة أشهر الى يومين او ثلاثة. والمشكة تتمثل في فرز الكميات الهائلة من البيانات السيزمية التي يصل حجمها الى 5 تيراتيات (أو 5 تريليونات بايت) بما يكفي لملء 7 آلاف قرص مدمج. والبيانات السيزمية تتكون من موجات صوتية تم تسجيلها بوصلة رقمية بعد ارتدادها من على التكوينات الجيولوجية في باطن الأرض وتستخدم هذه الموجات الصوتية في رسم خرائط للطبقات العميقة للأرض بغرض العثور على الزيت والغاز. وقد حققت تقنية فرز البيانات هذه فوائد متعددة ظهرت جلية في التخلص من التشويش الذي يصاحب البيانات السيزمية سابقا, وتحسين نوعية الصور, واختصار الوقت اللازم للمعالجة, وتقليل المخاطر الخاصة بالتنقيب. ويقول محمد الهويدي اثبتت طريقتنا فعاليتها بأفضل مما توقعنا. وتقنية الفرز الجديدة هي الأسرع في هذا المجال وهي أسرع بما لا يقل عن عشرة اضعاف من افضل البرامج التجارية المتوافرة. ويقول الهويدي: ان لهذه الطريقة الجديدة تطبيقاتها في مجال علم الفلك وهو حقل آخر يتم فيه جمع كميات هائلة من البيانات التي تحتاج الى تحليل, ويتمنى لو يتم تعديل هذا الاختراع ليتواءم للعمل على مجموعة من الحاسبات الشخصية التي تعتبر البيئة الجديدة في عالم الكمبيوتر. مسبر نفاذية الهيدروجين ولدى أرامكو السعودية الآن أداءة جديدة ومتميزة في مكافحة المنتجات الضارة المسببة للصدأ, وهي عبارة عن مسبر يتم ادخاله في خطوط الأنابيب ومرافق المعالجة التي تبدو كالأوعية ليقوم بقياس نسبة نفاذية الهيدروجين في الحديد الصلب, وهي حالة يمكن ان تؤدي الى تولد فقاعات او شروخ وبالتالي الى فشل المعدات. وقد عمل استشاري البحث العلمي في وحدة علوم الصدأ في مركز الأبحاث والتطوير. (أرنولد لويس) بالتعاون مع زميل سابق له هو (جان بواه) في تطويرمجس (مسبر) نفاذية الهيدروجين وذلك خلال فترة امتدت خمس سنوات. وفي ابريل الماضي حصل ارنولد على براءة الاختراع الأمريكية. والصدأ في مرافق انتاج الزيت والغاز بأرامكو السعودية يمكن ان يصبح مشكلة أكثر تعقيدا في وجود غاز كبريتيد الهيدروجين السام الذي يوجد بيئة تتمكن فيها ذرات الهيدروجين التي تنتج عن عملية الصدأ من النفاذ الى داخل الحديد الصلب بصورتها الحرة بدلا من تطايرها بعيدا على شكل جزئيات الهيدروجين. من جهة أخرى حصل فريق من الباحثين بمركز العلوم الطبيعية التطبيقية في معهد البحوث بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران على براءة اختراع من مكتب الاختراعات الأمريكية إثر ابتكارهم طريقة جديدة لتحديد نوعية البترول الخام باستخدام أشعة الليزر ذات الموجات فوق البنفسجية . وتعتمد الطريقة الجديدة التي أبتكرهارالفريق على تحليل أطياف الضوء الذي ينبعث من سطح عينة البترول الخام لحظة تفاعلها مع نبضات الليزر، حيث ان هذا الضوء المنبعث والذي يسمى الضوء الفلوري يعتمد في تكوينه الطيفي على تحديد نوعية البترول بحسب المكونات الكيميائية لكل عينة الذي يمكن استخدامه في تحديد أنواع البترول الخام المختلفة. وأوضح رئيس الفريق العلمي الدكتور عزت حجازي الذي شاركه البحث عبدالله حمدان وجوزيف ماسترومارينو أن فكرة الطريقة التي أتبعها الفريق البحثي تكمن في تسجيل الأطياف الفلورية المنبعثة من أسطح العينات البترولية خلال فترات زمنية اقصر من زمن نبضة الليزر المستخدم نفسه ( واحد على مائة مليون من الثانية )، ثم تجميع هذه الأطياف في صورة منحنيات كنتورية تعكس الاختلافات الطيفية المسجلة خلال هذه الفترات الزمنية وتمثل بصمة طيفية تشبه في شكلها بصمات الإنسان العادية، مبينا أن المنحنيات نفسها تعبر أيضاً عن منخفضات ومرتفعات بحسب شدة الضوء الفلورى المنبعث وبذلك يزداد تباين الاختلافات في البصمات الطيفية من عينة بترول إلى أخرى ومن ثم تزداد إمكانية التفريق بين أنواع هذه العينات البترولية المتشابهة. وأفاد الدكتور حجازى أن لهذه الطريقة المبتكرة ميزتين اساسيتين تميزها عن الطرق التحليلية الأخرى، وتتمثل الميزة الأولى في إمكانية استخدامها كأداة للاستشعار عن بعد فأشعة الليزر يمكن إرسالها بسهولة إلى مسافات بعيدة والضوء الفلورى للبترول الناتج من هذه الأشعة يمكن أيضاً التقاطه بواسطة تلسكوب ذي عدسات كوارتيزية تسمح بمرور أطوال الموجات فوق البنفسجية ويساعد على هذا أن الطريقة الجديدة لا تحتاج إلى عمليات تحضيرية كيميائية أو فيزيقية للحصول على البصمات الطيفية للعينات. بينما تتمثل الميزة الثانية في إمكانية تحديد البصمات الطيفية بطريقة فورية فالبيانات والمعلومات التي يتم تسجيلها هي معلومات رقمية يمكن معالجتها في الحال بإدخالها في الحاسوب بواسطة برنامج تم تطويره خصيصا من اجل هذه المهمة. وفي اطار المجالات التطبيقية لهذه التقنية فانها تضم مجالات متعددة من أبرزها استخدامها في تحديد نوعية البترول الخام الذي يسكب في البحار بواسطة ناقلات النفط عندما تفرغ حمولتها.