تنطلق غدا الخميس مهرجانات الزواج الجماعي في قرى الأحساء، حيث سيتم زفاف 1600 عريس وعروس، غدا الخميس ويوم الخميس القادم، وقد عملت لجان الزواج على تحديد أيام معينة لإقامة حفلات الزفاف، وكان من أهم أهداف هذا الاتفاق في تحديد أيام الزواج هو تخفيف العبء على المهرجانات حيث يتوزع المدعوون للزواج بين هذه المهرجانات بحكم أن أكثر المدعوين من أهل القرى وتربطهم علاقات متقاربة، سواء من ناحية القرابة أو الصداقة، ويكون تخفيف العبء على المهرجان من ناحية تقليل كمية وجبة العشاء، ويقدر عدد الضيوف التي تقبل على الزواج الواحد بين 3 إلى 10 آلاف مدعو بما فيهم أهل القرية التي يقام فيها الزواج الجماعي، ويزيد عدد الحضور ويقل حسب عدد المتزوجين. من الناحية الاقتصادية تعمل مهرجانات الزواج الجماعي على تنشيط الحركة التجارية في أسواق الأحساء بمختلف الأنشطة التجارية، أسواق الذهب والعطورات والأقمشة والملابس والاكسسوارات والهدايا والورود والنباتات الطبيعية والمشاغل النسائية واستديوهات التصوير النسائي والمطابخ ومحلات تأجير السجاد وأدوات الزينة وبيع الأثاث وتأجير الشقق وسوق الأغنام ومصانع العصائر والألبان والمياه الصحية ومحلات الخياطة الرجالية والصالات والاستراحات الزراعية، ويقدر أصحاب محلات تجارية أن مناسبات الزواج الجماعي تضخ في أسواق الأحساء ما لا يقل عن 100 مليون ريال، لأنه بالإضافة إلى مصروفات العروسين للزواج، فإن أهالي العروس وقريباتها لا يفوّتن هذه الفرصة فيقمن بتجهيز أنفسهن أيضا، ويستفيد من هذه التجهيزات للعرس أصحاب محلات الذهب والأقمشة والملابس والمشاغل النسائية واستديوهات التصوير النسائية. 30 مليون لأسواق الذهب. ( اليوم الاقتصادي) قام بجولة على بعض المحلات التجارية المستفيدة من هذه المناسبات، يذكر نصار البقشي صاحب محل لبيع الذهب أن مناسبات الزواج الجماعي أصبحت موسما تجاريا ننتظره بترقب، وأخذنا في الاستعداد لقدومه بشكل مبكر، من ناحية توفير الموديلات المختلفة والمتنوعة لتوافق كافة الأذواق، لأنه يعطي قوة شرائية للسوق فهو اقتصادي من ناحية التوفير للعريس وكذلك اقتصادي وتجاري لاستفادة السوق من هذه المناسبات وأشار إلى أن تجهيز العروس من الذهب لا يقل عن 13 ألف ريال، وبالإضافة إلى العروس هناك أهل العروس وقريباتها لتقديم الهدايا إليها بمناسبة الزفاف، ويقدر نصار البقشي إلى أن الزواج الجماعي يضخ في سوق الذهب بالأحساء ما لا يقل عن 30 مليون ريال، ويرى سامي الغانم صاحب محل لبيع الأثاث أن محلات الأثاث بشكل عام تستفيد من هذه المناسبات وأن الأغلبية تبحث عن الأسعار المناسبة، وأن محلات غرف النوم يكون لها نصيب الأسد من استفادتها من مناسبات الزواج الجماعي. لا نستفيد من الزواج الجماعي وتستفيد المطابخ من هذه المناسبات بشكل كبير لأن الوجبة من أساسيات إقامة الزواج، وتقوم بعض المطابخ بطبخ 600 ذبيحة بين ليلة الجمعة وغداء يومي الخميس والجمعة، ويشير عبدرب الرسول الغراش إلى أن المطابخ قد لا تستفيد من هذه المناسبات بالشكل المتوقع لأن إقامة حفلات الزفاف لعدد كبير من الشباب في ليلة واحدة قد لا يعود بالمردود المادي الجيد لان مهرجانات الزواج الجماعي لا تدع لهم الفرصة في تشغيل المطبخ في الأسابيع الأخرى، لأن للمطبخ امكانية محدودة في طبخ عدد من الذبائح . من جانب آخر عملت هذه المناسبات نشاطا موسعا في بناء أو إعادة تأهيل الاستراحات الزراعية بما يتناسب لإقامة حفلات الزفاف، ويلاحظ في الأحساء ظاهرة انتشار هذه الاستراحات بشكل كبير وسريع، حيث يذكر محمد الأحمد أن هذه الاستراحات بدأت تنافس صالات الأفراح نظرا للفرق الشاسع في الأسعار بين الصالات والاستراحات، وأشار إلى أن الاستراحات تشهد إقبالا متزايدا سواء لحفلات الزفاف أو قبل ليلة الزفاف، وذلك لإقامة ما يعرف بمناسبات (الشبكة أو الهدية ) والتي تعني إعلان الخطوبة بين العريسين ودعوة الأقارب لحضور الهدية، ويشير الأحمد إلى أن أسعار الاستراحات لليلة الزفاف تتفاوت بين 2500 إلى 4000 آلاف ريال، ويتم حجزها قبل شهرين أو أكثر من موعد الزفاف، ويتفق الأحمد مع عبد رب الرسول الغراش في إن مناسبات الزواج الجماعي تشكل ازدحاما كبيرا في الإقبال على استئجار الاستراحات وهذا يتسبب في رفع الأسعار. الثقافة والذوق تحدد السعر ويشير مصطفى العبد المحسن صاحب محل ورود ونباتات طبيعية إلى أن مناسبات الزواج الجماعي تسبب ضغطا كبيرا على محلات الورود مما يجعلنا نرفض بعض الطلبات لعدم مقدرتنا على تلبية كافة الطلبات، وقال ان إقامة حفلات الزفاف في أسابيع متفرقة قد يكون له مردود اقتصادي جيد لبعض الأنشطة التجارية، وأضاف العبد المحسن أن أسعار ( مسكة العروس ) تتفاوت بين 150 إلى 500 ريال بينما تتفاوت أسعار إعداد الكوشة بين 2000 إلى أكثر من عشرة آلاف ريال، وقد يصل إلى 20000 ألف ريال وذلك يعتمد على ذوق اصحاب العرس فهناك من يرى ضرورة الإعداد المناسب لمسرح العروس وتزيينه بما يتناسب مع ثقافتهم وذوقهم، بينما لا يرى آخرون أهمية ذلك وليس لديهم الاستعداد لدفع أكثر من 1000 ريال. وقال عبدالله بوحليقة ان مناسبات الزواج الجماعي تعمل على تنشيط القرطاسيات وبيع الأوراق، حيث تستهلك بعض القرطاسيات ما لا يقل عن 40 ألف ورقة للزواج الجماعي الواحد، وقال إن إقبال المتزوجين على عمل دعوات الزواج في القرطاسيات يرجع إلى تقليل المصروفات لمناسبة الزواج، وأشار إلى أن هذه المناسبات أصبحت موسما تجاريا لأسواق الأحساء. وأخيرا يعمل الزواج الجماعي على العائد الإيجابي الكبير للفرد العادي وتوفير الأموال على الشباب وعدم تحمّل الديون بحجة الزواج وألا يكون ذلك عائقا أمامهم وأن الأموال الكبيرة التي تدفع لوجبة الضيافة بالإمكان توفيرها لأمور أكثر أهمية للزوجين، وإذا كان هناك اتفاق لدى بعض المحلات التجارية في عدم استفادتها من مناسبات الزواج الجماعي للإمكانية المحدودة لهذه المحلات، إلا أن ذلك قد يعطي الفرصة لأصحاب المحلات الصغيرة لتشغيلها وألا يتركز الإقبال على محلات معينة فقط.