من المتوقع أن تتوافر في المراكز الطبية البريطانية قريبا تقنية علاجية جديدة لتدمير أورام الجلد السرطانية باستخدام الضوء الأحمر، الذي أثبت فعالية في القضاء على 90 في المائة من الأورام العدوانية الخبيثة. وأكد أطباء في جامعة مانشيستر البريطانية أن هذه التقنية سريعة، ولا تسبب الألم، ويتعافى فيها المرضى خلال أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع ولكنها قد تترك ندبا صغيرا مما يجعلها بديلا أفضل للجراحة، خصوصا للمصابين بآفات مرضية على الوجه. وقال الباحثون إن إصابات سرطان الجلد، الذي يعتبر أكثر الأنواع شيوعا في بريطانيا قد تضاعفت على مدى العشرين سنة الماضية وما زالت هذه المشكلة في تزايد، بسبب عدم الالتزام بمعايير السلامة. وأوضح الخبراء أن العلاج الضوئي الجديد إجراء بسيط جدا، يتمثل في وضع كريم خاص على المنطقة المصابة، وتركها لمدة ثلاث ساعات مما يسمح للدواء المسمى "ميتفيكس" بالاختراق إلى النسيج السرطاني ثم يتم تعريضها للضوء الأحمر لعشر دقائق، لتنشيط التفاعل الكيميائي الذي يصفه الأطباء بقنبلة ذرية صغيرة تدمر خلايا السرطان. وفي الدراسة، التي تابعت 100 مريض، مصابين بأكثر أنواع السرطان شيوعا تبين أن العلاج الجديد فعال جدا، كالجراحة تماما حيث بلغ معدل الاستجابة الكاملة 91 في المائة الأمر الذي يعتبر إنجازا في غاية الأهمية. وأشار الباحثون إلى أن هذا العلاج الذي يكلف ما بين 200 إلى 400 جنيه إسترليني سيتم استخدامه مبدئيا في العيادات الخارجية بمستشفيات الخدمات الصحية العامة في لندن وبورتسموث ودندي وهاروجيت ونيوبورت وترورو وولفيرهامبتون لعلاج نوعين من سرطانات الجلد هما سرطان الخلية القاعدية والأورام القرنية، التي تؤدي إلى سرطان الخلية الطلائية. وأكد الخبراء أن هذه العملية لا تسبب الألم مطلقا، على الرغم من أن عددا قليلا من المرضى قد يشعرون بحكة أو وخز مشيرين إلى أن خلايا الجلد السليمة لا تتأثر، لأنها لا تمتص كميات كبيرة من الدواء وعندما تموت الخلايا السرطانية تشكل قشرة تسقط تلقائيا بعد 5 إلى 10 أيام مشيرين إلى أن جميع علاجات سرطان الجلد بشكل عام تدمر الخلايا في المنطقة المصابة بينما العلاج الجديد يستهدف نقاطا معينة، أي يدمر الخلايا السرطانية فقط، دون أن يؤثر على الخلايا السليمة. ولفت الأطباء إلى أن التعافي باستخدام الضوء الأحمر يحتاج إلى أسبوعين أو ثلاثة، مع أقل نسبة من الندبات الصغيرة لذا لا تؤثر على جمالية المظهر العام، مقارنة بالجراحة التقليدية.